كرة اليد: «سقوط» مفاجئ للمنتخب في الودّيات.. إسبانيا آخر محطة إعدادية وغيابات كان بالإمكان تفاديها

حط المنتخب الوطني للأكابر أمس الرحال في اسبانيا لخوض اخر تربص ضمن تحضيراته لبطولة افريقيا للأمم التي سيخوضها في الغابون من 17 الى 27 جانفي الجاري

وسيراهن على استرجاع تاجها الغائب عنه منذ 2012 بعد أن فرط فيه في النسختين الماضيتين في الجزائر ومصر، عناصرنا الوطنية ستخوض خلال هذه المحطة الإعدادية الأخيرة مباراة ودية وحيدة ستجمعها بنادي «غرانويارس» الإسباني يوم 11 جانفي الجاري بداية من السابعة والنصف مساء.
لم يتمكن المنتخب من تحقيق المطلوب في الوديات التي خاضها الى حد الان ونتائجه لم تكن في المستوى بعد الهزيمة التاريخية التي مني بها على نتيجة (24 – 25) خلال الدورة الودية الدولية التي خاضها منذ ثلاثة أيام في رومانيا أمام المنتخب البحريني المتواضع الإمكانيات الذي يمكن اعتباره «نكرة» في عالم كرة اليد والذي سبق أن فازت ضده عناصرنا الوطنية بفارق عشرة أهداف في أكتوبر الماضي خلال دورة الأمم الأربعة، هزيمة في الحقيقة طرحت أكثر من سؤال عن جدية المنتخب وتحضيراته للرهان المنتظر وعن قدرته من عدمها على الخروج بنتيجة ايجابية أمام منافسه الأول (المنتخب المصري) على اللقب القاري الذي واجه منذ أيام فرنسا والدنمارك والنرويج في اخر محطة خارجية اعدادية له لـ«الكان».

انهزم المنتخب أيضا بصفة مفاجئة أمام المنتخب البرتغالي بفارق أربعة أهداف (29 – 33) بينما جاء فوزه في مناسبتين أمام المنتخب الروماني الذي لا يملك تقاليد كبرى في كرة اليد وهذا الفوز لا يمكن أن يبرر هزيمته أمام البرتغال والبحرين فمنتخبنا هو الأفضل مهما كانت الغيابات التي يعاني منها بما أن العناصر المتواجدة أكثر من النصف منها أصحاب خبرة وسبق أن كانت حاضرة في «الكان» الماضية والبقية لهم أيضا تجربة بما أن البعض شارك في مونديال الأواسط الأخير في الجزائر وخاض مباريات في أعلى مستوى والبعــــــض يتواجــد فــــي أكبــر الفـرق الترجي الرياضي والنجم الساحلي وخاض معهما أكثر من مسابقة في مستوى أكبر من وديات المنتخب.

من يتحمل المسؤولية؟
يمكن اعتبار الود الذي سيخوضه المنتخب أمام «غرانويارس» الإسباني المباراة الجدية الوحيدة في البرمجة التي خصصت له ومن المؤكد أن المسؤولية تتحملها الإدارة الفنية والإطار الفني على نفس القدر بما أنهما هما من وضع واتفق على مجمل ما فيها وأيضا الجامعة التي وافقت دون أي اعتراض وهذا الثلاثي سيكون في الصف الأول عند المحاسبة في حال لم يتمكن المنتخب من العودة باللقب القاري بما أنه يدرك جيدا أن تلك البرمجة لن تقدم أية اضافة للمنتخب الذي كان بالإمكان أن يباري منتخبات أفضل منه بما أن كل الفرق الأوروبية في فترة اعداد لنهائياتها القارية وأي منتخب منها لو عرضت عليه فكرة الود كان سيقبل بما أن الكل على بينة بقيمة عناصرنا الوطنية والتطور الذي عرفته كرة اليد في المواسم الأخيرة.
ستكون كل التبريرات مرفوضة مثلها مثل تعلّة النقص في ميزانية الجامعة وغياب الموارد المالية الكافية لبرمجة تربصات في أعلى مستوى والنسج على منوال المنتخب المصري بما أن الجامعة على بينة مسبقا بما ينتظرها من تحديات وكان عليها اعداد العدة كما يجب لتحقيق أول أهداف مكتبها الجامعي استعادة اللقب القاري والأموال المهدورة في جرايات بعض المدربين دون جدوى كان بالإمكان انفاقها على تحضيرات المنتخب التي بان بالكاشف أنها غير جدية بالمرة.

