بين الإقالة والاستقالة لكن المهم ان النتيجة واحدة في النهاية وهي أن المدرب هو كبش الفداء وإذا لم يسارع بإعلان انسحابه فإنه سيواجه عاجلا أم آجلا الاستغناء عن خدماته أو في أفضل الحالات أجواء متوترة وكواليس مريبة في أجواء النادي قد تدفعه دفعا الى الهروب بجلده قبل أن تلفظه رياح النتائج الى خارج أسوار الفريق.
بعد الانسحاب من الدور السادس عشر من كأس تونس أمام الملعب القابسي أعلنت هيئة نادي حمام الأنف القطيعة بالتراضي مع المدرب الفرنسي جيرار بوشار وبعد الهزيمة الثقيلة التي تكبدها النادي الافريقي في لوبومباتشي أمام تي بي مازيمبي بثمانية أهداف نظيفة في دور مجموعات رابطة الأبطال خيّر المدرب شهاب الليلي الانسحاب من مهامه وبما أنه لا وجود لقوانين تحمي حقوق المدربين فإن الجولات القادمة قد تكشف الجديد على مستوى تغيير المدربين.
16 إقالة في 14 جولة
تواصل استفحال ظاهرة تغيير المدربين في الكرة التونسية حيث ضربت بعض الفرق بالاستمرارية عرض الحائط والغريب انها تبحث من خلال التغيير عن تحصيل النجاح المرجو وكأن المدرب الجديد يحمل بيده عصا سحرية قادرة على تغيير الأوضاع بين عشية وضحاها. مقصلة الإقالة أو الاستقالة أحيانا ضربت 15 مدربا منذ بداية الموسم آخرهم مدرب النادي الإفريقي شهاب الليلي وقبله بأيام معدودة جيرار بوشار الذي انتهت تجربته مع فريق بوقرنين ليعود الفريق الى المدرسة التدريبية التونسية من خلال لطفي السليمي وهذا الاخير سبق له الإشراف على المقاليد الفنية لمستقبل قابس قبل أن يترك مكانه لقيس الزواغي. وقبل فترة أيضا، استغنى نجم المتلوي عن خدمات عفوان الغربي وعوضه بحاتم الميساوي و وضع عامر دربال حدا لمسيرته مع الشبيبة القيروانية ليلتحق بالبطولة السعودية من بوابة نادي حطين ليعوضه خالد المولهي، دون أن ننسى خروج البلجيكي جورج ليكنز من النجم الساحلي وتعويضه بالفرنسي روجي لومار واستغناء اتحاد بن قردان عن خدمات خالد بن ساسي وكذلك فعل الاتحاد المنستيري من كمال القلصي بعد الإطلالة الخاطفة للطفي رحيم أما لسعد الدريدي فقد صمد أمام تيار النتائج السلبية والقائمة تطول ونخشى ان يأتي يوم نعجز عن حصرها....علما أن أول إقالة في الموسم كانت لمستقبل قابس حيث حصلت القطيعة مع حاتم الميساوي منذ الجولة الثانية ومنذ ذلك التاريخ دخل الفريق في دوامة التغيير فاستنجد الفريق بلطفي السليمي ثم بقيس الزواغي حيث بدأت «الجليزة» تهتدي إلى طريق الاستفاقة نسبيا.
الليلي بين النجم والإفريقي ...اختلفت الطرق والنتيجة واحدة
لم يكن الموسم الحالي طالع خير على المدرّب شهاب الليلي،ففي الوقت الذي بنى فيه الرجل طموحه على النجاح بعد أن كانت انطلاقته على رأس الإطار الفني للنجم الساحلي أدار له الحظ ظهره حيث تمت إقالته من قبل الهيئة المديرة لفريق جوهرة الساحل بعد الانسحاب من ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية أمام الترجي الرياضي، واعلم أهل القرار في «ليتوال» الليلي بالإقالة يوم الأحد 7 أكتوبر 2018 ولم يشفع له تحقيق الانتصار آنذاك على الاتحاد المنستيري بـ5 أهداف مقابل ثلاثة في الجولة الرابعة من البطولة. بعد أيام معدودة، اتفق هذا المدرب مع الهيئة المديرة للنادي الإفريقي ليشرف على تدريب الفريق خلفا للبلجيكي جوزي ريغا لكن بعد اقل من 5 أشهر، قرر رمي المنديل والانسحاب من مهامه بعد الهزيمة الثقيلة ضد مازيمبي.
فرنسي قد يعوض آخر
كان جيرار بوشار مدرب نادي حمام الأنف الفني الثاني الذي يمثل المدرسة التدريبية الفرنسية الى جانب مدرب النجم الساحلي روجي لومار لكن مع رحيل الأول بات المدرب السابق للمنتخب الوطني الوحيد الذي يحمل الجنسية الفرنسية في انتظار الاتفاق الرسمي والنهائي بين هيئة النادي الإفريقي والمدرب الفرنسي فيكتور زفونكا بعد حديث عن اقترابه من تعويض الليلي ليرتفع عدد المدربين الأجانب في الرابطة الأولى الى ثلاثة مع وجود الهولندي روود كرول على رأس الاطار الفني للنادي الصفاقسي.
السليمي من قابس إلى حمام الأنف
تمكن لطفي السليمي مع بلوغ البطولة جولتها الرابعة عشرة من خوض غمار تجربتين انطلقت الأولى مع مستقبل قابس عندما خلف حاتم الميساوي قبل أن يستقيل من مهامه بسبب بعض الأجواء المحيطة بالفريق ويستنجد مسؤولو «الجليزة» بعد ذلك بخدمات قيس الزواغي. وبعد 3 اشهر من القطيعة مع فريقه السابق، يعود السليمي الى أجواء الرابطة الأولى من بوابة نادي حمام الأنف خلفا للفرنسي جيرار بوشار، هذا الأخير كان في الحسبان ان ينسحب مع نهاية مرحلة الذهاب لكن تم العدول عن ذلك لكن بعد الانسحاب من الكأس تم الاستغناء عن خدماته.
رباعي يحافظ على الاستمرارية
من المضحكات المبكيات أننا بتنا نتناول ما يفترض ان يكون وكأنه استثناء في بطولة انقلبت فيها المفاهيم والموازين بات الحفاظ على الاستمرارية مع الإطار الفني بمثابة عملة نادرة، خاصة في النصف الأول من الموسم الحالي حيث استفحلت الظاهرة والبطولة لم تطو بعد صفحتها. من بين 14 فريقا في الرابطة الأولى، حافظت 4 فرق على مدربيها منذ بداية الموسم ويتعلق الأمر بكل من النادي الصفاقسي الذي يواصل ثقته في الهولندي روود كرول مدرب، النادي البنزرتي مع مدربه منتصر الوحيشي والذي قاده لتحقيق نتائج متميزة، اسكندر القصري الذي يرسم سلسلة متميزة مع اتحاد تطاوين ومحمد المكشر الذي استطاع الثبات مع الملعب التونسي رغم بعض الهزّات.