الكرة الطائرة تونس «تكسّر» الهيمنة المصرية وتعتلي عرش إفريقيا عن جدارة واستحقاق

عاد المنتخب الوطني للأكابر مساء أمس محملا بالتاج القاري التاسع في تاريخه من مصر بعد تغلبه بامتياز على أصحاب الأرض في نهائي بطولة افريقيا للأمم بثلاثة أشواط نظيفة، تتويج جاء بعد 14 سنة بالتمام والكمال عاشت خلالها الكرة الطائرة التونسية الخيبة تلو الأخرى وعجزت عن تجاوز منتخب مصر الذي كان المرشح الأول للتتويج بما أن الشكوك كانت

تحوم حول منتخبنا خاصة بعد مردوده المخيب للامال في مباراتين له مع ليبيا في الدور الأول ومع الجزائر في المربع الذهبي.
تمكن المنتخب الوطني من فك العقدة واستعاد الريادة قاريا والأهم من ذلك أن هذا جاء على حساب المنتخب المصري الذي تعود أسباب خسارته لمباراة النهائي في المقام الأول الى استسهال ذاك اللقاء ومنتخبنا في الان ذاته ووقوعه في فخ الغرور والتعالي بما أنه كان في اعتقاده أن عناصرنا الوطنية لن تتدارك أخطاء مباراة المربع الذهبي أمام الجزائر، منتخبنا قدم درسا في العطاء و«القرينتة» وحب الراية الوطنية وأجبر المنتخب المصري على البقاء خلفه وفي مكانه الطبيعي كما كان الحال قبل 2003.
يعود الاستحقاق في هذا التتويج الى اللاعبين الذين كانوا «رجال» على الميدان فكل لاعب استبسل من موقعه في الدفاع عن ألوان المنتخب ولم يدخر أي جهد، جيل مزج بين الخبرة والطموح وأكد علو كعبه وأنه الأفضل وأن المستقبل سيكون له دون منازع.. جيل استحق اللقب عن جدارة وتمكن من خلال مباراة وحيدة من قلب الموازين وطي صفحة الفشل الذريع الذي عاشته الكرة الطائرة طيلة الـ14 سنة الماضية.

المنعرج
سيكون الفوز بهذا اللقب التاسع في تاريخ الكرة الطائرة التونسية المنعرج نحو كل ما هو ايجابي، هذا التتويج سيكون نقطة البداية لهذه اللعبة نحو استعادة مكانها الطبيعي بين الرياضات الوطنية فالكل على بينة بأن الكرة الطائرة هي اللعبة الأكثر تتويجا في تونس واللعبة التي تملك أكثر مشاركات في جميع المنتخبات خاصة بالنسبة للأكابر على المستوى القاري أو العالمي أو الأولمبي واليوم ان الاوان لأن تحظى بالمكانة التي تستحقها من ناحية الدعم من أعلى سلطة والأهم البث التلفزي بما أنها غابت في السنوات الأخيرة عن الشاشة وبث مبارياتها صار يقتصر فقط في كل موسم على نهائي الكأس والأمر كذلك بالنسبة للبطولة دون مقابل.. هذا التتويج مؤكد سيفتح الباب أمام الاستثمار في هذه اللعبة من قبل المستشهرين خاصة بالنسبة للمنتخبات الوطنية التي لم تجد الدعم مؤخرا إلا من مستشهر وحيد هو الخطوط التونسية والسبب خسارة منتخب الأكابر للتاج الافريقي في كل مرة.. ملف لا بد من أن تضع الجامعة من أولوياتها بما أن الحجة السابقة صارت «باطلة» وهيبة الكرة الطائرة عادت من أوسع باب.