غيابات كان بالإمكان تفاديها
سلط الاتحاد الإفريقي لكرة اليد عقوبة الابعاد لثلاثة أشهر ضد الجناح الأيسر أسامة البوغانمي بعد أحداث مباراة نهائي بطولة افريقيا للأندية البطلة وتلك العقوبة كان بالإمكان التخفيف منها و»البوغانمي» هداف الترجي الرياضي كان بالإمكان أن يكون مع المنتخب في الغابون لو تحركت الجامعة واستأنفت ذاك القرار الذي ستكون عواقبه وخيمة بما أن هذا اللاعب لطالما كان في الموعد ونقطة قوة اضافية للمنتخب في كل مسابقة يخوضها.
يعد عصام رزيق أبرز لاعب في النجم الساحلي حاليا هذا اللاعب وجهت له الدعوة للمنتخب الذي قدم معه أداء متميزا في المباريات الودية التي خاضها معه ولكنه ورغم ذلك وجد نفسه خارج القائمة النهائية مثله مثل الظهير الأيسر زبير السايس الذي يبقى عدم اختياره دون مبرر باعتباره كان سيكون خير معوض للثنائي الغائب مصباح الصانعي ووائل جلوز خاصة وأنه في أوج العطاء.

«بنور» و«عيسى» أيضا
سيحرم المنتخب الوطني أيضا من خدمات الظهير الأيمن أمين بنور الذي لن يخوض مباريات الدور الأول ولن يكون في أتم الجاهية لبقية مشوار «الكان» بما أن اللاعب الذي كانت تعلق عليه امال كبيرة تعرض الى اصابة بعد ثلاثة أيام فقط من التحاقه ببقية المجموعة في تربص نابل، اصابة يتحمل تبعاتها الاطار الفني وخاصة المعد البدني عمر خذيرة بما أن «بنور» خاض مبارياته مع «شامبيري» منذ بداية الموسم دون مشاكل وكان متألقا في صفوفه وتم اختياره في أكثر من مرة ضمن التشكيلة المثالية فكيف يصاب في أول تربص له مع المنتخب؟
أقصي أيضا حمدي عيسى لاعب الدائرة من القائمة المشاركة حاليا في تربص اسبانيا على الرغم من أنه كان جاهزا كما يجب، حمدي عيسى قدم أداء متميزا منذ التحاقه بالترجي الرياضي وكان مردوده لافتا في كل مباراة ووجوده مع المجموعة كان سيفيد المنتخب في الهجوم وخاصة في الدفاع الذي سيكون دون أدنى شك نقطة ضعف عناصرنا الوطنية باعتبار الغيابات التي يعاني منها وبعد خروج وإبعاد أكثر من لاعب كانوا أكثر من نقطة قوة، الدفاع سيكون عائقا كبيرا أمام المنتخب بما أنه لم يتم الى حد الان ايجاد البديل المناسب لسليم الهدوي ومحمود الغربي وعصام تاج وغيرهم رغم مرور سنوات ورغم حديث الجامعة عن ميلاد منتخب وجيل جديدين.

و«بن صالح»..
عاد صانع ألعاب الترجي الرياضي عبد الحق بن صالح الى أجواء التمارين بعد أن تجاوز مخلفات الاصابة التي تعرض لها في دربي الذهاب ولكن ورغم ذلك لم يتمكن من أن يكون ضمن التحضيرات الأخيرة للمنتخب ولم يتم الاتصال به مجددا من قبل الاطار الفني الذي تثير بعض اختياراته الفنية الشكوك، الكل سينتظر حتى ما بعد نهائيات بطولة افريقيا للأمم المنتظرة ليقف على مدى صحة اختيارات «جيرونا» ومدى أهليته بأن يكون ناخبا وطنيا لمنتخبنا بعد أن تم اختياره رغم تواضع سيرته الذاتية وغياب الخبرة الكافية التي تؤهله لمنصب في هذا الحجم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115