الكرة الطائرة: ما بقي من البطولة العربية الترجي مرّ بجانب اللقب.. و«الطائرة» التونسية تتوه مجدّدا

تأمل الكل وظن بأن لقبا جديدا سيضاف إلى خزينة الكرة الطائرة التونسية بعد تاج «الكان»

باستضافة بلادنا للنسخة السادسة والثلاثين من البطولة العربية للأندية البطلة التي أسدل الستار على منافساتها منذ يومين خاصة بتواجد الثنائي الأفضل على الساحة الوطنية في المواسم الأخيرة الترجي الرياضي والنجم الساحلي ولكن هيهات «فما كل ما يتمناه المرء يدركه» بما أنهما خيبا الامال وفشلا في كسب الرهان.

بلغ الترجي الرياضي النهائي دون هزيمة بعد أربعة انتصارات عن جدارة وإقناع في الدور الأول على حساب كل من الأمان السوداني والبيشمركة العراقي والسيب العماني وبرج بوعريج الجزائري ثم انتصار خامس في ربع النهائي أمام السويحلي الليبي ذاك المنافس الذي قدم أداء طيبا في هذه المشاركة فسادس في المربع الذهبي بعد أن أزاح المرشح الأول للمراهنة على لقب البطولة العربية نادي «العربي» القطري ولكن فريق باب سويقة تعثر حيث كان يجدر به أن ينهض ويبقى مرفوع الهامة من أجل لقب ثالث في تاريخه وكان بعيدا كل البعد عن مستواه الحقيقي في الوقت الذي كان يتوجب عليه أن يؤكد نتائجه السابقة ويقدم أفضل ما لديه بما أنه لم يجد حلا أمام الريان القطري الذي أكد أنه منافس عتيد قادر على تجاوز أي فريق. فرط الترجي الرياضي في فرصة كانت أكثر من متاحة ليضيف ثالث لقب في تاريخه خاصة وأن كافة مبارياته دارت في قاعته وخاضها مدعوما بجمهوره الغفير الذي تابع بحب كبير وكان اللاعب السابع لا سيما في النهائي الذي خاضه فريقه بأداء متذبذب وبعيدا عن مستواه المعهود مثل ما كان الحال في مباريات البطولة، فريق باب سويقة خاض النهائيات العربية برئيس فرع جديد شكيب بوسلامة والأمر ذاته بالنسبة للإطار الفني بقيادة فؤاد كمون ولكن يبدو أن ذلك لم يكن مجديا وربما كان يجدر بالهيئة المديرة للفريق برئاسة حمدي المدب أن تتخذ هذا القرار مسبقا ومنذ أول هزيمة في البطولة أمام سعيدية سيدي بوسعيد حتى تحافظ على روح المجموعة وانسجامها وحتى لا يفقد الترجي ما فقده من تركيز وحضور على الميدان في كل مرة خاصة وأنها تدرك مسبقا بأنه سيراهن على تاج البطولة العربية.

لا للتبريرات
خاض الترجي البطولة العربية منقوصا من الطيب القربصلي والياس القرفي المصابين وبعض أشواطها من دون هشام الكعبي الذي يعاني بدوره من الام على مستوى الركبة ولكن ذلك لا يمكن أن يكون مبررا للأداء الذي ظهر به الفريق في الشوطين الأولين من النهائي أمام الريان القطري الذي دخل تاريخ هذه المنافسات على حسابه بما أن فريقا في حجم فريق باب سويقة ويضم أفضل العناصر في البطولة والمنتخب على حد السواء لا يمكن ان يقف على لاعب والمجموعة التي كانت موجودة كان يتوجب عليها أن تحارب من أجل اللقب وأن تتحمل المسؤولية كاملة سيما وأنها صاحبة خبرة ولها من التجربة ما يمكنها من تجاوز الفريق القطري مهما كان زاده.

