التي أصبحت ملكا للتاريخ وحده بعد اليوم...
عام 2017 سيرحل قريبا ويطوي معه صفحاته المليئة بالأحداث الرياضية الكبيرة والصغيرة جمعتها المتعة والحماس والإثارة عام شهد الكثير من الانتصارات والانكسارات واختلطت فيه أحاسيس الفرح ومشاعر الحزن خاصة على مستوى كرة القدم اللعبة الأكثر شعبية في الكون...
وكان للرياضات الفردية النصيب الأوفر في حصد الألقاب والفوز بالميداليات حيث حققت خلال الموسم الرياضي الحالي ولأول مرة إنجازا استثنائيا وتألقا رياضيا غير مسبوق بحصولها على 61 ميدالية عالمية في مختلف الأصناف والاختصاصات الرياضية وكان للعنصر النسائي نصيب متميز من هذه الحصيلة حيث أحرزت رياضياتنا 31 ميدالية بنسبة 50.8% ويعتبر هذا الرقم مؤشرا للقفزة النوعية على مستوى رياضة النخبة حيث لم يتجاوز أكبر عدد من الميداليات المتحصل عليها 41 ميدالية وكان ذلك سنة 2013.
استحقاق المونديال
طالما كان حلم الكرة التونسية الوصول إلى كأس العالم من جديد بعد غياب طال وامتد على 12 سنة كاملة من أخر مشاركة والتي كانت في 2006 في ألمانيا لتتعدد المحاولات وكان العنوان الأبرز الغياب لتأتي 2017 بالأخبار السعيدة للكرة التونسية بما أنها أعلنت العودة من جديد إلى المحافل الكروي الأهم ببلوغ نهائيات كأس العالم روسيا 2018 والتي وضعت منتخبنا في المجموعة السابعة رفقة كل من بلجيكا وإنقلترا وبنما...
مسيرة المنتخب في تصفيات المونديال انطلقت من بوابة المجموعة الأولى رفقة منتخب الكونغو الديمقراطية وغينيا والجار ليبيا أظهر فيها زملاء المساكني مؤشرات واعدة جعلت الحلم يكبر ليترجم إلى أرض الواقع خاصة بعد التعادل المحقق في الكونغو لتكون موقعة رادس الأخيرة أمام ليبيا موعد عبور وتحليق نسور قرطاج نحو روسيا في لحظة كانت الأقوى في الموسم الكروي 2017 خاصة أن بلوغ المونديال يعد انجازا مهما.
إخفاق قاري رهيب
بلغ سقف الطموحات عنان السماء بعودة الأندية التونسية للتربع على عرش الكرة الإفريقية خاصة أن الرباعي المشارك في مسابقتي رابطة الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي الترجي الرياضي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي والنادي الإفريقي قد تجاوزوا دوري المجموعات بنجاح بل بعلامة حسن جدا لتكون الأماني كبيرة برؤيتهم في المشهد الختامي إلا أن النكسة كانت عنوان المشاركة التونسية في مسابقات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم حيث غادر الترجي الرياضي والنادي الصفاقسي من الدور ربع النهائي ليبقي الأمل في الثنائي النجم الساحلي والنادي الإفريقي خاصة أنهما بلغا المربع الذهبي.
لكن كالعادة كان الإخفاق عنوان الثنائي بعد أن غادر السباق من الدور نصف النهائي مؤكدين أن الكرة التونسية مازالت تعاني على الصعيد القاري ولا تقوى على التتويج الغائب منذ 2015 حين حقق النجم كأس الاتحاد الإفريقي ليكون 2017 مصدر إخفاق جديد للكرة التونسية على الصعيد القاري.
الترجي بطل تونس والعرب والإفريقي يحقق الأميرة
نجح الترجي الرياضي في تحقيق البطولة العائدة من جديد في المجال العربي ونعني البطولة العربية للأندية والتي أقيمت في مصر في صائفة 2017 وحقق ممثل الكرة التونسية اللقب العربي بعد الفوز في النهائي على الفيصلي الأردني في تتويج كان بمثابة تأكيد الأحمر والأصفر للقب المحقق على المستوى المحلي بما أن الترجي الرياضي رفع لقب البطولة بعد أن فاز في أخر مباراة أمام النجم الساحلي ليحسم صراعه مع فريق جوهرة الساحل ويحقق البطولة.
