قدّمت الإضافة وكانت معشوقة لجماهير التي تغنّت بأسمائها طويلا...من ينسى ما قدمه الزامبي كينيث ماليتولي مع الترجي ومن ينسى صولات وجولات المغربي كماتشو والجزائري عبد المؤمن جابو مع النادي الإفريقي أو أهداف الجزائري بغداد بونجاح مع النجم الساحلي.
في السنوات الأخيرة، باتت إضافة الأسماء الاجنبية في الرابطة المحترفة الاولى محدودة بعضها يمر مرور الكرام والبعض الآخر يكتفي ببنك البدلاء قبل أن ينشد الرحيل ويضع النوادي تحت وطأة عقوبات لجنة النزاعات بالاتحاد الدولي لكرة القدم. بعض الاسماء الأجنبية تم انتدابها بحثا عن إيجاد الحلول فإذا بها تضيف صداعا جديدا للهيئات المديرة وتجعلنا نتساءل للمرة الألف عن معايير هذه الانتدابات وتطابقها مع حاجات النادي، لكن في بطولة يمسك بزمامها بعض المسؤولين الذي لا علاقة لهم بالميدان الكروي من الطبيعي ان يرضخوا لضغوط السماسرة وإغراءاتهم ويغرقوا انديتهم في تيار الديون والمتاعب...في الورقة التالية سنقدم قراءة خاطفة لأداء الاسماء الأجنبية في مرحلة الذهاب للرابطة المحترقة الاولى خاصة انه من السابق لأوانه تقييم العناصر التي التحقت بالركب في فترة الانتقلات الشتوية الاخيرة.
27 هدفا للأقدام المستوردة في المرحلة الأولى والسي آبي الأكثر استفادة
شهدت المرحلة الأولى من الرابطة المحترفة الأولى تسجيل 188 هدفا ساهم فيها اللاعبون الأجانب بعدد ضئيل لم يتعد 27 هدفا اي بنسبة 14.3 % وتداول على التهديف 15 لاعبا من أصل أكثر من 35 لاعبا اجنبيا عززوا الحظوظ في مرحلة ذهاب البطولة. ويبقى النادي البنزرتي المستفيد الأكبر من عناصره الأجنبية بما أنها سجلت 8 أهداف حيث سجّل السينغالي اليو سيسي 4 أهداف فيما كان نصيب كل من السينغالي يوسوفا مبينغي والايفواري ابراهيما واتارا هدفين. واستفاد اتحاد تطاوين من مهاجمه الموريتاني إسماعيل دياكيتي الذي سجل 3 أهداف كما هو الشأن للاعب البينيني للملعب التونسي جاك بيسان واللاعب المصري للنجم الساحلي سابقا عمر مرعي.فيما لم تسجل الجالية الاجنبية لكل من الترجي الرياضي والنادي الإفريقي أي هدف كما هو الشأن بالنسبة الى نادي حمام الأنف والشبيبة القيروانية.
