على امتداد 736 يوما وهي مدة التصفيات التي عرفتها ملاعب القارة السمراء شاهدنا فيها صراعا مثيرا وتنافسا كبيرا بين منتخبات القارة من أجل حجز مكان في أقوى محافل الساحرة المستديرة لتعلن أخيرا «الماما أفريكا» عن الخماسي الشرعي الذي سيخوض منافسات المونديال تحت الراية الإفريقية حيث حجزت منتخبات نيجيريا ومصر والسينغال والمغرب وتونس البطاقات الخمس لروسيا.
ودون احتساب مباراتي اليوم في إطار المجموعة الرابعة فإن القارة السمراء كانت شاهدة على 59 مباراة اهتزت فيها الشباك في 124 مناسبة أي بمعدل تهديفي قدر بـ2.10 هدفا في المباراة الواحدة وكان نصيب المجموعة الأولى هو الأكبر بـ35 هدفا فيما جاءت المجموعة الرابعة في الوصافة بـ24 هدفا قابلا لزيادة لتعود المرتبة الثالثة للمجموعة الخامسة بـ23 هدفا فيما اختتم ترتيب الأهداف كل من المجموعة الثانية والثالثة برصيد 21 هدفا.
واحتل مهاجم»ليفربول» الإنقليزي ونجم المنتخب المصري محمد صلاح ترتيب هدافي تصفيات كأس العالم الخاصة بالقارة السمراء بعد أن دون 5 أهداف كاملة ساهمت في صعود منتخب «الفراعنة» إلى المونديال.
كسر حاجز الغياب
بالعودة لهوية الخماسي المتأهل من القارة السمراء للمونديال فإن الملاحظة الأهم هي أن المنتخبات الخمسة سبق لها المشاركة في كأس العالم حيث سيسجل منتخب «النسور الخضراء» العهد مع المونديال للمرة السادسة فيما سيدون كل من «نسور قرطاج» و»أسود الأطلس» حضورهم الخامس في كأس العالم أما منتخب «الفراعنة» فإنه سيشارك للمرة الثالثة في تاريخه في حين سيكون مونديال روسيا الثاني في تاريخ «أسود الترينغا».
وعكس المنتخب النيجيري الذي أكد عاداته بالتواجد في المونديال حيث شارك في أخر 3 نسخ عالمية فإن السمة المشتركة لبقية المنتخبات الأربعة هي كسر حاجز الغياب الطويل عن كأس العالم فالحديث هنا عن الغياب لأكثر من 3 نسخ للمونديال أي 12 سنة كاملة...
فالمنتخب الوطني التونسي غاب عن المشاركة المونديالية منذ دورة ألمانيا 2006 ليجدد الظهور في روسيا 2018 فيما يعود المنتخب السينغالي للمشاركة في كأس العالم بعد غياب دام 16 سنة بينما أخر ظهور لمنتخب «أسود الترينغا» يعود لنسخة كوريا الجنوبية واليابان 2002 أما المنتخب المغربي فإن المشاركة في كأس العالم روسيا 2018 ستنهي صياما طال لمدة 20 سنة كاملة فرضت غياب «أسود الأطلس» عن المونديال الذي سجل أخر مشاركة مغربية في فرنسا1998 وفي ما يخص المنتخب المصري فإن فرحة الوصول إلى المونديال تؤكد الغياب الكبير للكرة المصرية التي لم تشارك في كأس العالم منذ دورة إيطاليا 1990 أي 28 سنة كان «الفراعنة» بعيدون عن أقوى محفل كروي.
رقم قياسي تاريخي لـ«المغرب»
بعد التأهل إلى المونديال سجل المنتخب المغربي رقما قياسيا تاريخيا بعدم تلقيه أي هدف في التصفيات إذا أنهى رحلته في المجموعة الثالثة برصيد 12 نقطة وتسجيله 11 هدفا من دون أن تنجح منتخبات (كوت ديفوار والغابون ومالي) في هز الشباك المغربية.
والمثير أن هذا الرقم لم ينجح في تحقيقه أي منتخب شارك في التصفيات وتأهل إلى المونديال إذ إن فرنسا تلقت ستة أهداف والبرتغال (4 أهداف) وألمانيا (أربعة أهداف) وصربيا (10 أهداف) وبولندا (14 هدفا) وإنقلترا (ثلاثة أهداف) وإسبانيا (ثلاثة أهداف) وبلجيكا (ستة أهداف) وأيسلندا (سبعة أهداف).
وفي قارة أمريكا الجنوبية تلقت البرازيل في التصفيات (11 هدفا) ولأوروغواي (20 هدفا) والأرجنتين (16 هدفا) وكولومبيا (19 هدفا)...والأمر ذاته في قارة آسيا مثل إيران (هدفين) وكوريا الجنوبية (عشرة أهداف) واليابان (سبعة أهداف) والسعودية (4 أهداف).
بينما في قارة إفريقيا تلقت شباك تونس (أربعة أهداف) ونيجيريا (أربعة أهداف) والسنغال (هدفين) ومصر (ثلاثة أهداف) وفي تصفيات «الكونكاكاف» تلقت المكسيك (سبعة أهداف) وكوستاريكا (ثمانية أهداف) وباناما (عشرة أهداف).
العرب يصنعون الحدث
جاءت نهاية تصفيات كأس العالم بالأخبار السعيدة للمنتخبات العربية التي ضربت موعدا مع التاريخ بما أنها قدمت 4 منتخبات كاملة بعد أن تأهلت السعودية أولا من تصفيات القارة الآسيوية لينسج على منوالها الثلاثي العربي المنتخب المصري والتونسي والمغربي...
الأرقام العربية لم تتوقف عند هذا الحد بما أن تصفيات القارة السمراء أعلنت لأول مرة تأهل ثلاثي عربي إلى تصفيات كأس العالم في حدث لم تعرفه المنتخبات العربية منذ مشاركاتها في التصفيات الخاصة بالمونديال لتعلن روسيا حضور ثلاثي شمال إفريقيا المنتخب التونسي والمغربي والمصري والأكيد أن نسخة 2018 ستظل عالقة في أذهان عشاق الكرة العربية.
وتواصلا مع الأخبار السعيدة للعرب فإن المونديال سيعرف تواجد مدرب عربي واحد يتمثل في الناخب الوطني نبيل معلول الذي سيصنع الحدث كونه المدرب العربي الوحيد من مجموع 32 مدربا تختلف جنسياتهم وشاءت الصدفة أن يكون المدرب التونسي صاحب الاستثناء فبعد عبد المجيد الشتالي الذي كان أول مدرب عربي يخوض المونديال فإن نسخة 2018 ستعرف ظهور عربي واحد يتمثل في مدرب المنتخب الوطني الحالي نبيل معلول.