هذا ما سنتعرف عليه خلال نهائي هذه الألعاب التي تختم منافساتها اليوم في اسبانيا الذي سيجمع بينه وبين المنتخب الكرواتي بداية من منتصف النهار، نهائي هو الثاني في تاريخ مواجهات المنتخبين بعد 2001 التي خسرت خلالها عناصرنا الوطنية الرهان بعد الهزيمة امام كرواتيا بفارق هدف (24 – 25).
تتجدد المواجهة اليوم بين منتخبنا وكرواتيا التي بلغت هذا الدور بعد إزاحتها للمنظم المنتخب الإسباني بصعوبة، عناصرنا الوطنية ستكون في مهمة صعبة باعتبار قيمة المنتخب الكرواتي صاحب الثلاث ذهبيات في هذه الألعاب المتوسطية وبطل العالم في 2003 وذهبيتي الألعاب الأولمبية في 1996 و2004 الذي سيدخل هذا النهائي من أجل الفوز لا غير من اجل تتويج رابع في تاريخ مشاركاته.
اكتفى المنتخب الكرواتي في النسخة الأخيرة من هذه الألعاب المتوسطية بالفضية خلف المنتخب المصري ولكن اداءه تطور في الخمس سنوات الأخيرة وهذا ما سيتوجب على عناصرنا الوطنية وضعه في الحسبان حتى لا تقع في الغرور وتضيع فرصة أول ذهبية في تاريخها، منتخبنا أفضل حاليا من المنتخب المصري الذي رفع على حسابه في جانفي الماضي اللقب القاري ولكن ذلك لا يعني أنه سيكون في طريق مفتوحة وسينسج على منواله اليوم أمام كرواتيا التي تبدو جاهزة كما يجب.
لا للغرور
فاز منتخبنا في الدور الأول على مونتنيقرو ومنتخب سلوفينيا العتيد وهذه ستكون نقطة ايجابية أخرى ستدفعه لمواصلة التألق في هذا اللقاء الهام الذي قد ينتظر سنوات للتواجد فيه مجددا مثل ما كان الحال سابقا، المنتخب انتظر منذ 2001 ليصل إلى نهائي هذه الألعاب المتوسطية والصدفة وضعته مجددا أمام كرواتيا التي سيكون من الواجب تجاوزها وفك العقدة لا يطول الأمر أكثر خاصة وأنه يضم في صفوفه أكثر من لاعب قادر على تقديم الإضافة المطلوبة وكسب رهان الذهبية التي ستكون أكثر من انجاز لعناصرنا الوطنية ولكرة اليد التونسية التي استعادت البعض مما ضاع من هيبتها في الاونة الأخيرة بعد الفوز بلقب «كان» الغابون.
إختبار جدي
تنتظر المنتخب بطولة عالم في جانفي القادم ومباراة اليوم ستكون أول اختبار جدي له ولمدى جاهزيته لمقارعة منتخبات في مستوى عال، تجاوز كرواتيا بعد سلوفينيا سيكون أكثر من هام قبل المونديال الذي يريده الكل نقطة انطلاق جديدة نحو الأفضل بعد خيبة نسخة فرنسا.. هذا اللقاء هو أيضا اختبارا للناخب الوطني «طوني جيرونا» وإن نجح فيه فانه سيكون بمقدوره وضع حد لحملة التشكيك التي رافقت قدومه للمنتخب والتي مازالت متواصلة حول بعض الإختيارات الفنية ودعوته للاعب دون غيره.. «جيرونا» ستكون تحت تصرفه مجموعة متكاملة اليوم كلها صاحبة خبرة بما في ذلك السواعد الشابة بما أنها خاضت بدورها بطولات عالم ومباريات في أعلى مستوى سواء مع منتخب الأصاغر أو الأواسط وحسن توظيفها سيمكنه من كتابة صفحة جديدة مع المنتخب ومع كرة اليد التونسية التي تبقى في حاجة الى انجاز تطرق من خلاله أبواب العالم وتفتح من خلاله أكثر من افاق أمام لاعبيها للتواجد في أكبر البطولات الأوروبية.
