وحتى اللاعبين في موسم انتظرنا منه على الاقل ان تكون الكرة التونسية ممثلة في تشكيلة إفريقيا المثالية لكن خرجنا من تتويجات القارة السمراء بيد فارغة وأخرى لاشيء فيها، حتى منتخبنا الذي حقق في السنة الحالية افضل ترتيب في تصنيف «الفيفا» باحتلاله المركز 14 عالميا في شهر افريل المنقضي قد مر بجانب الحدث.
الغياب التونسي عن تتويجات «الكاف» كان بمثابة الصفعة للكرة التونسية في موسم كنا نمني فيه النفس على الأقل بضمان إحدى الجوائز مع فوز الترجي الرياضي بلقب رابطة الأبطال الإفريقية وتألق عدد من الأسماء الناشطة في القارة العجوز على غرار وهبي الخزري وأسامة الحدادي ونعيم السليتي،لكن المعطيات أثبتت ان كرتنا لا تزال في حاجة الى مزيد العمل بعيدا عن الشعارات الرنانة والحبوب المسكنة حتى نبلغ على الأقل مستوى الكرة المغربية التي نالت نصيب الأسد من الجوائز.
البدري والخزري خارج الحسابات
سجلت القائمة الأولية للمرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي في سنة 2018 التي أعلن عنها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وجود 3 لاعبين تونسيين من بين 34 لاعبا ونعني بذلك متوسط الميدان الدولي ومحترف سانت ايتيان الفرنسي وهبي الخزري ولاعبي الترجي طه ياسين الخنيسي وأنيس البدري هداف النسخة الماضية من رابطة الأبطال الإفريقية برصيد 8أهداف وحافظ هذا الأخير على وجوده ضمن القائمة النهائية التي ضمت 10 لاعبين ليعود اللقب في النهاية الى مهاجم ليفربول الانقليزي محمد صلاح الذي تفوق على السينغالي ساديو ماني زميله في الفريق نفسه والغابوني بيار اوباميانغ محترف ارسنال الانقليزي.وتوج لاعب منتخب الفراعنة بلقب الافضل في إفريقيا للمرة الثانية على التوالي وهو اول مصري يحصد الجائزة لمرتين متتاليتين منذ 1992.
رونار يتفوق على الشعباني ويتوج للمرة الثالثة
لم تشفع قيادة الترجي الرياضي للتتويج برابطة الأبطال الافريقية لمعين الشعباني ليفوز بجائزة أفضل مدرّب في القارة السمراء رغم وجوده ضمن القائمة النهائية التي ضمت مدرب المنتخب المغربي هيرفي رونار، مدرب المنتخب السينغالي اليو سيسي ومدرب فريق باب سويقة معين الشعباني ليتم في النهاية اختيار «الثعلب» الفرنسي هيرفي رونار أفضل مدرب في افريقيا متفوقا على السينغالي سيسي الذي حل ثانيا فيما جاء الشعباني في المركز الثالث. ويملك رونار مدرب اسود الأطلس تاريخا حافلا من التتويجات الإفريقية فقد فاز بلقب المدرب الافضل في القارة السمراء للمرة الثالثة حيث سبق له التتويج بنفس اللقب سنة 2012 عندما قاد المنتخب الزامبي للتربع على عرش القارة الإفريقية في نهائيات «كان» الغابون وغينيا الاستوائية وبعد سنتين (أي في 2015) في غينيا الاستوائية عندما حقق نفس الانجاز مع منتخب الكوت ديفوار وفي سنة 2018 قاد المغرب للتأهل الى مونديال 2018 وقدم اسود الاطلس مردودا متميزا رغم انسحابهم من الدور الأول كما تأهل المنتخب الى نهائيات كأس إفريقيا بمصر في صائفة 2019.
