النادي الإفريقي: جاهزية بدنية للمراجعة.. هجوم دون مخالب وعمل كبير في انتظار «زفونكا»

عجز النادي الإفريقي عن إرضاء جماهيره ولم يتمكن لاعبو الفريق من تقديم «فروض التوبة»

بعد الهزيمة المدوية ذهابا أمام مازيمبي الكونغولي بما أن زملاء الدخيلي اكتفوا بتعادل كان بطعم الهزيمة وعقدوا حسابات بلوغ نادي باب الجديد للدور ربع النهائي من رابطة الأبطال الإفريقية رغم أنه يوجد بصيص أمل بعبور الفريق إلى الدور القادم لكن الواقع الذي يمر به الأحمر والأبيض جعل الأمل ضعيفا رغم أن الحلم يبقى مشروعا.
الإفريقي بات ثالثا برصيد 4 نقاط ستفرض عليه الفوز في الجولتين القادمتين وهو ما يعني تضحية كبيرة من اللاعبين والتفوق على النفس في رحلة فسنطنية يوم 8 مارس القادم وتجديد الانتصار على العائد إلى البطولة نادي الإسماعيلي المصري في أخر جولات دوري المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية في وضعية معقدة وصعبة. الأماني كانت كبيرة في أن ينتفض لاعبو الأحمر والأبيض في لقاء الإياب أمام مازيمبي ويحققوا فوزا يعيد الفريق من بعيد لكن كما يقال «تلك حدود الله» فالمجموعة الحالية للنادي الإفريقي أكدت في لقاء الثلاثاء أنها غير قادرة على تجاوز فريق منظم يفوقها تكتيكيا وفنيا ليكتفي النادي الإفريقي بتعادل أدى إلى تواصل موجة الغضب الجماهيرية على الهيئة واللاعبين.

سقوط بدني غريب
صحيح أن حقبة الثنائي شهاب الليلي والبلجيكي جوزي ريغا قدمت مؤشرات سلبية عديدة والنتائج أبرز دليل على ما حصل في النادي الإفريقي لكن ما يعاب على حقبتي مدربي الأحمر والأبيض السابقين هو العامل البدني حيث أكدت مواجهة مازيمبي الأخيرة الصعوبات البدنية الكبيرة لزملاء وسام يحيى وخاصة في الشوط الثاني حيث لم يقو الإفريقي على مواصلة النسق الذي بدا به الشوط الأول وتراجع كامل الفريق بدنيا بشكل رهيب مما فرض على الإفريقي الاكتفاء بالتعادل ولم يقو على التقدم إلى الهجوم رغم حاجته إلى التهديف وتدوين هدف وزنه سيكون من ذهب.
التحضيرات البدنية في بداية الموسم طرحت عدة نقاط استفهام مع المدرب البلجيكي ريغا وكأن المجموعة لم تستعد جيدا لتزيد مرحلة الليلي في الشكوك بشأن العامل البدني للاعبي النادي الإفريقي الذين أكدوا أنهم بعيدون عن الجاهزية البدنية المعتادة وهو ما سيزيد في متاعب الفريق في قادم المواعيد خاصة مع المارطوان الذي عاشه النادي في الأوانه الأخيرة.
المدرب الفرنسي الجديد للنادي الإفريقي «فيكتور زفونكا» أكد أثر لقاء مازيمبي أن المجموعة تعاني بدنيا ولم تقو على مواصلة المباراة على نفس النسق مؤكدا أن عملا كبيرا في انتظاره من هذه الناحية وهو ما يفسر استنجاده بمواطنه «آلان ديران» من أجل ترميم الجاهزية البدنية للاعبي النادي الإفريقي.

حلول هجومية ضعيفة
بات مؤكدا أن النسخة الحالية للنادي الإفريقي تعاني هجوميا بشكل كبير وهذا ما زادت في تأكيده المواجهة الأخيرة أمام مازيمبي الكونغولي حيث غابت الحلول الهجومية عن المدرب الفرنسي الذي وجد في الثنائي العائد بلال الخفيفي وباسيرو كومباري طوق النجاة في الشوط الأول لكن الغياب الطويل عن الملاعب وعدم الوصول إلى الجاهزية البدنية أعاقا تواصل حضورها في الملعب لتكون مغادرتهما ضربة قوية لنوايا الإفريقي الهجومية.

