المنتخب الوطني: منتخب بلا روح،حياد عن طريق الانضباط وبن محمد نقطة الضوء

من تصفيات كأس إفريقيا للأمم وملاقاة المنتخب المغربي وديا ،بهزيمتين ونقاط استفهام عديدة عن تراجع الأداء وفقدان نسور قرطاج لثوابتهم فالجمهور القليل الذي تحول مساء الثلاثاء الى رادس في انتظار ردة فعل قوية بعد هزيمة برج العرب غادر ملعب رادس بغضب كبير واستياء اكبر من غياب الروح لدى جل العناصر ومن حسن الحظ أن منتخبنا ضمن التأهل الى'كان 2019' قبل ملاقاة الفراعنة وإلا لكان ترشحه على المحك.
قدم المنتخب التونسي في مباراة الثلاثاء وجهين مختلفين،ففي الـ45 دقيقة الأولى خلق بعض العمليات الهجومية وكان قادرا على التهديف قبل أن يسجل اسود الأطلس بتشكيلة اغلبها من البدلاء هدف المباراة الوحيد فيما فقد المنتخب ثوابته في الفترة الثانية مانحا الفرصة لمنافسه ليتحكم في المباراة ويهدد مرمى فاروق بن مصطفى في اكثر من مناسبة.

تراجع محيّر وأداء باهت
لم يكن المنتخب الوطني عند انتظارات الجمهور خاصة بعد الوعود التي أطلقها الثنائي ماهر الكنزاري ومراد العقبي ان وجه نسور قرطاج سيتغير مقارنة بمواجهة الفراعنة في برج العرب والتي انهزم خلالها زملاء وهبي الخزري بثلاثة أهداف لهدفين،وكشفت المباراة الودية مع المنتخب المغربي عن عديد النقائص والهنات في أداء عناصرنا الوطنية وحتى التغييرات التي انتظر الجمهور ان تشمل الناحية الهجومية فإنها اقتصرت على الخط الخلفي تغيير رامي البدوي وديلان برون بكل من حمدي النقاز وصيام بن يوسف، أما سيف الدين الخاوي الذي عجز عن تقديم الإضافة أمام منتخب الفراعنة فوجدنا الكنزاري يصر على إقحامه ليواصل حرق أعصاب الأحباء بإهدار الفرص وعلى غرار مباراة الجمعة الماضي فإن إطلالة فراس شوّاط هداف الرابطة الأولى اقتصرت على دقائق معدودة.

أداء نسور قرطاج في مباراة المغرب طرح عديد نقاط الاستفهام خاصة ان زملاء نعيم السليتي لم يستغلوا فترة ضغطهم على المنافس ليصلوا الى شباكه بل لم تكن الفرص المتاحة بالخطورة المنتظرة ،وفي الوقت الذي كنا نمني فيه النفس بإسدال الستار على الفترة الأولى بتقدم منتخبنا جاء الهدف المباغت من اسود الأطلس وكأنه اثّر على معنويات اللاعبين حيث دخلوا إلى الفترة الثانية دون روح ومنحوا زمام السيطرة للاعبي المغرب الذين كانوا قريبين من تسجيل الهدف الثاني لولا التسرع ووجود فاروق بن مصطفى في المكان المناسب.وفسّر ماهر الكنزاري الهزيمة بغياب الجاهزية البدنية للاعبين بعد إجرائهم مباراة يوم الجمعة الماضي أمام المنتخب المصري وكأننا به رمى الكرة في مرمى المعد البدني

أرقام قياسية حطمت في عهد الكنزاري
الى حدود كتابة هذه الأسطر لا يزال استغناء الجامعة التونسية لكرة القدم عن خدمات المدرب فوزي البنزرتي يثير عديد نقاط الاستفهام خاصة أن الرجل قاد المنتخب الى 3 انتصارات في التصفيات المؤهلة الى كاس إفريقيا 2019 وكان وراء اكتشاف بعض الأسماء وابرزها فراس شواط الذي تساءل البعض عن دعوته لأجواء نسور قرطاج قبل ان يجيبهم بثنائية أمام النيجر.ويبدو أن المنتخب دفع ضريبة إقالة البنزرتي فمساعداه السابقان ماهر الكنزاري ومراد العقبي لم يتمكنا من المحافظة على استقرار الأداء والنتائج والأدهى من ذلك ان وجودهما على رأس الإطار الفني لنسور قرطاج اقترن مع بعض الأرقام السلبية،فالمنتخب المصري الذي عجز عن هزيمة منتخبنا في المباريات الرسمية منذ 16 سنة فك عقدته في عهدهما بمناسبة مباراة الجولة الخامسة من تصفيات كأس إفريقيا والمنتخب المغربي الذي تحول الى رادس بذكريات سيئة أبرزها نهائي كأس أمم إفريقيا 2004 وفشله في التأهل الى نهائيات كأس العالم 2006 في نفس المكان ونفس المنافس،تمكن من إنهاء الكابوس وتحقيق أول انتصار له على نظيره التونسي في اولمبي رادس.

