ميركاتو الأجانب في البطولة التونسية: 30 لاعبا أجنبيا،الإفريقي في الصدارة وثلاثي يخرج عن الركب

من المفروض أن الانتدابات الخارجية في عالم كرة القدم لا تعدو أن تكون إضافات صغيرة لتطعيم

الرصيد البشري او سد الشغور في بعض المراكز الا في البطولة التونسية...كأننا نشاهد تسابقا وتلاحقا بين الأندية على تكديس «الاقدام المستوردة» واغلبها يعجز عن تقديم الإضافة المنتظرة ليتم تجميده في بنك البدلاء او المدارج قبل القطيعة التي تفتح في جل الأحيان باب العقوبات المالية على الأندية من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
بعد يومين يسدل الستار على الميركاتو الصيفي في البطولة التونسية وتطوي الأندية صفحة تعزيزاتها الى موعد حلول فترة الانتقالات الشتوية بعد أن أثرت رصيدها البشري بحاجاتها من الانتدابات ومافاق حاجاتها بما في ذلك الفرق التي تعاني من متاعب مالية فإنها لم تفوت الفرصة لتنال وطرها من الأسماء المحلية والأجنبية،وما يهمنا هنا الانتدابات الخارجية التي تكلف خزائن الأندية أموالا طائلة من العملة الصعبة واغلبها يذهب سدى مع فشل العناصر المنتدبة في إقناع الإطار الفني والأنصار.

30 انتدابا أجنبيا والنصيب الأوفر للإفريقي
مع بداية العد التنازلي لغلق الميركاتو الصيفي في البطولة التونسية الذي يغلق أبوابه يوم 15 سبتمبر، توافد 30 لاعبا من الاسماء الأجنبية على بطولة الرابطة المحترفة الأولى في انتظار الساعات القادمة التي قد تفرز زيجات جديدة.وكانت السيطرة للنادي الإفريقي الذي يستعد بين الفينة والأخرى لإبرام انتدابه الاجنبي الخامس حيث تعاقد فريق باب الجديد مع الكاميروني ابراهيم موشيلي ومواطناه ديدييه روستاند وسارج نيكولا سونغ كما تعززت الجالية الكاميرونية بالتحاق المدافع المحوري الكاميروني أوريليان إتامي نقومبي كما اتفقت الهيئة المديرة مع البوركيني باسيرو كومباري في انتظار إمضائه بصفة رسمية.

وتعززت صفوف النادي البنزرتي برباعي اجنبي حيث استعاد الفريق متوسط ميدانه السينغالي يوسوفا مبينغي الى جانب انتداب مهاجم الريان القطري سعود فرحان العنزي والايفواري جاكوب ولاعب الوسط الجزائري انيس العلالي ونسج اتحاد تطاوين على منواله من خلال التعاقد مع 4 اسماء وهي الموريتاني إسماعيل دياكيتي والايفواري الكساندر والكونغولي كالي والغابوني ميدوين. ورغم مشاكله الادارية فإن الاتحاد المنستيري انتدب 3 اجانب وهم الليبي المهدي الكوت والايفواري ادريسا كوياتي لاعب النادي الصفاقسي سابقا والغيني آليا سيسي دون ان ننسى وجودباتريك غبالا، والغيني لمين جاي وهو ما يعني ان الفريق لا يمكنه سوى استغلال اسم وحيد في تعزيزاته الاجنبية....كما عزز نجم المتلوي صفوفه بكل من الايفواري ريتشارد اوتشي ومواطنه باريزي فضلا عن البوركيني آرنست ابوبكر قبل ان يعيره الى صحار العماني.

