النادي الإفريقي: دروس عديدة من المشاركة القارية..«زفونكا» يكسب الرّهان والأجانب يواصلون «التوهان»

لم تكن عودة النادي الإفريقي إلى مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية بعد غياب طويل عن المشاركة فيها موفقة حيث

خرج نادي باب الجديد من دوري المجموعات من بوابة المجموعة الثالثة رغم احتلاله الوصافة بالشراكة مع شباب قسنطينة برصيد عشر نقاط وعلى بعد نقطة من المتصدر مازيمبي الكونغولي.
النسخة الحالية لنادي باب الجديد كان بإمكانها العبور بسهولة إلى الدور ربع النهائي لو لا التعامل السيئ مع أحداث المجموعة حيث كانت الهزيمة الثقيلة أمام مازيمبي القشة التي قسمت حظوظ الأفارقة للعبور فيما زاد غياب الانتصار في الدار أمام قسنطينة ومازيمبي في ضرب طموحات الأحمر والأبيض في مقتل لتعلن هذه المعطيات تبخر حلم الصعود رغم أن الإفريقي كان قادرا على ذلك بالعودة إلى نتائجه وحصيلة فرق المجموعة.
من المؤكد أن التجربة ستكون مفيدة لنادي باب الجديد خاصة أن جل المجموعة من الشباب واكتسبوا خبرة ستكون ضرورية في قادم المواعيد والاهم أن الأفارقة وجدوا مدربا جاء في وقته المناسب.

دروس مستفادة
بدأت رحلة الإفريقي في المشاركة القارية بعدة مشاكل أثرت كثيرا على رحلة الفريق في رابطة الأبطال أهمها الرصيد البشري الضعيف في الصائفة والتعاقدات التي لم تلب الطموحات وهو ما أثبتته المشاركة لتزيد الصعوبات المالية والقضايا في ضرب الطموحات بما أن الإفريقي لم يعزز الصفوف في الميركاتو الشتوي في ظل عقوبات الفيفا.
المشاكل لم تقف عند هذا الحد بما أن قرار اللعب في سوسة في الجولة الافتتاحية أمام شباب قسنطينة كان بمثابة الكارثة حيث وجد الإفريقي نفسه ضيفا شأنه شأن الفريق الجزائري لتكون الهزيمة قاسية وأعلنت غضب الجماهير لتكون رحلة الكونغو الديمقراطية كارثية وأسقطت طموحات الفريق بعد الهزيمة الثقيلة. كل الظروف تقريبا لعبت ضد النادي الإفريقي في المشاركة القارية لكن ما هو مؤكد أن عدة دروس استفادت منها كل مكونات الفريق من مسؤولين ولاعبين وجماهير التي كانت العلامة الفارقة في مشوار النادي الإفريقي في دوري المجموعات بضربها مثلا في التعلق بالنادي سواء داخل الدار او خارج الديار وتنقلات الإسماعيلية والكونغو الديمقراطية قسنطينة ستبقي راسخة في الأذهان.

حسرة على «زفونكا»
سبعة نقاط هي حصيلة المدرب الفرنسي فكتور زفونكا مع النادي الإفريقي في دوري المجموعات لرابطة الابطال الإفريقية حيث تعادل في مواجهته الأولى أمام مازيمبي فيما دون انتصاران خارج الدار أمام قسنطينة وآخر في تونس أمام الإسماعيلي لتعلن هذه الحصيلة أفضل مشوار لفرق المجموعة الثالثة لكنها لم تشفع للأفارقة للعبور رغم الأفضلية في مرحلة الإياب لتكون الحسرة كبيرة على جميع مكونات الفريق سيما أن ورقة التأهل كانت ممكنة لو لا التأخر في التغيير.

العديد طلب من رئيس الإفريقي التغيير وعدم مواصلة تجربة شهاب الليلي إلا أنه تعنت وثبته في مكانه لتكون الحصيلة أثقل هزيمة الإفريقي وثلاثة نقاط من مجموع تسعة ممكنة وحصيلة سلبية هجوما ودفاعا لتضرب هذه الحصيلة طموحات الإفريقي في مقتل.
الجميع تأكد اليوم من خصال الفرنسي فكتور زفونكا الذي أعاد الأمور إلى نصابها تكتيكيا وفنيا وبات الإفريقي اقوي خاصة من الناحية الدفاعية حيث لم يقبل أهدافا في ست مباريات كاملة لتكون الحسرة كبيرة على عدم الإسراع في التعاقد مع الفرنسي رغم أنه كان مطروحا قبل عودة شهاب الليلي لتدريب النادي الإفريقي.

