وأفرزت منافسات مونديال روسيا متغيرات هائلة في الخارطة الكروية بعدما نتج عنها خروج منتخبات كبرى كانت مرشحة للتتويج باللقب وصعود منتخبات جديدة زاحفة نحو القمة بخطى ثابتة.
وأثبتت منافسات مونديال روسيا مقولة «كذب المنجمون ولو صدقوا» حيث أن كل التكهنات التي توقعها محبو ومشجعو كرة القدم ذهبت أدراج الريح وباتت مجرد ماض بعدما ودعت منتخبات كبرى منافسات كأس العالم وحلت محلها منتخبات جديدة على الساحة الكروية العالمية وأصبحت تتصدر المشهد وينظر إليها على أنها تصنع مجدا جديدا في روسيا.
وأنهت نتائج منافسات بطولة كأس العالم «أسطورة التوقعات» في كرة القدم وأصبح الأمر لاغيا لأن الكرة لا تعترف بالتاريخ والرصيد السابق من الألقاب والأمجاد ولأن الكرة لا تعترف إلا بالعطاء والجهد المبذول داخل الملعب والحكم في مجريات اللقاء وباتت الرهبة من المنتخبات الكبرى مجرد ماض لا تلتفت إليه المنتخبات الواعدة والتي تملك لاعبين أفذاذ قادرين على صناعة التاريخ لمنتخبات في العصر الحديث.
الخماسي المرشح يغادر
ألمانيا:
البداية كانت مع منتخب ألمانيا حيث كان المرشح الأول لتحقيق لقب مونديال روسيا والحفاظ على اللقب المحقق في النسخة الأخيرة 2014 بالبرازيل ولكن خابت الظنون بعدما ودعت «الماكينات» المونديال من دور المجموعات وتذيل مجموعته رغم امتلاكه أسماء كبيرة مثل «توني كروز»و«مسعود أوزيل» و«مانويل نوير» وغيرهم من نجوم المانشافت.
الأرجنتين:
وبالآنتقال إلى منتخب الأرجنتين الذي كان مرشحا بقوة لتحقيق اللقب خيب الظنون أيضا وودع المونديال من الدور ثمن النهائي بعد الخسارة مع فرنسا بنتيجة (4 - 3) على الرغم من أنه يضم نجوما عالميين يتقدمهم «ليونيل ميسي» و«ديبالا» و«أنخيل دى ماريا» و«أوتاميندى» و«روخو».
البرتغال:
كما خابت توقعات مشجعي كرة القدم بشأن مشوار البرتغال وقدرة رونالدو ورفاقه على التتويج باللقب قبل أن تضع الأوروغواي حدا للتكهنات وتقصي برازيل أوروبا من الدور ثمن النهائي للمونديال وتتبخر آمال رونالدو ورفاقه في التتويج باللقب.
إسبانيا:
واستمرارا لكسر التوقعات ودع منتخب إسبانيا المونديال بعد الخسارة من روسيا البلد المضيف من الدور ثمن النهائي على الرغم من أن رفقاء «دييغو كوستا» و«ايسكو» كانوا مرشحين أيضا للمنافسة على اللقب.
البرازيل:
وكانت كبرى المفاجآت والصادمة لجماهير الكرة العالمية توديع البرازيل المونديال على يد بلجيكا عقب الخسارة ضدّها بهدفين لهدف في دور ربع النهائي لكأس العالم رغم أن «السليساو» كان المرشح الأول للتتويج باللقب كونه يضم كتيبة من المقاتلين بقيادة الساحر «نيمار».
أسباب تزيد في سقوط ظاهرة التكهنات
لم يعد كأس العالم للصغار بل لم يعد هناك صغار في المونديال فمعظم المنتخبات أصبحت تمتلك الطموح للمنافسة إضافة لوجود الكثير من النجوم في العديد من المنتخبات.
كان كأس العالم مليئا بالمفاجآت في هذه النسخة طوال البطولة فأقصى الاحتمالات لبطل هذه النسخة بأن يكون قد حاز على اللقب منذ 20 عاما على الأقل بينما هناك الكثير من المتنافسين الذين لم يتمكنوا من تحقيق أي لقب عالمي أو حتى أوروبي.
