الكرة الطائرة: أي مستقبل ينتظر «الطائرة» التونسية بعد اللقب الافريقي؟

توج المنتخب الوطني للأكابر باللقب القاري التاسع في تاريخه وعاد بتتويج مستحق من مصر بالذات بعد 14 سنة من الانتظار ولكن ذاك التتويج لا يمكن أن يحجب الواقع الصعب الذي تعيشه الكرة الطائرة التونسية والاخلالات الموجودة داخل الجامعة ولا يمكن أن يخفي الاخفاقات التي عاشتها هذه السنة بالذات ومع المكتب الجامعي الحالي في ظرف أقل من عام.

سيكون لزاما على الجامعة طي صفحة التتويج والالتفات الى ما هو أهم والأهم منتخبات الشبان والكرة الطائرة الشاطئية والإدارة الفنية التي تبقى الفيصل في كل هذا بما أنها ركيزة الجامعة ولا أحد يحق له أن ينكر العمل الكبير الذي قام ويقوم به الى اليوم المدير الفني كمال رقاية بما أن المسؤولية الأكبر يتحملها هو في متابعة واختيارات اللاعبين لمختلف المنتخبات واختياراته لطالما كانت دائما موفقة، كمال رقاية كان قاب قوسين أو أدنى من مغادرة الجامعة بعد أن وجد نفسه مبعدا من التواجد مع مختلف المنتخبات في المنافسات التي خاضتها الى حد الان.. «رقاية» كان من المقرر أن يكون ضمن وفد المنتخب في رحلته الى «كان» مصر الأخيرة ولكنه وجد نفسه خارج المهمة لأسباب مجهولة واضطر الى اللحاق بالمنتخب على

بعد أيام لأنّ هناك أياد تريد ابعاده من الواجهة بأي طريقة وتنسب النجاح لذاتها والأخبار المؤكدة التي بحوزتنا تفيد بأن هناك نية لإبعاده من الجامعة كما كان الحال مع مستشار رئيس الجامعة بلحسن بوخطيوة الذي اضطر للمغادرة بعد أشهر قليلة من الانتخابات وان تم الأمر فان ذلك سيكون ضربة موجعة للكرة الطائرة التونسية.

ستكون منتخبات الشبان أولوية فالكرة الطائرة التونسية خسرت الى حد الان لقبين قاريين الأول بالنسبة لمنتخب أقل من 23 سنة بسبب خطا اداري والجامعة بررت ذلك بأنها لن تشارك إلا في حال كان هناك أربعة منتخبات ثم منتخب الوسطيات الذي خاض «كان» مصر مع مصر فقط في مباراتين ومنتخب الأصاغر بطل افريقيا الذي أنهى مونديال البحرين في المركز 20 والأخير وانهزم أمام مصر والحال أنه توج على حسابها في سبتمبر 2016 باللقب القاري بما أن التحضيرات لم تكن في قيمة الحدث، الكرة الطائرة دون منتخبات شبان لا يمكن أن يصلح حالها ولا يمكن أن يستقيم أمرها في ظل هذا التجاهل مثلها مثل منتخبات الفتيات مادامت الجامعة همها الوحيد منتخب الأكابر ولا منتخب اخر سواه.

متى سترى وعود الحملة الانتخابية النور؟
رفع رئيس الجامعة فراس الفالح خلال حملته الانتخابية وقبل دخول الجامعة أكثر من شعار وقطع أكثر من وعد ولعل أهم تلك الوعود يبقى التكفل بسداد مستحقات مدربي شبان الفرق المكونة وبعث رابطة للكرة الطائرة بالضاحية الجنوبية وأيضا توفير مبلغ 500 ألف دينار من الاستشهار حتى تكون للجامعة مواردها المالية الخاصة تمكن من اعطاء التكوين القاعدي الأهمية التي يستحقها وغيرها، وعود كلها ظلت الى اليوم حبرا على ورق ولم ينجز منها أي شيء فالفرق المكونة تعاني مشاكل بالجملة في مقدمتها اتحاد النقل الصفاقسي ونسر الهوارية والأولمبي القليبي الذي وجد نفسه خطوة الى الوراء (كل عام وعامه) هذا سيكون أصعب بعد هروب لاعبه محمد بن يوسف الى الفتح الرباطي المغربي واللجنة المكلفة بالاستشهار مازالت الى حد الان لم تخط أي خطوة بما أن المستشهرين الثلاثة الموجودة علاماتهم على أزياء المنتخب الأول من زمن البشير الوزير والثاني تعاقد معه المكتب الجامعي الماضي الذي كان سببا في صفقة الثالث وفرق ولاية بن عروس تنتظر الى اليوم حلم تحقق رابطة خاصة بها تهتم بمشاغلها.
لا يمكن أن يحجب تتويج منتخب الأكابر باللقب القاري هذه المشاكل والمكتب الجامعي عليه وضع الأقدام على الأرض والانكباب على العمل حتى يعوض خسائر عامه الأول من مهامه على رأس هذا الهيكل بما أن الفوز ببطولة افريقيا لم يكن ثمرة عمله لوحده في الأشهر القليلة التي دخل فيها الى الجامعة بل هو ثمرة سنوات من العمل لمكتب جامعي سابق عمل بجهد ولكن الحظ لم يسعفه باللقب ولإطار فني عمل على تكوين أفضل اللاعبين الذين توجوا أبطالا منذ أيام، لاعبون هم في الحقيقة أبطال منذ عامين بما أن المجموعة الشابة التي شاركت في «الكان» الأخيرة على غرار خالد بن سليمان ومحمد علي بن عثمان سبق وأن توجت من مصر بالذات بتاج بطولة افريقيا للأمم في أول نسخة وعلى حساب مصر أيضا مع رياض الهذيلي.