أما في مسابقة الأميرة التونسية فعاد اللقب إلى النادي الإفريقي بعد أن فاز في النهائي على مفاجأة الموسم اتحاد بن قردان ليعوض الأفارقة الغياب الكبير عن تحقيق الكأس وينقذ موسمه بالتتويج بلقب الأميرة وبذلك يحصد قطبا العاصمة التتويجات المحلية لسنة الإدارية 2017.
2017 لنسيان لكرة اليد
كانت بداية السنة الإدارية 2017 ببطولة العالم التي أقيمت في فرنسا والتي عرفت مشاركة كارثية بما أن المنتخب الوطني غادر منذ الدور الأول في نتيجة لم تعرفها كرة اليد منذ سنوات لتعلن هذه النتيجة الواقع الذي تمر به اللعبة الشعبية الثانية في تونس والتي واصلت نزيف النتائج بعد أن عجز المنتخب الوطني للسيدات عن التخفيف من الإخفاق الأول بعد أن تكبد 6 هزائم كاملة في بطولة العالم التي أقيمت بألمانيا واحتل المركز الأخير 24...نكسة عرفتها كرة اليد في 2017 ليبقى الأمل أن يكون 2018 أفضل خاصة أن المنتخب الوطني لكرة اليد مقبل على بطولة إفريقيا قد يكون فيها اللقب القاري عنوان نسيان المشاركات العالمية المخيبة للأمل.
منتخب الأواسط كان العلامة المضيئة على الصعيد العالمي بعد أن بلغ ربع نهائي كأس العالم وحقق المركز السابع عالميا في نتيجة أسعدت عائلة كرة اليد بما أنها منحت بصيص أمل عن مستقبل المنتخب كما تمكن منتخب الناشئين من حصد اللقب العربي بالفوز على مصر في دورة السعودية ولم تتوقف الانجازات العربية عند هذا الحد بما أن فريق ساقية الزيت صنع الإنجاز بعد حصد لقبين عربيين تمثل في البطولة العربية للأندية الفائز بالكأس وتحقيق البطولة العربية للأندية البطلة لتنسج سيدات النادي الإفريقي على المنوال وتحقق البطولة العربية للأندية الفائز بالكأس.
أما محليا فقد تقاسم الترجي الرياضي والنجم الساحلي الألقاب حيث رفع الترجي البطولة فيما حصد النجم الكأس فيما تمكن النادي الإفريقي سيدات من رفع الثنائية.
سلة تونس تتعملق إفريقيا
قرر الاتحاد الإفريقي لكرة السلة أن تدور بطولة إفريقيا 2017 بين السنغال وتونس تعويضا لأنغولا لتنطلق الأماني بأن تحقق السلة التونسية ثاني ألقابها القارية خاصة أن الطموحات كانت كبيرة لزملاء مكرم بن رمضان لتعويض الإخفاق السابق وهو ما تحقق بما أن السلة التونسية تعملقت أمام الجميع وتمكنت من رفع اللقب القاري الثاني في تاريخ كرة السلة التونسية...السلة التونسية فازت في النهائي على المنتخب النيجيري بعد أن حققت العلامة الكاملة سواء في السنغال أو تونس لتؤكد أنها باتت أحد القوى التقليدية في لعبة العمالقة.
التتويج القاري رفع سقف الطموحات بأن تنسج الأندية على منوال المنتخب وتحقق بطولة إفريقيا التي كانت قريبة خاصة أن الملعب الرادسي كان طرفا في النهائي إلا أنه أخفق أمام نادي سلا المغربي ليعجز عن جمع البطولة الإفريقية بالثنائي المحقق في 2017.
الطائرة التونسية الأعلى في القارة
بعد 14 سنة من الانتظار ميزت تراجع كرة الطائرة التونسية في سنوات عجاف لم تقو الطائرة التونسية على التألق وجعلت الجميع يتكهن بإخفاق جديد في كأس إفريقيا 2017 التي احتضنته العاصمة المصرية القاهرة إلا أن العكس حصل وكسرت الطائرة التونسية النحس الذي لازمها بعد أن حققت اللقب القاري مجددا وعلى حساب المنتخب المصري في النهائي بـ3 أشواط نظيفة استعرض فيها زملاء إسماعيل معلى بالطول والعرض طيلة البطولة لتعود الطائرة التونسية لسيطرة على القارة الإفريقية وتتوج باللقب الذي أهل منتخبنا للمشاركة في بطولة العالم التي ستقام في إيطاليا وبلغاريا.