لكل ذي حق حقه
لم يأت هذا الانجاز من عدم وإنما كان ثمرة العمل الذي قام به الاطار الفني السابق للمنتخب المتكون من الثنائي المساعد رياض الهذيلي ونور الدين حفيظ وبقيادة فتحي المكور الذي ولئن عجز عن قيادة عناصرنا الوطنية الى التتويج باللقب القاري في كل مرة طيلة مهامه إلا أنه أعد مجموعة من اللاعبين سبق وأن تابع مسيرتهم منذ منتخبات الشبان وتألقوا معه في كل المسابقات التي خاضوها بقطع النظر عن حصيلة النتائج و»جاكوب» يعتبر أكثر من محظوظ بما أنه وجد المجموعة جاهزة كما يجب وتضم عناصر تملك امكانيات فنية وبدنية أقل ما يقال عنها أنها ممتازة وسمتها الانضباط والعمل الجدي تمكنت من جني ثمار سنوات طويلة من التضحية والعمل والصبر، المكتب الجامعي السابق بدوره وفر كل الامكانيات ولم يلغ أي مشاركة لأي منتخب سواء تعلق الأمر بالأكابر او الكبريات وعامل الكل سواسية رغم الضائقة المالية ورغم عزوف المستشهرين ولعل الديون التي تعاني منها الجامعة الى اليوم خير دليل على ذلك.. جدير بالذكر أن العناصر الشابة الموجودة مع المنتخب هي صاحبة لقب أول نسخة في «كان» 2015 مع منتخب أقل من 23 سنة وسبق أن شاركت مع البقية في مختلف تربصات الأكابر مع «المكور».

الجامعة أيضا
يعود الاستحقاق في هذا التتويج الى المدير الفني كمال رقاية الذي ما انفك يكرس كل وقته وحتى اوقات فراغه لخدمة مصلحة الكرة الطائرة سواء تعلق الأمر بالفرق أو المنتخبات الوطنية وفي متابعة وانتقاء الأفضل من اللاعبين، جندي من جنود الخفاء يعمل في صمت وبعيدا عن كل ضوضاء لا بد من الاعتراف بما يقوم به من تضحيات لفائدة هذه اللعبة وبات من الضروري دعم جهوده من أجل خطوة أخرى نحو الأفضل.
أولى رئيس الجامعة فراس الفالح ومنذ تنصيبه على رأس الجامعة في نوفمبر الماضي أولوية مطلقة لمنتخب الأكابر ووضع كل الامكانيات تحت تصرفه وفاز بالرهان ولكن عيبه أنه لم يدرك بعد أن الكرة الطائرة ليست فقط منتخب الأكابر فهناك أيضا منتخبات للشبان ومنتخب للكبريات الذي لو توفرت له نصف الامكانيات التي توفرت للأكابر لتمكن بدوره من العودة من الكامرون ببطاقة المونديال والتاج القاري الرابع في تاريخه ولكانت الحصيلة تاريخية بأتم معنى الكلمة ولكانت هناك ثلاثية بما أن منتخب أقل من 23 سنة في الذكور لم يتمكن من المشاركة في «الكان» الأخيرة في الجزائر بسبب خطإ إداري.

«جاكوب» وفك العقدة
تمكن المنتخب من فك العقدة ومن اضافة اللقب التاسع في تاريخه وهذا التتويج جاء مع مدربه القديم الجديد الايطالي «أنطونيو جاكوب» الذي كان شاهدا على اخر لقب لعناصرنا الوطنية في 2003.. جاكوب وبفضل دهائه عرف كيف يهزم المنتخب المصري الذي سبق أن عاد معه من تونس بالذات باللقب في 2013 بفضل الفكرة الكافية التي يمتلكها عن كافة المجموعة واليوم ينتظره عمل كبير بما أن المنتخب قام بأخطاء كانت ستبعده مبكرا عن «الكان» وواجب تداركها من أجل صورة أفضل في قادم الاستحقاقات أولها النسخة الجديدة من الدوري العالمي في انتظار معرفة ان كانت الجامعة ستتشبث بموقفها بخصوص عدم المشاركة في البطولة العربية للأمم أم ستتراجع وتؤكد تواجد المنتخب.

هل تكون النسخة القادمة في تونس؟
ستكون حظوظ تونس وافرة إذا تقدمت بطلب استضافة النسخة القادمة 2019 لبطولة افريقيا للأمم بما أنها حاملة اللقب والأهم بما أن مصر لن يكون بمقدورها الترشح بطلب مماثل بعد أن استضافت نسختي 2015 والنسخة الأخيرة، اخر نسخة استضافتها تونس انت في 2013 وان الوان لتجدد التجربة من اجل لقب على ميدانها وأمام جماهيرها مثل ما كان الحال في 2003.

ثلاثي الأفضل قاريا
عاد المنتخب باللقب القاري ومعه عاد بثلاث تتويجات فردية مستحقة بعد ان تم اختيار خالد بن سليمان أحسن موزع في «الكان» وأنور الطاورغي أحسن ليبيرو واسماعيل معلى أفضل لاعب من بين كل نجوم بقية المنتخبات المشاركة والحصيلة كانت ستكون أرفع لو تم انصاف حمزة نقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115