مظاهر غياب الانضباط
استغل المدرب ماهر الكنزاري الندوة الصحفية التي تلت المباراة الودية بين تونس والمغرب ليهاجم متوسط الميدان الفرجاني ساسي بعد اللقطة التي أتاها لاعب الزمالك للتعبير عن غضبه عند تغييره في الشوط الثاني بفراس شواط حيث لم يصافح مدربه ولم يجلس على بنك البدلاء بل شق طريقه مباشرة الى حجرة الملابس.ويبدو أن غضب الكنزاري بلغ أوجه حيث أكد انه على اللاعب ان يحترم قرارات المدرب وان أراد التعبير عن غضبه "فعليه ان يفعل ذلك في منزله" مضيفا انه ليس حالة خاصة بل هو لاعب عادي مثل البقية لا يجوز ان يحظى بمعاملة خاصة.لقطة ساسي أعادت الى الأذهان ما أتاه وهبي الخزري مع المدرب السابق لنسور قرطاج هنري كاسبرجاك لتقيم الدليل ان بعض الأسماء تعتبر نفسها فوق البقية وبمنأى عن التغيير ،واذا صدرت هذه الحركة من لاعبي الخبرة بما يمثلونه من قدوة للبقية فكيف ننتظر ان يتصرف الجيل القادم مع الإطار الفني وهو يرى عناصر لا نشك في قيمتها الفنية ،ولكن تصرفاتها تدعو الى فرض الانضباط والضرب بيد من حديد من قبل المكتب الجامعي بل نخشى ان يتحرك اللاعبون 'الفاعلون' في المنتخب لمناصرة ساسي ويدفع الكنزاري ضريبة اخراجه.

وتجلت ايضا مظاهر عدم الانضباط مع الصافرة النهائية للقاء من خلال مشاهد التشابك بالأيدي بين بعض لاعبي المنتخبين في وقت اختار فيه ماهر الكنزاري الادلاء بتصريح تلفزي بدل تهدئة لاعبيه...

تراجع منتظر في تصنيف 'الفيفا'
كان المنتخب الوطني يمني النفس بالفوز في مبارتي مصر والمغرب للتقدم في التصنيف الشهري القادم الذي يصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم، لكن يبدو أن الهزيمتين اللتين تكبدهما المنتخب في ظرف اقل من أسبوع ستكون عواقبهما وخيمة وستؤثران على موقعه في تصنيف 'الفيفا' وقد يترك مقعده الأول في ترتيب المنتخبات الافريقية والعربية لمنتخب آخر.

بن محمد يكسب الاعجاب
يمكن القول إن ابرز نقاط الضوء في مباراة المنتخب الوطني ونظيره المغربي تتمثل في اداء اللاعب ايمن بن محمد في ثاني إطلالة مع نسور قرطاج والذي ارتقى الى درجة الإقناع الى درجة أن الفرنسي هيرفي رونار مدرب المنتخب المغربي عبّر عن إعجابه به في الندوة الصحفية قائلا:" هذا اللاعب له إمكانيات فنية كبيرة وكبيرة جدا، ويتمتع بمستوى متميز، ويسعدني أن أرى لاعبا في إفريقيا يلعب بهذه الطريقة".

الجامعة تقدّم المزوّد الجديد لازياء المنتخبات الوطنية
احتضن أمس احد النول بالعاصمة الندوة الصحفية الخاصة بتقديم المزوّد الجديد لأزياء مختلف المنتخبات الوطنية لكرة القدم 'Kappa'.
واستغل وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم الفرصة للاعلان عن انشاء مغازة خاصة بالجامعة خلال الثلاثي الأول من سنة 2019 ستعمل على بيع التجهيزات والمستلزمات الرياضية الخاصة بمختلف المنتخبات الوطنية وتقديم تسهيلات كبرى للفرق الهاوية عند إقتنائها مستلزمات اللاعبين .