فكرة النجم الواحد
كانت هذه النسخة مثالا جيدا لهدم فكرة نجم الفريق الوحيد وقد يكون المثال الأبرز على ذلك منتخبنا الأرجنتين والبرتغال فلم ينجح ميسي أو رونالدو في الذهاب بعيدا في البطولة دون مساعدة رفاقهم في المنتخب وظهر بشكل أقل على المنتخب المصري الذي كان فيه صلاح وحيدا على عكس باقي المنتخبات الذي اعتمد أسلوبها على الشكل الجماعي بشكل كبير.
طموح المنتخبات
أصبحت كرة القدم مثالا للمثابرة والطموح ففي موسم (2015 - 2016) فاز ليستر سيتي بلقب «البريميرليغ» وفي موسم (2016 - 2017) كان «لايبزيغ» وصيفا لـ«البوندسليغا» في أولى مواسمه في البطولة وانعكس ذلك على المنتخبات التي أصبحت تمتلك طموحا كبيرا لتحقيق هذه الإنجازات.
الاستهانة بالخصم
لا يمكن إنكار هذه الآفة في بعض المنتخبات الكبرى التي قد واجهت خصومها ببعض من التعالي ولعل أقرب هذه الأمثلة مواجهة اليابان وبلجيكا والتي عانى فيها الأخير كثيرا حتى نجاحه في العودة إلى المباراة إضافة إلى تحضيرات الكثير من المنتخبات السيئة قبل البطولة والإعداد البدني والنفسي الذي لم يكن ملائما على الإطلاق.
الفوارق الفنية
باستثناء منتخب أو اثنين فقط لم تكن هناك فوارق فنية كبيرة بين جميع المنتخبات المشاركة في كأس العالم فكان معظم المنتخبات خصوما قوية أمام كبار المنتخبات فقد نجح ايسلندا في إجبار الأرجنتين على التعادل وتعرض المنتخب الألماني للهزيمة بهدفين نظيفين أمام منتخب كوريا الجنوبية وعانى إسبانيا والبرتغال الأمرين أمام المنتخب المغربي.
تطور المنتخبات
شهدت المنتخبات تطورا كبيرا في المستوى مقارنة بما كان يحدث في الماضي فأصبح كل منتخب يمتلك لاعبا أو اثنين يمتلكان القدرة على صناعة الفارق في المباريات المهمة لذا أصبحت جميع النتائج غير متوقعة فمن الصعب التنبؤ بأي لقاء.
رباعي المربّع الذهبي في الحسبان
أظهرت دراسة لمرصد كرة القدم التابع للمركز الدولي للدراسات الرياضية أن المنتخب الإسباني هو أبرز المرشحين للتتويج بكأس العالم روسيا 2018 وذلك قبل ضربة بداية البطولة.
واحتل المنتخب الإسباني المركز الأول في قائمة المرشحين للظفر بلقب مونديال روسيا متبوعا بالمنتخب البرازيلي الفائز بخمس بطولات كأس عالم بينما جاءت ألمانيا حاملة اللقب في المركز الثالث فيما جاء المنتخب الفرنسي في المركز الرابع في الدراسة.
كما توقعت الدراسة التي قام بها مرصد كرة القدم التابع للمركز الدولي للدراسات الرياضية أن المنتخب الأرجنتيني سيكون خامس المرشحين للتتويج بكأس العالم تلاه المنتخب الإنقليزي الذي حل السادس فيما احتل المنتخب البلجيكي المركز السابع ثم المنتخب الكرواتي صاحب المركز الثامن وحل منتخب البرتغال بطل النسخة الأخيرة لبطولة كأس أمم أوروبا في المركز التاسع أمام سويسرا.
واستند المرصد في تصنيفه على البيانات التي استقاها من مؤشر «القوة الحصرية» والذي يقوم بحساب متوسط النسبة المائوية للمباريات التي خاضها اللاعبون الـ23 في كل منتخب وفي البطولات المحلية التي يلعبون فيها في 2017 مع متوسط المستوى الرياضي للأندية التي يلعب باسمها اللاعبون في كل منتخب.