كرة اليد: لقبان قاريان في مهب الرّيح.. مشاكل بالجملة وظروف صعبة فكيف ستواجه الجامعة تحديات المرحلة القادمة؟

يبدو أن مهمة الجامعة خلال المرحلة المقبلة ستكون أكثر من صعبة وأن ما تمت البرمجة

له لن يتحقق على ارض الواقع اذا ما تواصلت الأمور على حالها وما لم تجد حلولا عاجلة لمشاكلها وفي مقدمتها تلك المتعلقة بالأمور المادية التي بدأت ترمي بظلالها وتظهر للعيان مع كل رهان يتعلق بالمنتخبات الوطنية التي خسرت في أقل من أسبوعين لقبين قاريين والحصيلة مرشحة لأن تكون أسوا في الأشهر القليلة القادمة بما أن منتخب الكبريات تنتظره «كان» الكونغو ومنتخب الأكابر مونديال الدنمارك وألمانيا بداية من 10 جانفي المقبل.

فرط منتخب الأصاغر في فرصة الحفاظ على اللقب القاري منذ ايام في المغرب شأنه شأن منتخب الأواسط على الرغم من أنهما يضمان أفضل العناصر والسبب أنهما لم يتمكنا من القيام بالتحضيرات الكافية لموعد هام مثل «الكان» بعد أن اكتفيا بتدريبات داخلية وبعض المباريات الودية مع فرق من البطولة الوطنية لم تمكنهما من أية اضافة لا من الناحية الفنية ولا من الناحية البدنية بما أن مستوى البطولة لا ترجى منه أية فائدة، المنتخبان فرطا في اللقب القاري أمام الغريم التقليدي المنتخب المصري الذي كسب في المقابل الرهان عن جدارة واستحقاق وأكد أنه قادر على العودة والتدارك وأن خسارته لتاج النسخة الماضية كان مجرد عثرة.
تراجعت كرة اليد التونسية بعد هذه الخسارة أكثر من خطوة الى الوراء وبان جليا أنها غير قادرة على الحفاظ على الأسبقية أمام نظيرتها المصرية التي ردت في المقابل الإعتبار لذاتها بعد خسارتها للتاج القاري في الأكابر في جانفي الماضي في الغابون وأكدت مجددا انها الأفضل وأنّ ما تم بناؤه في المواسم الأخيرة في الشبان ذهب أدراج الرياح والنتائج التي حققها منتخبا الأواسط والأصاغر في النسخة الماضية من المونديال لم تستثمر في الاتجاه الأفضل في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الجامعة خاصة بعد أن قررت سلطة الإشراف التقليص في ميزانيتها وفي ظل عجزها عن ايجاد الموارد المالية الذاتية الكافية التي تمكنها من مجابهة نفقات جميع المنتخبات ووضع البرمجة التي تمكنها من تحقيق نتائج تليق بصورة كرة اليد التونسية التي اهتزت في الاونة الأخيرة.

الجامعة من مشكل الى اخر
لم تجد الجامعة حلا بخصوص توفير الموارد المالية الكافية التي تمكن مختلف منتخباتها من خوض التربصات الكافية والمشاركة في دورات تتواجد فيها أكبر المنتخبات كما حدث مع منتخبي الأصاغر والأواسط وكيف هو الحال اليوم مع منتخب الكبريات الذي سيكتفي بتدريبات عادية لـ«الكان» المنتظرة والإمكانات التي تمكنها من مجابهة تحديات المرحلة القادم التي تنتظرها فيها رهانات كبرى منها استضافة «كان» 2020 المؤهلة للأولمبياد التي يتوجب البدء في الاعداد إليها منذ الان والجامعة وجدت نفسها اليوم تواجه مشكلا أصعب بعد أن اضطرت الى تعيين المدير الفني ياسين عرفة كاتبا عاما مكان أمير السعدي الذي غادر بعد القرار الأخير لسلطة الإشراف الذي استعادت بمقتضاه كافة موظفيها وأطرها الفنية التي تشتغل مع الجامعات أو الوزارات الأخرى وخسرت أيضا ملحقها الإعلامي وليد العوجي الذي كان جسر التواصل المتين بين الجامعة ووسائل الإعلام وكل من له علاقة بكرة اليد وساهم بشكل كبير في ايصال المعلومة الكافية والدقيقة وستضطر إلى البحث عن البديل الذي لن يكون من السهل ايجاده بما أن «السعدي» الذي كان يتحمل العبء الأكبر من المسؤولية و«العوجي» الحلقة الأهم في تواصلها مع ما هو خارجي كفاءتان يصعب تعويضهما.