مجموعة المنتخب
ستدافع عن ألوان المنتخب اليوم خلال هذا اللقاء الحاسم من أجل أول ذهبية في تاريخه في الألعاب المتوسطية مجموعة تضم كل من مكرم الميساوي وأمين البدوي في حراسة المرمى إلى جانب رفيق باشا ويوسف معرف واسكندر زايد وخالد الحاج يوسف ومصباح الصانعي ومحمد السوسي وكمال العلويني وأشرف السعفي وجهاد جاب الله ومروان شويرف وإلياس حشيشة وأمين بنور وأسامة حسني ورمزي المجدوب.
عناصر الخبرة في الموعد
سيكون بإمكان المنتخب كسب الرهان اليوم إذا خاض هذا اللقاء بجدية كبيرة وقدم أداءه المعهود ومن المؤكد أن المسؤولية ستكون كبرى على عاتق أكثر من لاعب في المقدمة يبقى حارس المرمى مكرم الميساوي القيدوم وصاحب الخبرة الذي ينتظر منه الكل الكثير مثلما كان الحال سابقا في نهائي «الكان» الذي كان سببا مباشرا في فوز منتخبنا بلقبها وأيضا صانعي الألعاب كمال العلويني ومحمد السوسي المطالب بالمردود ذاته الذي ما انفك يقدمه في كل لقاء مع «مونبلييه» الفرنسي، الإضافة ستكون مطلوبة أيضا من أمين بنور ومروان شويرف المطالبان بتأكيد ما قدماه الى حد الان صحبة مصباح الصانعي الذي ما انفك يبرهن في كل مرة انه يستحق مكانا كأساسي في المنتخب وأن أداءه وحبه للعطاء أكبر من أداء أي لاعب في المجموعة بما في ذلك وائل جلوز الذي لم يستفد المنتخب من خدماته خاصة بعد التحاقه ببرشلونة الإسباني بما أنه في كل مرة يوجد حجة تهربا من المسؤولية وتفاديا لإصابة قد تحصل ويكون لها تأثير على مكانه في الفريق الإسباني.
مسيرة المنتخب في الألعاب المتوسطية
يشارك المنتخب الوطني في نسخة إسبانيا ومعها كتب عاشر مشاركة في تاريخه في الألعاب المتوسطية، أولى مشاركات عناصرنا الوطنية كانت في نهائيات 1967 التي أقيمت في بلادنا وتحصلت خلالها على البرونزية بينما أنهت رابعة في النسخة التي استضافتها الجزائر سنة 1975 وحازت على المرتبة ذاتها في ألعاب المغرب سنة 1983.
تخلف المنتخب الوطني عن الألعاب المتوسطية لعشر سنوات كاملة عاد بعدها في 1993 وخاض رابع مشاركة في تاريخه في النسخة التي أقيمت في فرنسا واحتل خلالها المرتبة الخامسة ثم اكتفى بالمركز الثامن في 1997 في ايطاليا بينما تحصل في نهائيات 2001 التي أقيمت في بلادنا على الميدالية الفضية وعلى البرونزية في منافستي 2005 و2009 تباعا في اسبانيا وايطاليا وتلك الميدالية لم يتمكن من الإحتفاظ بها بما انه اكتفى في دورة تركيا في 2013 بالمركز السابع.
وتبقى المشاركة في نسخة 2001 التي دارت في بلادنا أفضل انجاز للمنتخب بما انه وصل خلالها لأول مرة الى النهائي وأنهى في مركز الوصافة وكان قريبا من الذهبية التي تبقى الفرصة كبيرة في تحقيقها اليوم في حال عرف كيف يتعامل مع مجريات هذا اللقاء الصعب وكيف يوقف سواعد كرواتيا في ثاني تحد أمامها فهل يكسب المنتخب الرهان اليوم؟
برنامج النهائي:
اليوم س 12:00: تونس - كرواتيا