للدربي عادت بأذهاننا إلى دربي موسم 2013 – 2014 الذي خسر خلاله فريق باب جديد لقب البطولة في اخر جولة أمام المنافس ذاته الترجي الرياضي على الرغم من أنه كان مطالبا وكما هو الحال في مباراة أمس الأول 27 أفريل الجاري بالتعادل فقط ليحسم أمر اللقب اعتبارا للفوز الذي كان قد حققه في لقاء الذهاب بنتيجة(24 – 26)ولكن الإفريقي أخفق حيث نجح الترجي بعد أن تاه في اللحظات الأخيرة ولم يعرف كيف يعدل النتيجة التي كانت بفارق هدف قبل 35 ثانية من النهاية 22 - 23 على الرغم من أن الكرة كانت في حوزته ورغم الثلاث فرص التي أتيحت له منها اثنتان لأمين بالنور وواحدة لمحمد السوسي، وضعية انقاد بعدها إلى أول هزيمة في الموسم كلفته خسارة اللقب.
«السوسي» و«الإدريسي» تألقا ولكن..
كان محمد السوسي أبرز لاعب في صفوف النادي الإفريقي بعد أن خاض كامل المباراة دفاعا وهجوما وتمكن من تسجيل ستة أهداف ومكن فريقه من العودة في النتيجة والبقاء في اللقاء رغم الفارق الذي تمكن منه الترجي الرياضي 4 - 8 و8 - 11 شأنه شأن مكرم سلامة الذي كان حاسما على مستوى الدائرة والدفاع صحبة خالد الحاج يوسف، سواعد ورغم تألقها لم تشفع للافريقي من الهزيمة.
شهد هذا اللقاء أيضا تألق الحارس ادريس الإدريسي الذي تصدى لضربتي جزاء ولأكثر من كرة حاسمة رغم دخوله في النصف الثاني من الشوط الثاني ولو تم اقحامه منذ البداية لكانت النتيجة مغايرة خاصة وأن مكرم الميساوي لم يظهر بمستواه المعهود.
الترجي وسواعد الخبرة
كان الترجي الرياضي أكثر تركيزا في مباراة الدربي وعرف كيف يعود في الدقائق العشرة الأخيرة منها رغم فارق الهدفين( 22 – 20 )الذي تحصل عليه الإفريقي بفضل سواعد الخبرة في المقدمة أيمن حماد ومراد الستاري وأنيس المحمودي وكمال العلويني العائد إلى مستواه المعهود وأيضا أسامة الجزيري الذي أعطى دخوله الإضافة المطلوبة للترجي دفاعا وهجوما، سواعد كلها كانت حاضرة ذهنيا وبدنيا خاصة في الدفاع.
الأخطاء الفنية ..عدم جاهزية بالنور وغياب الأجنحة
تعددت أخطاء النادي الإفريقي خلال هذا الدربي خاصة منها إضاعة كرات سهلة في الهجوم بسبب غياب التركيز والعجز عن ايجاد الثغرات في الدفاع الحركي والمتقدم من الترجي الرياضي الذي كان في المقابل أكثر جاهزية ذهنيا وبدنيا وعرف كيف يربك هجوم المنافس الذي ترك فيه أمين بالنور فراغا كبيرا بسبب أوجاع الإصابة التي حرمته من تقديم الإضافة اللازمة ومن أن يكون في مستواه المعهود واكتفى بتسجيل هدفين ولكنه أضاع الأهم في الثواني الأخيرة تسجيل هدف التعادل الذي يعني لقب البطولة شأنه شأن محمد السوسي على الرغم من الأداء الممتاز الذي قدمه الدفاع.
ولم يعتمد النادي الإفريقي خلال الدربي على الأجنحة كثيرا بل عول في المقابل أكثر على السواعد على الرغم من جاهزية حمزة المهذبي ورمزي المجدوب الذي خاض بعض الدقائق وسجل خلالها هدفا وحيدا من خارج التسعة أمتار بينما في المقابل وزع الترجي الأدوار على كافة المراكز وشرّك كافة اللاعبين الذين كانوا في أعلى جاهزية وهذا ما صنع الفارق.
«مقايز» الرجل الحاسم
ساهم مروان مقايز بنسبة كبيرة في فوز الترجي الرياضي بالمباراة والبقاء على بعد أقل من خطوة على اللقب 30 في تاريخه بفضل تصدياته الممتازة طيلة المباراة وخاصة في الدقيقة الأخيرة منها بعد تألقه أمام تسديدات أمين بالنور ومحمد السوسي.
وكان مروان مقايز أيضا قد ساهم في عودة الترجي في المراهنة على اللقب بعد تألقه في مباراة الكلاسيكو أمام النجم الساحلي في انتظار التأكيد في اللقاء الحاسم في الجولة الأخيرة الذي سيجمع فريقه بمكارم المهدية من أجل استرجاع تاج البطولة.
كله لصالح المنتخب
دون اعتبار للنتيجة ومن فاز ومن انهزم فإن المنتخب هو الرابح الأول بعد هذا الدربي اعتبارا لأن الترجي الرياضي يضم في صفوفه 5 عناصر أساسية: مروان مقايز ومروان شويرف وأسامة البوغانمي ومحمد علي بحر وايمن حماد والنادي الإفريقي 7 عناصر: مكرم الميساوي وعبد الحق بن صالح وأسامة حسني ومحمد السوسي وخالد الحاج يوسف وأمين بالنور والجيلاني معرف وكلهم قدموا أداء طيبا سيعود بالنفع على المنتخب خلال الألعاب الأولمبية القادمة.
هل يكون «الجزيري» المعوض لـ«حميدة»؟
قدم أسامة الجزيري المنسق والظهير الأيسر للترجي الرياضي أداء ممتازا خلال الدربي مع دخوله في الشوط الثاني والمؤكد أنه لفت أنظار المدرب القادم للمنتخب حافظ الزوابي وقد يكون ضمن قائمة عناصرنا الوطنية في الأولمبياد خاصة وأنه يملك نفس خصال سيف الدين حميدة الذي سيغيب رسميا بسبب تعرضه مؤخرا إلى إصابة على مستوى الأربطة المتقاطعة خضع بعدها إلى عملية جراحية.