في الدقيقة 53 من اللقاء في مواجهة طغى الحذر على بدايتها وسيطر الفريق المحلي على جل فتراتها لكنها كانت سيطرة عقيمة اقترنت بعجز عن تجسيم الفرص وتألق حارس النجم أشرف كرير في الحفاظ على عذارة شباكه ليحافظ الضيوف على شراكتهم في المركز الثاني مع النادي الإفريقي بـ39 نقطة ويبقى السي آس آس في المركز الرابع بـ34 نقطة.
مباراة الأمس دخلها صاحب الأرض والجمهور بمعنويات مرتفعة بعد ضمان التأهل إلى ربع نهائي الكأس ولكنه كان يطمح الى استعادة توازن نتائجه في سباق البطولة بما أن عثراته جعلته يهدر المركز الثاني لذلك كان التساؤل بأي وجه سيظهر الفريق في أول مباراة لغازي الغرايري في البطولة بعد ان قاد المجموعة في مباراة الكأس أمام الاتحاد المنستيري. وفي الطرف المقابل،كان ضيفه الذي تأهل هو الآخر إلى دور الثمانية في الكأس يطمح الى تأكيد انتصار الجولة الماضية على نجم المتلوي وتشديد قبضته على المركز الثاني محور الشراكة بينه وبين النادي الإفريقي.
بداية حذرة و سلاح الكرات الثابتة في الميزان
كانت بداية اللقاء الذي انطلق بدقيقة صمت ترحما على روح المسؤول السابق في نادي عاصمة الجنوب فكري بودية حذرة من الجانبين وانحصر اللعب في وسط الميدان رغم محاولة كل فريق المباغتة منذ البداية لكن مع تجنب قبول هدف قد يبعثر الأوراق وأتيحت للضيوف مخالفة في الدقيقة الثانية لم تشكل خطرا على مرمى الجريدي فيما عول نادي عاصمة الجنوب على سلاح الهجمات المرتدة لكن بانغورا كان حاسما في المساندة الدفاعية. وتواصل ضغط «السي آس آس» واعتماده على الرميات القصيرة وحاول واليو ندوي التوغل على الجهة اليمنى لهجوم الأسود والأبيض لكن حسن تمركز دفاع فريق جوهرة الساحل حرمه من اختراق مناطق المنافس مما اجبره على تخفيض النسق في انتظار ايجاد حلول لبلوغ مرمى منافسه.فيما اعتمد زملاء عمار الجمل الضغط على حامل الكرة من حمزة لحمر وأمين الشرميطي.
وفي ظل الضغط المسلط على الأذهان بسبب أهمية النتيجة، فإن مثل هذه المباريات تلعب على جزئيات صغيرة على غرار سلاح الكرات الثابتة وقيمة حراس المرمى في المحافظة على عذارة الشباك وفي هذا السياق كاد كريم العواضي يحدث الفارق في الدقيقة العاشرة بعد ركنية نفذها ماهر الحناشي لكن رأسية العواضي الذي تخلص من كل رقابة مرت بجانب مرمى أشرف كرير وكانت إجابة رامي الجريدي في الجهة المقابلة سريعة بعد تألقه في التصدي لكرة حمزة لحمر.
نادي عاصمة الجنوب الذي سلط في النصف الثاني من الشوط الاول ضغطا كبيرا على مرمى كرير ارتبك له دفاع «ليتوال» وفتح المنافذ أمام زملاء واليو ندوي، وجد صعوبة في استغلال الكرات الثابتة خاصة ان كتيبة خير الدين مضوي وضعت كلا من ياسين مرياح وكريم العواضي الذين يتقنان التصويبات الرأسية في مراقبة لصيقة. وكان استغلال الهفوات الشعار الذي رفعه الفريقان حيث كاد الكالي بنغورا يستغل بهتة في دفاع «السي آس آس» لكن نسيم هنيد أنقذ مرماه من هدف محقق على الخط النهائي للمرمى.