أكثر من مخيبة للآمال للنجم
لئن فرط الترجي الرياضي في اللقب بهزيمة في مباراة وحيدة فان مشاركة النجم الساحلي في النسخة السادسة والثلاثين من هذه البطولة العربية تبقى أكثر من مخيبة للآمال لفريق في حجمه كان الكل يظن بأننا سنراه في النهائي جنبا إلى جنب مع فريق باب سويقة يراهن على اللقب لا عاجزا عن تخطي دور أول ومتكبدا لهزيمتين تبقى أقساها تلك التي كانت أمام الأهلي السعودي، النجم وعلى غرار الترجي يضم عناصر لها من الامكانيات البدنية والفنية ما يمكنها من تجاوز أي منافس ولكن يبدو أن المشكل في فريق جوهرة الساحل أعمق مما نظن بما أنه لم يكن جاهزا لا بدنيا ولا ذهنيا وهذا يتحمل مسؤوليته كاملة الإطار الفني الذي لم يُعد فريقه كما يجب وهذا بان جليا حتى قبل ضربة البداية للبطولة العربية بعد هزيمته في ود السويحلي الليبي بثلاثة أشواط لشوطين ولو أن المجموعة تمت الإحاطة بها كما ينبغي وطوت صفحة هزيمة النادي الصفاقسي في سباق البطولة لكانت نتائجها أفضل ولحققت المطلوب.

لقب جديد يضيع
خسرت الكرة الطائرة التونسية بتفريط الترجي الرياضي في تاج البطولة العربية ومن قبله النجم الساحلي في تاج بطولة إفريقيا للأندية البطلة العام الماضي لقبين جديدين وبان بالكاشف بأن فرقنا مازال أمامها الكثير من العمل على كل النواحي للحاق بركب الفرق العربية فأنديتنا ظلت واقفة على أطلال الماضي ونسيت بأن الخارطة تغيرت وأن السيطرة وافتكاك الريادة لا يمكن أن يتحقق بالنظر الى تتويجات الماضي فقط وإنما بما تملكه اليوم من امكانيات تمكنها من انتزاع الريادة في ظل زحمة المنافسة الكبيرة خاصة من الفرق المصرية والقطرية التي صارت اليوم منافسا في الصف الأول في كل المسابقات، بهذا المستوى لن تتمكن الطائرة» التونسية من الذهاب بعيدا بما أن مستوى المنتخب ونتائجه يبقى المراة العاكسة لما يوجد في الفرق والبطولة على حد السواء.
سيضيع أيضا تاج اخر عن «طائرتنا» بما أن النجم والترجي سيغيبان عن النسخة المنتظرة من بطولة إفريقيا للأندية البطلة التي ستقام في مصر بداية من 25 مارس المقبل باعتبار أن ضغط الروزنامة لن يسمح لهما وهذا ما سيتوجب على الجامعة مراجعته ومراعاته في قادم المواسم حتى يتسنى لفرقنا المشاركة والبقاء دائما في سباق مختلف المنافسات.

الأخوان «قرامصلي» بأفضل ما يكون
غاب التتويج الجماعي في هذه البطولة العربية وحضرت التتويجات الفردية التي كانت من نصيب الأخوين الياس وحسني القرامصلي بعد اختيار الأول أفضل لاعب في المركز أربعة والثاني أفضل لاعب في المركز ثلاثة والحصيلة كانت ستكون أكبر لولا أن هشام الكعبي أفضل ضارب في الترجي كان يعاني من الإصابة، حسني قرامصلي يظل في رصيده خمس مشاركات جنى منها ثلاثة ألقاب مثله مثل نور الدين حفيظ ومروان الفهري في حين يظل لقبان فقط من نصيب مهدي بن الشيخ وهشام الكعبي علما وأن الأول شارك في أربع بطولات عربية والثاني في خمسة.

هؤلاء هم الأكثر تتويجا
يبقى فؤاد كمون ورغم خسارته للقب هذه النسخة من البطولة العربية مع الترجي المدرب الأكثر تتويجا بخمسة ألقاب منها واحد مع فريق باب سويقة في 2014 وثاني مع النجم الساحلي في 2016 وثلاثة سابقة مع النادي الصفاقسي في سنوات 1983 و1985 و2008 في حين يحافظ أنور الطوارغي وسمير السلامي على صدارة اللاعبين الأكثر تتويجا بأربع الأول تحصل على ألقابه في 2008 و2013 مع النادي الصفاقسي و2007 مع الترجي و2016 مع النجم والثاني في 1999 و2000 و2008 و2013 وكلها كانت مع فريق عاصمة الجنوب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115