ستنطلق بطولة هذا الموسم والمنافسة على لقبها ينتظر أن تكون بين أكثر من طرف بما أن النادي الصفاقسي سيكون في الموعد كما كان الحال في السنوات الماضية وهزيمته الأخيرة في نهائي كأس دورة الجامعة لا يمكن أن تكون مقياسا لمدى جاهزية الفريق بما أنه خاض تلك المواجهة منقوصا من أبرز العناصر عمر العقربي وأنور الطاورغي ومروان مرابط بحكم مشاركتهم الأخيرة مع المنتخب في «كان» مصر وعودة النادي الصفاقسي الى مكانه الطبيعي ستثري بطولة هذا الموسم التي ظلت المنافسة في المواسم الأربعة الأخيرة منحصرة في كل مرة بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي في انتظار عودة سريعة لمنجم المواهب الأولمبي القليبي الذي ابتعد بدوره بسبب غياب الموارد المالية التي ما انفكت تجبره في كل موسم على التخلي عن أبرز العناصر حتى يجد موردا تقتات منه بقية المجموعة بما أن الكل ابتعد وترك الفريق دون سند كان في امس الحاجة اليه في كل مرة.
حدثت تغييرات في الاونة الأخيرة بعد انتخاب هيئة مديرة جديدة للأولمبي القليبي برئاسة جمال الأسود خلفا لجمال الدين بوسعيد وتم تعيين محمد علي بن الشيخ مدربا للفريق، تغييرات قد تأتي أكلها وتكون بوابة عودة الأولمبي القليبي لخوض الأدوار المتقدمة من سباق الكأس ومرحلة التتويج من سباق البطولة مثلما كان الحال سابقا بعد أن اكتفى في المواسم الأخيرة بخوض مرحلة تفادي النزول والمراهنة على البقاء في كل مرة.. عودة الأولمبي القليبي الى جانب تواجد سعيدية سيدي بوسعيد التي ما انفك أداؤها في تطور من موسم الى اخر سيثري البطولة التي فقدت الكثير من نكهتها وغدت مغيبة حتّى من البث التلفزي باستثناء مباراة نهائي الكأس وذهاب وإياب البطولة.
من هنا البداية
سيكون على الجامعة اعداد العدة كما يجب اذا أرادت موسما ناجحا لكل الفرق من خلال التسريع في عقد الجلسة العامة الخارقة للعادة وتنقيح ما يجب تنقيحه من قوانين سواء منها المتعلق بنظام البطولة أو الكأس الذي لطالما اشتكت الفرق من قرعته الموجهة واعتبرتها غير عادلة بالمرة بما أنها في كل مرة تضع الفرق الكبرى من حيث الامكانيات البشرية والفنية في مواجهة فرق أقل منها تجبر مبكرا على المغادرة والأهم من كل ذلك تنقيح القانون المتعلق بتنقلات اللاعبين، هذا الموضوع بات الشغل الشاغل للاعبينا الدوليين في الاونة الأخيرة خاصة وأن خمسة منهم وصلتهم مؤخرا وبعد تألقهم اللافت في نهائيات أمم افريقيا الأخيرة في مصر عروض من بطولات أوروبية من أجل الاحتراف الذي يبقى حقا مشروعا ولا جدال فيه بما أنه من غير المعقول أن يقضي لاعب مسيرته في فريق واحد ولا يسمح له بالمغادرة إلا بعد وصوله الى سن الثلاثين الذي لن يمكنه بعدها من أي تجربة ناجحة بما أن موهبته تكون قد استنزفت ولن يكون قادرا على ان يكون في قمة العطاء مثلما هو الحال في أول المسيرة.. ملف لا بد من البت فيه بصفة نهائية وفي أقرب الاجال بما أن المصلحة مشتركة بالنسبة للاعبين والمنتخب على حد السواء، منتخبنا هو اليوم في حاجة لأكثر من لاعب محترف وأكثر من لاعب صاحب خبرة وتجربة من أجل الحفاظ على اللقب القاري وحتى تكون النتائج أفضل في مسابقات أكبر مثل كأس وبطولة العالم والدوري العالمي الذي ينتظر أن تشارك عناصرنا الوطنية في نسخته الجديدة الصائفة المقبلة فالكل وقف على التحسن اللافت لمردود اسماعيل معلى الذي تم اختياره دون تردد أفضل لاعب في «الكان» الأخيرة.
للفرق نصيب
يبقى فتح باب الاحتراف أمام اللاعبين أمرا من مشمولات الفرق أيضا بما أنها معنية والواجب يلزمها بالدفاع عن حقوق لاعبيها الذين لطالما كرسوا كل جهودهم للذود عن ألوانها ومنحها التتويجات ولم يترددوا لحظة في خدمة مصلحتها،تلك الفرق ستكون مجبرة اليوم على مطالبة الجامعة بتحديد موعد لجلسة عامة خارقة للعادة من أجل تنقيح ما يجب تنقيحه من قوانين يكون هدفها الأول والأساسي خدمة مصلحة اللاعب دون سواه، فتغيير العقود بات ضروريا اليوم لأنه من غير المعقول أن يتم إلزام لاعب ونحن في القرن الحادي والعشرين بعقد مدته 12 سنة بالتمام والكمال فيقضيها في صفوف فريق واحد.. الاحتراف بات ضرورة اذا أرادت كل الأطراف اعداد جيل تهابه كل منتخبات القارة الافريقية وفي مقدمتها المنتخب المصري الذي سيستعيد ودون أدنى شك امكانياته وسيكون في الصف الأول للمراهنة على تاج «الكان» المقبلة وتاج «الكان» الأخيرة لا بد ان يستثمر في كل ما هو ايجابي بما أنه لا مجال لأي خطوة الى الوراء والجامعة عليها أن تفكر في كل ما شأنه ان يكون ايجابيا وقراراتها يجب أن تكون بناءة تخطو من خلالها خطوات أخرى الى الأمام تؤكد بها حسن نواياها وعزمها على خدمة الكرة الطائرة التونسية.
جدير بالذكر أن فتح باب الاحتراف سيجنب الفرق والجامعة على حد السواء من تكرار سيناريو اسماعيل معلى الذي غادر النادي الصفاقسي الى الزمالك المصري دون اعلام أي مسؤول سواء من فريقه أو الأطراف الساهرة على المنتخب وأن محمد بن يوسف لاعب الأولمبي القليبي قد نسج على منواله مؤخرا بعد أن التحق بالبطولة المغربية وهذا قد يتكرر مع أكثر من لاعب في قادم الأيام اذا لم يتم أخذ الأمور بجدية وقد يصبح ظاهرة ويكون من الصعب التصدي لها.
مستحقات الحكام أيضا
ينتظر من الجامعة أيضا أن تسوي خلال الأيام القليلة القادمة ملفا لا يقل أهمية عن ملف الجلسة العامة الخارقة للعادة وهذا الملف يتعلق بسداد مستحقات الحكام المتخلدة بذمتها لعام ونصف وان لم تتمكن من ايجاد حل في أقرب الاجال فانه سيكون في انتظارها أكثر من مشكل فالتحكيم جزء لا يتجزأ ومن دونه لن تكون هناك مباريات خاصة وأن البعض منهم سبق أن أكدوا لـ«المغرب» أنهم سيدخلون في اضراب ما لم تتم الاستجابة لطلبهم ولم يتحصلوا على مستحقاتهم.