النادي الإفريقي إيقافات في صفوف الأحباء..»سيموني» يؤكد البقاء والجماهير تحملت كل العناء

عندما يعانق الحلم عنان السماء تكون الصدمة أشد قسوة للجميع وهذا ملخص ما حدث للنادي الإفريقي في مباراة إياب نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي حيث منت جماهير الاحمر والابيض ومسؤولوه ولاعبوه النفس بالوصول إلى النهائي لعله يخفف واقع المشاكل الكبيرة التي يعانيها الفريق لكن الصدمة كانت قوية وردة الفعل كانت أقوى ووصلت إلى حد غير مقبول.

الأماني كانت كبيرة والطموحات علقت على زملاء خليفة ليصنعوا الحدث لكن نسخة المدرب الإيطالي «ماركو سيموني» أسقطت كل ما حققه الفريق في المسابقة القارية بما أن الإفريقي تكبد أول هزيمة على أرضه وأعلنت نهاية الحلم وتبخره على صخرة فريق «سوبر سبورت يونايتد» الجنوب إفريقي الذي استحق العبور والتأهل إلى المشهد الختامي لكأس الاتحاد الإفريقي.

الجميع يتحمل مسؤولية الهزيمة والإخفاق الكبير لفريق باب الجديد لكن يبقي الاستثناء الوحيد هو جمهور الأحمر والأبيض الذي لبى نداء والواجب وكان وفيا لعاداته في تشجيع زملاء العيفة بل أكثر من ذلك بما أنه ساند الفريق طيلة المواجهة وحضر بأعداد غفيرة فاقت التوقعات إلا أن المكافأة التي تلقاها كانت هزيمة جديدة أعلنت الغضب وفرضت عليه الخروج عن النص.

إيقافات..إصابات وأعمال عنف
رغم الإجراءات الأمنية المكثفة كانت جماهير الإفريقي ملتزمة بشكل كبير حتى أنها رسمت «دخلة» جديدة رائعة في سجلها وحتى بعد تسجيل فريق سوبر سبورت يونايتد الهدف الأول واصلت الجماهير تشجيعها لنادي الإفريقي لكن الهدف الثاني أعلن الغضب في المدرجات وانطلقت شرارة المواجهات مع رجال الأمن الذي تحركوا وأفرغوا «الفيراج» حتى لا تحصل الكارثة في ظل الغضب الجماهيري الكبير الذي أعلن المواجهات التي راح ضحيتها 9 أشخاص بالإضافة إلى أحد أعوان الأمن ليتم نقلهم إلى المستشفي.
حافلة اللاعبين بدورها تعرضت إلى التهشيم من طرف عدد من جماهير الإفريقي حيث تهشم البلور الخلفي والجانبي فيما كان محيط أولمبي رادس مسرحا للمواجهات بين الجماهير ورجال الأمن التي أوقفت 37 محبا أذنت النيابة العمومية بإيقافهم على أن يتم عرضهم أمام القضاء اليوم الثلاثاء.

«سيموني» يؤكد المواصلة
أصبح المدرب الإيطالي «ماركو سيموني» وإطاره المساعد المطلوب رقم واحد لجماهير النادي الإفريقي التي أنزلت عليه غضبها سواء في المباراة بوابل من الشتائم أو القوارير حتى أن موجة الغضب تواصلت مطالبين الهيئة بالتحرك وإنهاء إقامة الإيطالي على رأس الفريق لكن جاء التفنيد من المدرب الذي أكد أثر المواجهة أنه سيواصل عمله وأنه لن يغادر الفريق...

ويعي الإيطالي أن هيئة النادي الإفريقي لا يمكنها الاستغناء عن خدماته في ظل الشرط المالي الكبير من أجل القطيعة والبالغ قرابة 900 ألف دينار وفي ظل الأزمة المالية الحالية فإن مسؤولي الإفريقي غير قادرين على أخذ قرار تنحية «سيموني» ومن معه وهو ما زاد في قناعات الإيطالي بالبقاء خاصة أنه يدرك أن رحيله سيكون أضمن من إعلانه المغادرة بما أن هذا القرار سيجعله يخرج دون عائدات مالية وهو الذي تعود على «غنيمة» أبعض الحلال في تجاربه السابقة في دوري الدرجة الثانية الفرنسية.
بلغة النتائج والأرقام فإن الإيطالي فشل في مهمته مع النادي الإفريقي بل أكثر من ذلك بما أنه هدم كل ما بناه الفريق في الموسم الماضي لكن مغادرته تبدو صعبة ومعقدة رغم المطالبة الجماهيرية برحيله إلا أن ضيق ذات اليد والبند التسريحي الخرافي لرحيله جعل هيئة الأحمر والأبيض في ورطة ستتضاعف مع الضغط الجماهيري الرهيب من أجل إقالة المدرب الإيطالي.

حادثة غريبة
القرار الإداري في النادي الإفريقي دائما ما اتسم بالمزاجية وسيطرت عليه الأهواء والكل يتذكر إقالة المدرب نبيل الكوكي في الشوط الأول من مواجهة نادي حمام الأنف ليأتي قرار تنحية المدرب شهاب الليلي مع بداية الموسم الحالي ليؤكد النشاز الذي يميز القرار الإداري في نادي باب الجديد... ما جعلنا نعود لهذه المعطيات هو الحادثة التي جدت في مباراة الأحد حيث نزل نبيل السبعي عضو الهيئة المديرة إلى الملعب وتوجه إلى بنك البدلاء أين وجه كلاما لاذعا للمدرب «ماركو سيموني» بل أكثر من ذلك بما أن البعض تحدث عن محاولة اعتداء من السبعي في لقطة مرفوضة من مسؤول في نادي كبير مثل النادي الإفريقي حيث لم يكن لائقا أن تكون الحركة أمام الجماهير بل كان من المفروض أن تكون في الغرف المغلقة حتى لا تزيد في تشنج الأوضاع خاصة أن حركة السبعي زادت في ثورة الجماهير على المدرب في مقاعد البدلاء.

الحادثة كانت مصدر تأويل كبير انطلقت بعد تصريح المدرب «ماركو سيموني» الذي أكد أنه لا يعرف عضو الهيئة المديرة نبيل السبعي وأنه لن يعلق على الحادثة مؤكدا أنه لن يغادر النادي الإفريقي فيما أكد عضو الهيئة المديرة نبيل السبعي أن تدخله كان بعد غياب المدرب عن المنطقة الفنية واختياره الجلوس في مقاعد البدلاء وهو ما جعل الفوضى تعم لاعبي النادي الإفريقي وبين تصريحات المدرب وعضو الهيئة يتضح جليا العلاقة المستقبلية التي ستربط المسؤولين بالإطار الفني والتي سيكون عنوانها القطيعة.
صحيح أن الحادثة تعد غريبة لكن قد تكون دفعا من الهيئة المديرة للأحمر والأبيض للمدرب للمغادرة وترك مهمة تدريب النادي الإفريقي خاصة أن نبيل السبعي يعد من المؤثرين في القرار في نادي باب الجديد وتحركه قد يكون بطلب من الرياحي على غرار ما حدث مع الكوكي في مواجهة حمام الأنف لكن المؤكد أن «سيموني» لن يغادر كما أعلنها صراحة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115