لا يزال قرار إلغاء اللقاء الودي الذي كان من المنتظر أن يجمع أمس الترجي الرياضي بضيفه ترجي واد النيص الفلسطيني في إطار دعم القضية الفلسطينية يرمي بظلاله على الجماهير الرياضية التونسية والفلسطينية وبدرجة اكبر على جماهير الأحمر والأصفر التي انطلقت منذ أسابع في الإعداد لهذا العرس الكروي سواء «بالدخلة» أو بالتوافد بأعداد كبيرة على المنتوجات التي تم تخصيصها لهذا الود من قبل مغازة الفريق والمتمثلة أساسا في أزياء تحمل علم تونس وفلسطين إضافة إلى شعار النادي.
قرار ورغم توضيح الهيئة المديرة للترجي عبر رئيس فرع كرة القدم رياض بالنور والموقع الرسمي للفريق أسبابه والمتمثلة أساسا في مخاوف من حدوث تجاوزات من شانها أن تؤثر على الأوضاع على المدارج وسلامة الجماهير نظرا للأحداث التي تزامنت مع عملية بيع التذاكر من مشادات مع الأمن بلغت حد الكر والفر واستعمال الحجارة والغاز المسيل للدموع لتفرقة ما فرض التدخل بعد جلسة جمعت الهيئة مع المسؤولين على التنظيم والمجموعات ليكون إعلان الهيئة عن الإلغاء.
الجماهير صاحبة القرار
ما تاكد «للمغرب» ان الهيئة المديرة للترجي لم تكن صاحبة القرار بل أنها نزلت عند رغبة جماهيرها التي هي من قرر إلغاء اللقاء بعد تأكد رفض السلط الأمنية للدخلة كما ورد في بلاغ عن مجموعة «الاولترا» و«الزباتيستا» بلاغ لم تكتف فيه المجموعات بالتنديد والحديث عن التعدي عن حرياتها الشخصية بل ضمنته صور الدخلة التي تم منعها مطالبة الجماهير التونسية بمساندتها في البحث عن الرموز والتجاوزات التي تم على ضوئها منع «الدخلة» التي لا يستقيم إجراء المواجهة بمنعها بما أن الهدف من اللقاء هو التوجه برسالة مضمونة الوصول إلى العالم لتأكيد دعم الشعب التونسي للقضية الفلسطينية كما كان الحال في العديد من الملاعب العربية والأوروبية التي رفعت فيها مرارا وتكرارا أعلام الدولة الفلسطينية والشعارات المنادية بمساندة الشعب الفلسطيني.
تضامن كبير
بلاغات مجموعات الترجي وتحرك جميع الصفحات ضد قرار رفض الدخلة الذي تم على ضوئه نزول الهيئة المديرة للفريق عند رغبة الجماهير وإعلانها إلغاء اللقاء تزامن مع ردود فعل كبيرة من جماهير عدد من الفرق على غرار اولمبيك مدنين والترجي الجرجيسي ونجم المتلوي... التي أكدت بدورها تضامنها مع جماهير الترجي ورفضها المطلق المساس بحرية التعبير خاصة أن «الدخلة» لم تتضمن أي ألفاظ وعبارات أو صور خارجة على النص آو تخدش الحياء.
هكذا كان رد جماهير الترجي وواد النيص
غضب جماهير الترجي وعدد كبير من الجماهير الرياضية التونسية تزامن مع رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي للفريق الفلسطيني من جماهير ترجي واد النيص الى جماهير الترجي والهيئة المديرة والشعب التونسي وفي ما يلي نص الرسالة:
«نتقدم نحن نادي ترجي واد النيص بخالص الشكر والتقدير لأشقائنا نادي الترجي التونسي إدارة وجمهور على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة ورغم كل شيء نحن على العهد والأخوة كما نقدر المجهود الرائع والكبير الذي بذله جمهور نادي الترجي التونسي لإنجاح اللقاء الذي كان من المقرر عقده يوم السبت وإظهاره بالصورة المشرفة التي تعكس عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين التونسي والفلسطيني والمحبة التي يحملها أبناء تونس للأقصى خاصة وفلسطين عامة فلهم من أبناء فلسطين كل الشكر والمحبة على شعورهم الطيب ومحاولتهم التعبير عن حبهم وتضامنهم رغم أننا لم نتمكن من إجراء المباراة إلا أننا لازلنا نأمل في إجرائها في جو تسوده المحبة والأمن ونتمنى أن تنعم تونس حكومة وشعباً بالأمن والاستقرار دمتم ودام عزكم».
عبد الفتاح عرعار (مدرب ترجي واد النيص):
طالما هناك ما سيؤثر على أمن تونس فنحن مع الإلغاء
رسالة جماهير ترجي واد النيص تزامنت مع تصريح لمدرب الفريق الفلسطيني عبد الفتاح عرعار عبر فيه عن اسفه الشديد بعد الغاء اللقاء الودي مؤكدا ان امن تونس أولا «كنا نأمل في خوض المباراة، لكن طالما أن هناك ما سيؤثر على أمن تونس فنحن مع الإلغاء»
وأضاف عرعار في تصريحاته لأحد المواقع الرياضية العربية «حين وصلنا خبر الإلغاء تأكدنا أن هناك سببا قهريا، لأن الترجي لو لم تكن لديه رغبة في مواجهتنا وديا كان بإمكانه عدم توجيه الدعوة لنا من البداية»
وتابع مدرب ترجي واد النيص قائلا: «كنا نتابع الأحداث في تونس وأي شيء سيؤثر على سمعة الترجي لا نقبله، فهذا الفريق اعتبره استثنائيا في أفريقيا، ونحن يشرفنا أن يحمل فريقنا اسم الترجي».
أما فيما يتعلق بتقبل لاعبيه خبر إلغاء اللقاء فقد أكد عرعار تأثرهم حيث كانوا يتمنون خوض مباراة مع فريق كبير في حجم الترجي الرياضي التونسي، وكانوا ينتظرون أن تكون المواجهة عرسا كرويا، لكن للأسف تم الإلغاء ونحن نحترم هذا القرار، وإن شاء الله سنستقبل الترجي التونسي في فلسطين العام المقبل.