في الفترة الثانية وأمام تلقي الضيوف خبر انتصار النادي الافريقي شريكهم في المركز الثاني،واصل زملاء لحمر بحثهم عن التهديف بعد مخافة قوية من محمد المثناني مرت بجانب المرمى تلاها انفراد الشرميطي بالجريدي لكن هذا الأخير أغلق زاوية التهديف أمامه...ضغط كان يؤكد أن الهدف يطبخ على نار هادئة وهو ما تحقق في الدقيقة 53 بعد مخالفة من حمزة لحمر نجح من خلالها المدافع عمار الجمل في تسجيل الهدف الاول لفريقه وهو معطى كن نظن انه سيفتح شاهية الضيوف لمزيد التقدم لكن تبين ان لاعبي النجم عادوا الى مناطقهم وبقي الشرميطي بمفرده في الخط الأمامي وذلك مفهوم تحسبا لردة فعل الفريق المحلي وضغطه للعودة في اللقاء.
بعد الهدف المباغت، ضغط صاحب الأرض من اجل التعديل واستنجد غازي الغرايري بأول اوراقه التي كانت هجومية بدرجة اولى من خلال إقحام وليد القروي مكان مراد الهذلي ثم جاسم الحمدوني مكان حسام بن علي وهو تغيير احتج عليه الجمهور نظرا للأداء الطيب الذي اظهره بن علي قبل تعويضه قبل الاستنجاد بكينغسلاي ايدو مكان واليو ندوي لايجاد حلول جديدة في الخط الامامي امام العجز عن ايصال الكرة الى لاعبي الخط الامامي. فيما كانت اول اوراق خير الدين مضوي دفاعية من خلال إقحام شهاب بن فرج مكان غازي عبد الرزاق ثم عمرو مرعي مكان الشرميطي على أمل أن يشغل المصري مدافعي «السي آس آس» ويمنعهم من الصعود لمساندة الهجوم وواصل اشرف كرير تألقه بعد تصد ممتاز لكرة ماهر الحناشي قبل 12 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي للقاء. اللحظات الاخيرة من المواجهة كانت عبارة عن حوار بين هجوم الأسود والابيض من اجل تحقيق التعادل ودفاع «ليتوال» للحفاظ على أسبقيته ولم تفلح محاولات الحناشي وكينغسلاي ايدو في تغيير النتيجة في ظل تألق حارس فريق جوهرة الساحل اشرف كرير وحفاظه على عذارة شباكه ليساهم في عودة فريقه من صفاقس بالنقاط الثلاث.
للأرشيف
النادي الصفاقسي: رامي الجريدي- حمزة المثلوثي- أشرف الزواغي- نسيم هنيد- ياسين مرياح- كريم العواضي- مراد الهذلي- ماهر الحناشي- علاء المرزوقي-حسام بن علي -محمد واليو ندوي
النجم الساحلي: أشرف كرير- غازي عبد الرازق- رامي البدوي- عمارالجمل- علية البريقي- محمد المثناني -حمزة لحمر- أيمن الطرابلسي -إيهاب المساكني- الكالي بانغورا - محمد امين الشرميطي.
نجم المغرب: أشرف كرير
سلّط النادي الصفاقسي ضغطا كبيرا على الخط الخلفي لضيفه لكن اشرف كرير استأسد في الدفاع عن مرماه ومنع «السي آس آس» من تسجيل اكثر من هدف محقق ليبعث رسالة لجمهور فريقه بالاطمئنان على حراسة المرمى بعد رحيل أيمن المثلوثي.
رقم من المباراة: 11
بعد قرابة 11 سنة، ينجح النجم الساحلي في العودة من عاصمة الجنوب بالنقاط الثلاث بما ان آخر انتصار له في صفاقس يعود الى تاريخ 13 اكتوبر 2007 بهدفين لصفر. علما ان «ليتوال» حقق انتصاره 54 (19 في صفاقس) في المواجهة 126 مع الاسود والابيض.