اما نادي حمام الانف العائد الى صفوف فرق النخبة بعد موسم في الرابطة الثانية فقد انتداب الثنائي الدولي الموريتاني محمد يحي دلاهي وبيغلي بوبكر سالم الى جانب متوسط الميدان البينيني مارسلان كوكبو.
واختارت بعض الفرق ان تقتصر الانتدابات على عنصر وحيد أو اسمين على أقصى تقدير على غرار الملعب التونسي الذي انتدب الموريتاني محمد مبارك غوشي والكونغولي عمر لوسوكو جينيوركما هو الشأن بالنسبة الى مستقبل قابس الذي عزز رصيده البشري بالموريتاني عبد الله السوداني والغيني سوري سوماه. وخيّر البقية الاستعانة بانتداب أجنبي وحيد كما هو الحال بالنسبة الى النجم الساحلي الذي انتدب البوركيني شاكا بيانفيني او النادي الصفاقسي الذي اكتفى بالايفواري مانوتشو واستعار الملعب القابسي مدافع الترجي شمس الدين شاونا لمدة موسم واحد.

اختيار أم رضوخ للأمر الواقع؟
من بين 14 فريقا من الرابطة المحترفة الاولى، لم تستعن 3 فرق بأقدام مستوردة وهي الترجي الرياضي وشبيبة القيروان واتحاد بن قردان. ويظل التساؤل ان كان الامر اختياريا او فرضته الظروف لكن هذا العامل قد ينطبق على فريق عاصمة الاغالبة او اتحاد بن قردان وهما المصنفان ضمن الاندية متوسطة الامكانيات ويواجهان في كل مرة مشاكل إدارية وماليةاما بالنسبة الى الترجي الرياضي فالامر لا ينطبق عليه وقد تكون الهيئة مقتنعة بالثلاثي الاجنبي الموجود في التشكيلة ونعني بذلك الكاميروني فرانك كوم والايفواري فوسيني كوليبالي والجزائري يوسف البلايلي.

كابوس عقوبات «الفيفا»
يسجل التاريخ عديد الذكريات السلبية في علاقة الاندية التونسية ببعض الاسماء الاجنبية التي انتهت التجربة معها لكنها اقحمت النوادي في عقوبات مالية من «الفيفا» بسبب عدم احترام التعهدات المالية. بعض النوادي ورغم انها لا تزال تسعى إلى خلاص عقوبات الاتحاد الدولي لا تتوانى عن توريط نفسها في انتدابات جديدة، ومن ينسى قضية النادي البنزرتي مع لاعبه السابق النيجيري بوبكر اليو حيث كان الفريق مهددا بالنزول الى الرابطة الثانية بسبب عدم خلاص القسط الثاني من مستحقاته قبل ان يتدخل المكتب الجامعي ويتعهد بخلاص المبلغ المذكور. النادي الإفريقي أيضا وقع في نفس الفخ بسبب مستحقات لاعبه السابق الغاني ساليفو قبل ان تتحرك الهيئة لتسوية الملف وتقسيط المبلغ المذكورقبل ان تصل العقوبة الى خصم 6 نقاط من رصيد الفريق كما انصفت «الفيفا» الكونغولي مات موسيلو في نزاعه ضد الإفريقي وأقرت ان فريق باب الجديد مطالب بدفع 370 ألف دولار للاعب نتيجة فسخ العقد من جانب واحد.ولم يسلم النجم الساحلي ايضا من تهديدات الفيفا سابقا بسبب خلافه مع فريقي بانتير الكاميروني وسيمبا التنزاني، والمتعلق بصفقتي انتقال لاعبيهما جوستين مونغولو وإيمانويل أكوي. اما النادي الصفاقسي وقبل ان يبدأ في الاستفادة فعليا من لاعبه الايفواري الجديد مانوتشو فقد وجد نفسه في اشكال بسبب الشكوى التي رفعها الاتحاد السكندري الفريق السابق للاعب الى الاتحاد الدولي لكرة القدم مشيرا الى ان «السي آس آس» تعاقد مع اللاعب دون علم هيئة الفريق المصري ...والأمثلة عديدة لا يتسع المجال لذكرها لكنها تكشف ان المسؤولين في الفرق يدفعون ثمن عدم إلمامهم بلوائح التعاقد مع الاسماء الأجنبية وعدم الاستعانة باهل الاختصاص وعند وقوع الفأس في الراس، فإن الأندية تتباطأ في تسوية نزاعاتها الأمر الذي يضعها في فوهة بركان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115