سنة 2017 كانت طالع الخير على فريق نسائي قرطاج الذي تمكن من الفوز بالثنائية المحلية بعد أن سيطر على البطولة وكسب الكأس أيضا ولم تقف تتويجات سيدات نسائي قرطاج عند المحلي بما أن اللقب القاري المتمثل في بطولة إفريقيا للأندية البطلة زين هو الأخر خزينة الفريق.
تألق متواصل لرياضيي الاحتياجات الخاصة
واصلت رياضيو الاحتياجات الخاصة التألق وتأكيد النتائج الكبيرة المحققة والتي كان أبرزها في الألعاب الأولمبية لتأتي بطولة العالم الألعاب التي احتضنتها العاصمة البريطانية لندن لتزيد في التأكيد أن رياضيينا يعدون الأبرز على الساحة المحلية أو القارية والعالمية بما أن وفد منتخبنا تمكن من إحراز المركز السادس برصيد 22 ميدالية منها 10 ذهبية و6 فضية و6 برونزية في حصيلة تؤكد التألق المتواصل لرياضي الاحتياجات الخاصة...
وليد كتيلة كان صاحب الامتياز الأكبر بتحقيق 4 ذهبية فيما تمكن ياسين الغربي من تحقيق ذهبيتين وفضية وبرونزية أما روعة التليلي فقد حصدت ذهبيتين فيما توجت مروى البراهمي بذهبية وفضية وريما العبدلي بذهبية فيما كانت الميدالية الأخرى على النحو التالي هنية العابدي فضيتين وسمية بوسعيد وبلال العلوي فضية وبروزيتين لكل من سمر بن كعلاب وعباس السعيدي وبرونزية لكل من نجاح شوية ورجاء الجبالي ومحمد علي كريد لتكون الحصيلة نجاح جديد لرياضي الاحتياجات الخاصة في سنة 2017.
تتويجات عالمية
لم تقف نجاحات الرياضات الفردية على بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة بما أن سنة 2017 عرفت تتويجات عالمية ونجاحات تونسية كان معظمها صناعة نسائية والتي انطلقت بتتويج لاعبة المصارعة مروى العامري بفضة بطولة العالم بباريس وهو أول تتويج إفريقي وعربي في هذا الاختصاص ليمكن العامري من دخول تاريخ رياضة المصارعة ويساعدها لتحقيق لقب أفضل رياضية في تونس لنسة 2017...
عزة بسباس بدورها واصلت التألق على المحفل الدولي في رياضة المبارزة وذلك بعد أن تمكنت من تحقيق الميدالية الفضية في بطولة العالم لتؤكد عزة تقاليدها في هذه المسابقة وتكون سفيرة فوق العادة للرياضة التونسية.
وبدورها تألقت لاعبة الجيدو نهال شيخ روحو التي زادت ألقابها الشخصية بعد أن حصدت الميدالية البرونزية في بطولة العالم المفتوحة لتؤكد شيخ روحو أنها من بين الأفضل في الرياضة التونسية خاصة أنها كثيرا ما تألقت في المحافل الدولية لرياضة الجيدو.
كما تمكنت نهى الأندلسي من تدوين اسمها في قائمة المتوجين على الصعيد العالمي بعد أن حققت فضية بطولة العالم لرفع الأثقال لشباب.
رياضة أخرى عرفت التألق والتتويج العالمي والحديث هنا عن الكرة الحديدية بعد أن فاز الثنائي التونسي ماجد الهمامي وأسماء البلي بالميدالية الذهبية في مسابقة «زوجي مختلط»على الثنائي الكمبودي سوارخيم سرينغ وبورا نهيم.
ومن بين الصور العالقة أيضا في 2017 تتويج الملاكم معز فحيمة ببطولة العالم للملاكمة للوزن المتوسط والذي كان الأول في تاريخ الملاكمة التونسية.
ولم تقتصر التتويجات على الصعيد العالمي بما أن القارة السمراء كانت شاهدة على تألق الألعاب الفردية التونسية والتي كانت مع لعبة رفع الأثقال حيث توج كارم هنية بـ3 ميداليات ذهبية في بطولة إفريقيا شأنه في ذلك شأن نهى الأندلسي وغادة حسين لتساهم هذه التتويجات في تصدر منتخبنا البطولة الإفريقية.
وتمكنت لاعبة الكاراتية التونسية آية الجماعي من التألق على الصعيد الإفريقي بعد أن توجت بذهبية بطولة إفريقيا لتزيد من عدد الميدالية الذهبية التي حققتها الألعاب الفردية في سنة 2017.