بأي روافد للتطوير نهذي : هل أصبحت الملاعب التونسية مقصلة المدربين ؟

لما تجدنا على ثقة بالأرقام فان ما تلاحق من اقالات واستقالات للمدربين وصل ما طفح معه الكيل. ولما نرى فريقا يعول على 5 مدربين والموسم مازال في عمره 7 جولات فعنّ أي تحليل نتحدث وباي روافد للتطوير نهذي وحتى القانون الوقائي من نزيف تغييرات الاطارات الفنية

وفرت له الاندية بشراكة مع الجامعة حتى لا نتحدث عن التواطؤ ما يبقيه مجرد حبر على ورق و من هنا يزيد الارق.

9 فرق غيرت مدربيها خلال مرحلة الذهاب.
والسيناريو يتكرر في الاياب وأخر العينات ما حصل في بن قردان حيث تقررت اقالة سمير الجويلي ليحل محله شكري الخطوي حاملا رقم 35 في لائحة مدربي الموسم الحالي ليعلن شبيبة القيروان ضحية جديدة في مقصلة المدربين رفعت الرقم إلى 36 مدربا بعد إقالة المدرب الفرنسي باسكال جينان وتعويضه بمساعده حسين المستيري والسبب يبقى ... النتائج ...

واذا انطلقت تحضيرات ا لترجي مع الفرنسي انيغو فان ما ساء من حصاد في كأس الاتحاد الإفريقي جعله يرحل قبل الجولة الاولى ليكون البديل عمار السويح ... و اذا كانت بدايته متعثرة في المرسى فان الترجي اصر على بقاء مدربه وليس المدرب هو الضحية فأحيانا نجد الاستثناءات كتلك التي كانت بإمضاء المدرب شهاب الليلي الذي فضل التخلي عن النادي البنزرتي مفضلا عليه النادي الصفاقسي لكن لابد من التاكيد ان المسالة لم يلعب فيها المال اي دور من الادوار فحلم الليلي ان يصبح يوما مدربا لفريق عشقه منذ الصبا وهو النادي الصفاقسي فالحكاية ... حكاية حب ّوغرام من عاشق ولهان لألوان «السي آس آ س»

ولما كان الجو على غاية من الصفاء ومعه الوفاء كان النجاح لليلي في عرينه ...
واذا توطدت العلاقة بين الليلي وجمهور النادي الصفاقسي وهو من إفرازات الثقة فان ما غاب من ثقة في بنزرت فرض انسحاب المدرب يوسف الزواوي و ان كان ابن الفريق ... والمنقذ ... والمتطوع ...فلا سبيل لتطويع الجمهور الا بالنتائج والجمهور في بنزرت كان ايضا وراء خروج المدرب غازي الغرايري والفريق يحتل في الجولة السابعة المرتبة الرابعة .

و النزول في بنزرت لرغبة الجمهور يبطن الكثير من الحديث حول عدم صلابة مواقف الهيئة المديرة التي نجدها ‘ رخوة ‘ واحيانا تدعي ما لا تفعل ... فحديث التسويف فاق المبادئ ... و هذا واقع لنا فيه اكثر من دليل فيكفي ان يحصل ضغط الجمهور لتستجيب الهيئة وهو ما جاء بالمدرب سفيان الحيدوسي مكان يوسف الزواوي لكن رغم التغيير فإن النتائج لم تكن في مستوى طموحات الجماهير فلا شيء تغير ...

رقم قياسي لأولمبيك سيدي بوزيد
ولما انطلق الموسم انتظر الجميع استقرار الوافد حديثا نجم اولمبيك سيدي بوزيد لكن ما تلاحق من انتصارات اهمها على حساب النادي الافريقي لم يشفع له لنجده صاحب الرقم ا لقياسي في التغييرات وهو من عناوين عدم الاستقرار
فبعد رحيل المدرب الأسعد معمر إلى الفيحاء السعودي حلّ المدرب طارق ثابت، لكن تمت إقالته بعد شهر ونصف ليأتي مكانه سمير الجويلي الذي لم تطل هو الآخر تجربته، بعد أن قررت إدارة الفريق الاستغناء عن خدماته ليتم الاستعانة بالمدرب جمال بلهادي، لكن الأخير قرر الانسحاب بعد مرور 3 جولات فقط على انطلاق مرحلة الإياب ليحل محله حسان القابسي. في ظل هذه التغييرات لا يمكن ان تكون للفريق بصمة توحي بضمان ا لاستمرارية، فـ5 مدربين ... رقم قياسي لم يسجل في تاريخ تونس.

4 جولات فقط لسمير الجويلي في بنقردان
الوافد الثاني على الرابطة الاولى اتحاد بن قردان لم يعرف الاستقرار مع المدربين ... واذا غادر الحيدوسي طوعا فان خروج الجويلي أصله حصاد 4 جولات حيث لم يجن الفريق إلا على نقطتين بعد تعادلين وهزيمتين.
مدرب اخر خرج بعد 4 جولات وهو حمادي الدو لما ساء من نتائج في قوافل قفصة وحتى خالد بن يحيي ساءت معه النتائج ليخلفه قيس اليعقوبي الذي لم يكن معه الحصاد افضل حالا لكن هيئة القوافل حافظت عليه لان المشكل ليس في المدرب بل في ظروف الفريق عامة مما جعله يهدد بالانسحاب من البطولة

النتائج السلبية جعلت بن يحيي يقرر في نوفمبر الماضي الانسحاب من المهمة بعد قيادته للفريق في 3 مباريات فقط وهو ما فرض على إدارة القوافل البحث عن البديل. حتى الكبار لم يسلموا من «خنار الإقالات» فالنادي الإفريقي الذي كان رمزا للاستقرار من زمن «فابيو» و «ناجي» نجده يغير المدرب وكأن الامر يتعلق بـ «عجلة بسكلات» وهو ما ادى الى اسوا حصيلة عرفها الفريق على امتداد 95 عاماً منذ التأسيس
من صاحب الانجاز دانيال سانشاز (صاحب بطولة الموسم الماضي) الى ونبيل الكوكي المقال بين الشوطين في تقليعة جديدة للتسيير الرياضي الى الهولندي رود كرول
وغم الحصاد الهزيل و هو ما يجسمه الخروج من رابطة الابطال فقد حافظ كرول على موقعه ...

مستقبل القصرين، لم يكن الاستثناء لما نجده ينتدب 4 مدربين من فاروق الجنحاوي الى كمال الزواغي وصولا الى طارق ثابت

واذا كان الاستثناء للنجم الساحلي والنادي الصفاقسي والترجي الرياضي فانه ليس غريبا ان نقف عند تلاحق هذه الفرق في المراتب الاولى للبطولة فكل نجاح يبدا من استقرار الاطار الفني و هو ما سيثمر في نادي حمام الانف آجلا أم عاجلا حيث كان التمسك بمعين الشعباني وان تسرب الشك في الايام الاخيرة

و رضخ الملعب التونسي لمنطق النتائج التي عصفت بالمدرب لسعد الدريدري لتكون خلافته من ماهر ا لكنزاري فيما حل الدريدري محل نزار خنفير في الملعب القابسي والذي بدوره خلف المدرب مراد العقربي الذي بحث عن تجربة خليجية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115