أجانب خارج الخدمة
عندما يتعاقد الفرق مع اللاعبين الأجانب فإن الطموح يكون تقديم الإضافة لكن ميركاتو الإفريقي الصيفي كان للنسيان وهو ما أثبتته مسابقة رابطة الابطال الإفريقية حيث لم يستفد الأفارقة مع تعاقداتهم الإفريقية سواء في الخط الخلفي بغياب السنغالي ضيوف عن القائمة أو وسط الميدان مع الثنائي الكاميروني إبراهيم موشيلي والبنيني روديغ كوسي ومشاركتهما غير الثابتة والغياب كان أكثر من الحضور فيما كان الخط الامامي الأكثر تضررا خاصة أن الغاني دريك سراسكو والبوركيني باسيرو كومباري لم يكونا عند ثقة المسؤولين والمدربين وكان مستواهما ضعيفا ولم يرق إلى الطموحات ليزيد في معاناة الفريق.
أجانب النادي الإفريقي رغم تعدد الجنسيات كانوا خارج نطاق الخدمة ولم يقدموا الإضافة المطلوبة وهو ما يؤكد أن ميركاتو الإفريقي كان فاشلا ولنسيان وأرقام المسابقة القارية تؤكد أن أصحاب رواتب «الدولار» زادوا العناء في مجموعة كانت تنتظر منهم الكثير لكن الواقع أكد مجددا أن اجانب هذا الموسم في الإفريقي حلقة جديدة في مسلسل فشل سفراء القارة السمراء.

استنفاذ الفرص
أكدت المباريات الأخيرة للنادي الإفريقي أن عدة لاعبين ظلموا بعدم التعويل عليهم في القائمة القارية على غرار وجدي الساحلي والسنغالي «واليو ضيوف» فيما كان أبعاد الحارس ايمن المثلوثي عاملا أخر في تأكيد الظلم خاصة أن الثلاثي اثبت قدرته على تقديم الإضافة وانه أفضل من عدة عناصر رسمت في القائمة رغم محدودية إمكانياتها لكن الطريقة التي كانت تدر بها الأحداث في الإفريقي تؤكد اخبار الكواليس عن ضعف شخصية المدرب السابق وسيطرة الحرس القديم على القرار الفني والتكتيكي.

من بين الأسماء التي أكدت في لقاء الإسماعيلي الأخير أنها استنفذت كل الفرص سواء مع المدرب فكتور زفونكا او جمهور الإفريقي الثنائي زكريا العبيدي والغاني دريك سراسكو والغريب أن الثنائي قيل عنهما الكثير قبل التعاقد معهما بل أكثر من ذلك بما أن مهندس التعاقدات أكد أنهما سيصنعان ربيع الإفريقي وسيكونان نجما الفريق الأول بصناعة الألعاب والثاني بأهدافه العديدة لكن الواقع أكد غير ذلك ولازال الثنائي خارج الخدمة ويبحثان عن نفسيهما. الغريب أن زكريا العبيدي مثلا يتقاضي تقريبا الأجر الأعلى في المجموعة لكن ظهوره في التشكيلة اقتصر على بعض المواجهات مع المدرب شهاب الليلي فيما أعلنت المباراة الأخير أنه لا يدخل حسابات زفونكا الأساسية حيث خير عليه الذوادي في مركز غير مركزه ليزيد هذا المعطي في تأكيد محدودية إمكانيات القادم من فرنسا في الميركاتو الصيفي. أما الغاني ورغم منحه عدة فرص فإنه واصل إضاعتها وأكد أنه بعيد عن طموحات الجميع فإن يكون المهاجم الأول للنادي الإفريقي. الثابت أن مباراة الإسماعيلي زاد في منح زفونكا فكرة كبيرة على رصيده البشري حيث كسب البعض نقاط فيهم خسر العديد في حسابات التواجد في أجندة فكتور زفونكا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115