وما زاد في ضعف الحلول الهجومية غياب ثنائي مؤثر في الإفريقي والحديث هنا عن الهداف ياسين الشماخي الذي كان أحد الحلول الهجومية الناجعة وغيابه أصاب هجوم الإفريقي في مقتل فيما زاد غياب أسامة الدراجي العقل المدبر لهجوم الأحمر والأبيض في المعاناة لتكون الحصيلة ضعيفة ولا تتماشي وطموحات الفريق.
الغريب أن البدلاء زادوا في تأكيد محدودية الإضافة والبداية بالمهاجم الغاني دريك سراسكو الذي استوفي كل الفرص وأعلن محدودية إمكانياته فيما نسج زكريا العبيدي هو الأخر خيبة جديدة لدى جميع مكونات الفريق بما أن إضافته كانت معدومة وتواجده في المجموعة الحالية يطرح عدة نقاط استفهام في ظل الراتب الشهري الذي يناله القادم في الصائفة الماضية.
أما فيما يخص الحلول الأخرى والحديث هنا عن المنوبي الحداد وزهير الذوادي فإن تذبذب المستوي والتراجع الكبير في المردود أصبح عنوان ظهورهما مع الإفريقي في الآونة الأخيرة وهو ما يؤكد أن الحلول الهجومية في الأحمر والأبيض تشكل عائقا أمام تحقيق الأهداف المرسومة.

موشيلي بامتياز
ليس غريبا على جماهير النادي الإفريقي أن تنصف لاعبا مجتهدا وأعلن إصرارا كبيرا للدفاع على ألوان النادي وقدم كل ما لديه رغم محدودية الإمكانيات والتاريخ شهد على جملة من اللاعبين الذي استفادوا من حصانة الجماهير بعد المردود الكبير المقدم في المباريات ومواجهة النادي الإفريقي ومازيمبي الكونغولي في الجولة الرابعة أعلنت إشادة كبيرة من جماهير الأحمر والأبيض بمردود متوسط الميدان الكاميروني «إبراهيم موشيلي» الذي كان أفضل لاعبي النادي الإفريقي وأحد أبرز الأاسلحة الدفاعية بما أنه أجهض كل هجمات مازيمبي الكونغولي وبرز بشكل كبير بتدخلاته ضد لاعبي وسط الميدان والهجوم لينال الإشادة من طرف الجماهير.
الكاميروني خرج من حسابات المدرب شهاب الليلي بعد اخطائه وخاصة في لقاء الهلال السوداني لتزيد الإصابة في ابتعاده عن المجموعة لكن عودته كانت مؤثرة في لقاء مازيمبي الكونغولي حيث كسب «موشيلي» عدة نقاط في صراع إقناع الإطار الفني الجديد للنادي الإفريقي وترسيم نفسه في حسابات الفرنسي في قادم المواعيد.
ولم يكن الكاميروني فقط محل إشادة بما أن عددا من اللاعبين الذين لم يشاركوا في «موقعة لومباتشي» وتواجدوا في مباراة رادس حضوا أيضا بالإشادة والتقدير ومن بينهم الحارس عاطف الدخيلي والعائد من الإصابة بلال الخفيفي.

درس جديد
أكد جمهور الإفريقي مجددا أنه يبقي الرقم الصعب في النادي حيث لم يمنعه الغضب الكبير على نتيجة الذهاب من الحضور إلى أولمبي رادس ولعب دوره الأساسي والرسمي في مساندة النادي والبحث عن إخراجه من دوامة الهزيمة حيث قدمت جماهير الأحمر والأبيض درسا في الانضباط وكانت مثالية في التعامل مع المباراة رغم أن المجموعة لم تقو على استقبل الرسالة وترجمتها إلى انتصار كان الجميع في حاجة إليه.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115