للكرة الطائرة الشاطئية نصيب
كان من المفروض أن يكون منتخب الأكابر للشاطئية الان في عمان للمشاركة في البطولة العربية ولكن عناصرنا الوطنية لم تتمكن من التحول الى هناك بما أن الجامعة رفضت المشاركة لغياب الموارد المالية، هذا المنتخب بدأ في السير خطوات الى الوراء فبعد أن توج في 2015 بأول لقب افريقي وخاض مونديال هولندا وتأهل الى أولمبياد ريو الأخيرة أنهى «الكان» الأخيرة في المركز السابع من أصل ثماني منتخبات شاركت والأكيد أن المستقبل سيكون أصعب ما لم تلفت له الجامعة وتعطيه الأهمية التي يستحقها وما لم تشرع في وضع استراتيجية واضحة تمكن من تكوين منتخبات شابة تكون قادرة على أخذ المشعل على الثنائي شعيب الحاج صالح وعرفات الناصر.

هل سيتابع «جاكوب»؟
عاد المدرب الوطني «أنطونيو جاكوب» بعد تتويج المنتخب الى موطنه بما أنه لا توجد حاليا أية التزامات لعناصرنا الوطنية واعتبارا لأن الجامعة وفي انتظار قرارها الأخير قررت عدم المشاركة في البطولة العربية للأمم ولكن يبقى السؤال المطروح هل سيتابع منافسات بطولة هذا الموسم؟ فتواجده هنا ضروري بما أن مهامه لا تقتصر فقط على منتخب الأكابر بل تشمل أيضا بقية المنتخبات من أجل متابعتها ومتابعة مواجهات مختلف البطولات الوطنية من أجل انتقاء الأفضل من لاعبيها صحبة المدير الفني كمال رقاية حتى يكون العمل متكاملا.
ينتظره المدرب الوطني «أنطونو جاكوب» عمل كبير في قادم الأيام من أجل الحفاظ على هذا اللقب والسير في خطوات النجاح ذاتها وحتى لا يتكرر سيناريو تجربته السابقة فالكل يذكر أن الرجل الذي لا يمكن التشكيك في قيمته قاد المنتخب في 2003 الى احراز بطولة افريقيا للأمم ولكنه اخفق بعدها في مناسبتين في 2005 و2007.

من أجل الأفضل
دخل المنتخب الوطني للأكابر مع المكتب الجامعي السابق في 2014 بوابة الدوري العالمي، تلك المنافسات ساهمت في تحسن أدائه من مشاركة الى أخرى ومكنت لاعبيه من خبرة اضافية والجامعة عليها أن تؤكد مشاركته في النسخة الجديدة وتواجد منتخب الكبريات أيضا وحجة غياب الموارد المالية لن تكون مسموحة بما أن النجاح يجب أن يتبع دائما بخطوة اخرى ايجابية، عناصرنا الوطنية كادت أن تنهي في الصدارة في دورتي النسخة الماضية لولا بعض الأخطاء ومن المؤكد أنها ستقدر على الأفضل في النسخة المنتظرة.
سيكون على المكتب الجامعي بقيادة فراس الفالح ايجاد موارد مالية ذاتية اذا أراد النجاح في بقية مدته النيابية والتخلص من تبعيته لسلطة الاشراف التي كلفته الكثير في عامه الأول فالكرة الطائرة استعادت مكانتها بعد التتويج القاري ولا بد أن تظل دائما هناك في الصدارة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115