وفيما يلي ترتيب اللاعبين الاجانب في البطولة حسب عدد الاهداف:
1 - السينغالي اليو سيسي
(النادي البنزرتي) 4 اهداف
2 - الموريتاني اسماعيل د ياكيتي
(اتحاد تطاوين) 3 اهداف
- البينيني جاك بيسان
(الملعب التونسي) 3 اهداف
- المصري عمر مرعي
(النجم الساحلي) 3 أهداف
5 - السينغالي يوسوفا مبينغي
(النادي البنزرتي) هدفان
- الايفواري ابراهيما واتارا
(النادي البنزرتي) هدفان
- الموريتاني مولاي عبد الله خليل
(مستقبل قابس) هدفان
8 - الايفواري ادريسا كوياتي
(الاتحاد المنستيري) هدف واحد
- النيجيري موزيس اركوما
(الملعب القابسي) هدف واحد
- الغاني ايزاكا ابودو
(الملعب القابسي) هدف واحد
- المالي ابو بكر ديارا
(نجم المتلوي) هدف واحد
- النيجيري كينغسلاي سوكاري
(النادي الصفاقسي) هدف واحد
- النيجيري باتريك لوالوا
(اتحاد بن قردان) هدف واحد
- البينيني شمس الدين شاونا
(الملعب القابسي) هدف واحد
- البورندي شاكا بيانفوني
(النجم الساحلي) هدف واحد
إضافة محدودة
من المفترض ان تكون الانتدابات الأجنبية مجعولة لخلق التكامل في المجموعة وتغطية النقائص الموجودة في الرصيد البشري لكن بعض الصفقات الخارجية رغم ما يرافقها من هالات إعلامية وضوضاء تجعلنا «نسمع جعجعة ولا نرى طحينا». فالنجم الساحلي على سبيل المثال، انتدب المدافع المالي عمر كوناتي في ميركاتو صائفة 2017 بتكلفة قياسية واجر سنوي للاعب ناهز 600 الف دولار وهو الأغلى في البطولة لكنه اكتفى بإطلالة واحدة في الموسم الحالي مقابل 1091 دقيقة في موسم 2017 - 2018، ولذلك مثّل عبئا ثقيلا استعصى على هيئة فريق جوهرة الساحل التخلص منه.في المقابل وقبل ان يدخل قانون اعتبار لاعبي شمال افريقيا لاعبين محليين، استفاد «ليتوال» كأفضل ما يكون من المصري عمر مرعي الذي سجل 3 أهداف قبل أن يلتحق في الميركاتو الشتوي ببيراميدز المصري فيما سجل البورندي شاكا بيانفوني هدفا وحيدا.أما النادي الصفاقسي فقد كان حصاد أجانبه خلال مرحلة الذهاب هدفا وحيدا سجله كينغسلاي سوكاري الذي تراجع مردوده بشكل ملحوظ في الموسم الحالي بعد تألقه في الموسم السابق وتلقيه لعدة عروض أوروبية وخليجية.
النادي الافريقي ايضا دخل الجزء الاول من السباق بـ4 اسماء وباستثناء الجزائري مختار بلخيثر الذي التحق مؤخرا بالقادسية السعودي فإن الثلاثي: الكاميروني ابراهيم موشيلي والغاني ديريك ساسراكو والبوركيني باسيرو كومباري كانت اضافاتهم متفاوتة فالمهاجم ساسكراكو شارك في 9 مباريات لكنه عجز عن تسجيل اي هدف فيما يمكن القول إن المتاعب الصحية هي التي منعت موشيلي من تقديم المردود الذي انتظره الجمهور في المقابل لم يشارك كومباري سوى في مبارتين.
استفادة من قانون اعتبار لاعبي المغرب العربي محليين ولكن...
قررت الجامعة التونسية لكرة القدم اعتبار لاعبي شمال إفريقيا لاعبين محليين وقد دخل هذا الإجراء حيز التنفيذ مع الميركاتو الشتوي الاخير في وقت عارضتها بقية دول شمال إفريقيا.هذا القرار سمح لفرق البطولة الوطنية بالاستفادة من عناصر أجنبية إضافية وإدراجها ضمن التشكيلة الأساسية ...لذلك لاحظنا في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة إقبال عديد الاندية على تنويع جاليتها الأجنبية بين شمال القارة وجنوبها مع إمكانية الاستفادة من عنصر إضافي أو أكثر ضمن الحسابات....لكن يبدو ان قرار اعتبار للاعبي شمال إفريقيا غير أجانب سلاح ذو حدين في ظلّ تقاليد الانتدابات في بعض الأندية والتي تبحث عن الكمّ دون الكيف فاليوم تسكت جمهورها بخليط من الانتدابات العشوائية وغدا ستجد نفسها أمام تيار المتاعب المالية عندما يشتكيها هؤلاء اللاعبون بسبب عدم قدرتها على توفير مستحقاتهم المالية.