التشكيلة المثالية دون اسماء تونسية
في غياب التتويجات التونسية على مستوى افضل مدرب وافضل لاعب انتظرنا على الاقل ان نجد اسما تونسيا في التشكيلة المثالية للقارة السمراء لكن الكرة التونسية حققت المفاجأة بالغياب...قد تدفعنا الانفعالات والعاطفة الى ان نتحسر على الغياب التونسي لكن نظرة واقعية على قائمة الاسماء الموجودة في التشكيلة الافضل ضمن القارة السمراء تعيدنا الى الواقع حيث علينا ان ندرك ان كرتنا تتأخر خطوات الى الوراء في وقت باتت فيه في تطور ملحوظ بعدد من البلدان الافريقية الاخرى التي كنا نستهزئ منها بالامس القريب ونعتبرها لقمة سائغة فإذا بها تصدّر لاعبين الى افضل البطولات والفرق الاوروبية في وقت بقينا نقف فيه على اطلال الماضي ونتشدق ان بطولتنا الافضل قاريا واقليميا، وكيف نعتبرها البطولة الافضل اذا كانت عاجزة عن تأمين لاعبين قادرين على إثبات الوجود في القارة العجوز. اليوم بات الحد الاقصى لـ«نجوم الورق» الذين تصنعهم الفرق وينفخ الإعلام في صورهم بطولات الخليج، حتى هذه الأخيرة تطورت وفتحت باب التعاون مع أوروبا لتحسين مستوى أدائها أما نحن فنعيش في ما يشبه القوقعة نهمّش الكفاءات ونتجاهل المواهب وندفعها نحو المصير المجهول. كنا مثلا ننتظر الكثير من يوسف المساكني فهو موهبة كروية لا تتكرر لكنه منذ اختار الالتحاق بالبطولة القطرية من بوابة لخويا ثم الدحيل حكم على أحلام احترافه بالقارة العجوز ان تتضاءل خاصة انه بات عاجزا اليوم عن فرض نفسه في البطولة الانقليزية من بوابة كارديف سيتي وبرايتون لكن الصفقتين سقطتا في الماء وسط حديث عن فشله في الاختبار ليلفظه غربال الدحيل الى اوبين البلجيكي وهو ناد على ملك اكاديمية اسباير وينشط في الدرجة الاولى البلجيكية لمدة 6 أشهر على سبل الاعارة.
سيطرة مغربية على جوائز الكاف
خلافا للغياب التونسي على ليلة «الافضل في افريقيا» سنة 2018 فإن الكرة المغربية كان لها نصيب الاسد من التتويجات من خلال اختيار فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية افضل رئيس جامعة وهيرفي رونار المدرب الفرنسي للمنتخب المغربي افضل مدرب في القارة علاوة على اختيار اشرف حكيمي لاعب بوروسيا دورتموند الالماني افضل لاعب شاب في القارة دون أن ننسى اختيار المهدي بن عطية محترف جوفنتس الايطالي ضمن التشكيلة المثالية.
قائمة جوائز «الكاف» للأفضل سنة 2018
- أفضل فريق أفريقي للسيدات: نيجيريا
- أفضل فريق أفريقي للرجال: موريتانيا
- أفضل مدربة: ديزيري إيليس (جنوب إفريقيا)
- أفضل مدرب: هيرفي رونار (المغرب)
- أفضل رئيس جامعة: فوزي لقجع (المغرب)
- أفضل لاعب شاب: المغربي أشرف حكيمي (بوروسيا دورتموند)
- أفضل هدف: كاتالانا (جنوب أفريقيا)
- أفضل لاعبة أفريقية: كاتالانا (جنوب أفريقيا)
- أفضل لاعب أفريقي: محمد صلاح (مصر)
التشكيلة المثالية :
حراسة المرمى: الاوغندي دينيس أونيانغو (حارس صن داونز الجنوب افريقي )
الدفاع: الايفواري سيرج أوريه (محترف توتنهام الانقليزي)، المغربي المهدي بن عطية (محترف جوفنتس الايطالي)، الايفواري إيريك بايلي (لاعب مانشستر يونايتد)، السينغالي كاليدو كوليبالي (لاعب نابولي)
الوسط: الغاني توماس بارتي (محترف اتلتيكو مدريد)، الغيني نابي كايتا (لاعب ليفربول الانقليزي)، الجزائري رياض محرز (لاعب مانشستر سيتي الانقليزي)
الهجوم: الغابوني أوباميانغ (مهاجم ارسنال الانقليزي)، المصري محمد صلاح والسينغالي ساديو ماني (محترفي ليفربول الانقليزي)