هل تتفهم سلطة الإشراف الوضع؟
هل ستتمكن الجامعة من اقناع سلطة الإشراف بتقديم العون المادي اللازم وباستثناء كاتبها العام أمير السعدي وملحقها الإعلامي وليد العوجي من قرارها الأخير؟ هذا ما سيتم التعرف عليه خلال الأيام القليلة القادمة ووزارة شؤون الشباب والرياضة لا بد أن تكون متفهمة وأن تضع مصلحة كرة اليد التونسية اولا وفوق كل اعتبار بما أن الظرف الراهن غير مناسب للبحث عن البديل لـ«السعدي» و«العوجي» واهتمام الجامعة لا بد أن يوجه نحو الأهم وهو الإحاطة اللازمة بمنتخب الكبريات من أجل استعادة اللقب القاري في ديسمبر المقبل وتوفير المناخ المناسب لمنتخب الأكابر حتى يتمكن من استعادة مكانته وصورته في المونديال المنتظر بما أن الامال المعلقة عليه كبيرة في العودة الى خوض الدور الثاني، الجامعة غارقة في المشاكل وهذا سيزيد الطين بلة وقد يصعب عليها مجابهة ما يحصل والتعايش مع الواقع الحالي الصعب ما لم تمكنها سلطة الإشراف من فرصة أخرى استثنائية تراعي من خلالها مصلحة كرة اليد التونسية دون سواها.

للجامعة نصيب
لم يقدم المكتب الجامعي الحالي أية اضافة لكرة اليد التونسية منذ انتخابه بعد التجاذبات التي عاشها بشأن بعض التسميات خاصة في منتخب الأكابر والتي كادت ان تحول الأمور الى الأسوأ وأيضا في ظل عدم جدية بعض الأعضاء في التعامل مع أكثر من ملف وغيابهم عن الإجتماعات الدورية دون مبرر وبما أن وعود الحملة الإنتخابية مازالت الى حد الان مجرد شعارات خاصة منها ما يتعلق بكرة اليد النسائية ومنتخبات الشبان والحكام الذين نجدهم في كل مرة مضربين ويطالبون بمستحقاتهم وبيت الحكم ومقر الجامعة اللذان كانا مجرد شعار لا غير وملف الإستشهار والموارد المالية أيضا وكل الأمور فيها تتم بتهاون كبير وفي غياب كامل للمسؤولية.. المكتب الجامعي لم يكن قادرا على اتخاذ القرارات الصارمة في الوقت المناسب بعد أن غابت عنه الجرأة والشجاعة الكافيتان في أكثر من موقف وأمام فرق هي في الأصل خاضعة لإمرته والدليل على ذلك ما أتاه الترجي الرياضي والنجم الساحلي في بطولة الموسم الماضي من تصرفات في سابقة في كرة اليد التونسية مخلفاتها كادت أن تطال بطولة الموسم الحالي وهذا كله جعله يفقد الكثير من هيبته ويركز اهتمامه على ما هو ثانوي، مشاكل داخلية وأخرى فقد المكتب الجامعي القرار الجريء أمامها وسيطرت على اهتمامات من هم في الجامعة وبات الضروري ثانويا والحصيلة وسط هذه الفوضى الكبرى خسارة لقبين قاريين والكاتب العام والملحق الإعلامي بما أن الجامعة لم تأخذ الأمر على محمل المطلوبجد ولم تناقش الملف كما يجب مع سلطة الإشراف ومدير فني يهتم بأمور الكتابة العامة في الوقت الذي كان يجدر به ان يفكر في الأفضل للبطولة والمنتخبات على حد سواء.. حصيلة أولية مؤكد مرشحة للإرتفاع بما ان مهمة منتخب الكبريات تبدو صعبة أيضا في «الكان» المنتظر والأمر ذاته لمنتخب الأكابر في الدور الأول من المونديال المنتظر فهل تكسب الجامعة رهان الفترة القادمة وتخرج من عنق الزجاجة أم تستسلم لخسارة جديدة؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115