بالأمس القريب كان مركز التربصات بعين دراهم الوجهة المفضلة للأندية الجزائرية وحتى الليبية وفي هذه الفترة من كل صائفة قد يكون من الصعوبة بمكان أن تجد فيه شغورا لكن الاستقطاب التونسي امتد ليشمل مدنا أخرى دخلت ما يسمى مجال السياحة الرياضية على غرار حمام بورقيبة وسوسة وقمرت رغم الأوضاع الأمنية غير المستقرة.
ناديان فقط من الرابطة الأولى اختارا الجزائر
حسب صحيفة «الشروق» الجزائرية فإن 19 ناديا بين الرابطتين الأولى والثانية في الجزائر اختارت تونس مسرحا لتربصاتها قبل بداية الموسم الجديد من بينها 12 ناديا من الرابطة الاولى ويتعلق الأمر بكل من شباب قسنطينة، مولودية وهران، اتحاد الحراش، أولمبي المدية، وفاق سطيف، اتحاد بسكرة، اتحاد بلعباس، شبيبة القبائل، نصر حسين داي، شباب بلوزداد، نادي بارادو، دفاع تاجنانت مقابل 7 أندية من الرابطة الثانية وهي جمعية عين مليلة، أمل بوسعادة، مولودية بجاية، سريع غليزان، أهلي البرج، مولودية سعيدة، وداد تلمسان. فيما اختار اتحاد الجزائر المتأهل إلى ربع نهائي رابطة الأبطال الإفريقية تركيا مسرحا لتحضيراته وشدت مولودية الجزائر التي تستعد لانطلاق البطولة المحلية وربع نهائي كأس الاتحاد الافريقي الرحال إلى فرنسا واختارت جمعية الشلف المغرب. وعلى هذا الأساس فإن ناديين فقط من الرابطة الأولى برمجا تحضيراتهما في الجزائر ونعني بذلك شبيبة الساورة واتحاد البليدة وهذا الأخير يعاني منذ فترة أزمة مالية حتمت عليه الاكتفاء بالتربص داخل حدود الوطن.
عين دراهم وحمام بورقيبة قبلة الأشقاء الجزائريين
تتوزع الأندية الجزائرية التي تتوافد على بلادنا لخوض معسكراتها بين مراكز التربصات بقمرت وسوسة لكن تبقى الجهة الأكثر استقطابا هي الشمال الغربي وتحديدا مركزي التربصات بعين دراهم وحمام بورقيبة وطبرقة أيضا، عروس الشمال الغربي تستعد في هذا الوقت من كل صائفة لاحتضان الجالية الجزائرية المتوافدة عليها بكل حفاوة سعيا الى دعم السياحة الرياضية والمساهمة في دفع اقتصاد البلاد. واختيار الأشقاء الجزائريين لعين دراهم وحمام بورقيبة وطبرقة ليس من فراغ بل لكونها متاخمة للجزائر وأحيانا فهم يتقاسمون نفس العادات مع الأهالي ومقارنة مع الوجهات الاوربية فهي اقل بكثير من حيث التكاليف دون أن ننسى العوامل الطبيعية والمناخية. ويمتد مركب عين دراهم الذي تم إنشاؤه سنة 1994على مسافة 13 هكتارا ويبعد عن المدينة بحوالي 3 كيلومترات ونصف. ويتوفّر المركّب الذي بلغت كلفة انجازه 3 مليارات على 3 ملاعب رئيسية و3 ملاعب فرعية كلها ذات عشب طبيعي إضافة إلى قاعة متعددة الاختصاصات وقاعتان لتقوية العضلات فضلا عن مضمار اولمبي وحمام بخاري دون أن ننسى المسالك الصحية والغابية المتميزة.
نقص التجهيزات الرياضية ابرز أسباب الهجرة الجزائرية...
في سنوات السبعينات والثمانينات قد يكون الحديث عن الفوارق في التجهيزات بين الجزائر وبعض الدول العربية الأخرى غير جائز مع ما تتوفر عليه بلد المليون شهيد من مرافق رياضية لكن مع تطور السنوات وتزايد عدد الأندية بات الضغط كبيرا على المرافق الرياضية من المنتخبات والفرق الأمر الذي حتّم على بعضها اختيار طريق الهجرة لتأمين أفضل التحضيرات قبل ضربة بداية الموسم الرياضي. فبدأت الأندية الجزائرية تتوزع بين أوروبا ودول المغرب العربي على غرار المغرب وتونس. بلادنا باتت تستقطب في السنوات الأخيرة عددا محترما من الأشقاء الجزائريين ويكفي أن نشير إلى انه في سنة 2015 توافد على مراكز التربصات التونسية 25 ناديا جزائريا مقابل 19 ناديا في السنة الحالية بين أندية الرابطتين الأولى والثانية استعدادا لضربة بداية الموسم الجديد يوم 25 أوت الحالي.
عامل ذهني
يضطلع التحضير لبداية الموسم بأهمية كبرى خاصة أنه المعيار الأمثل لتحديد جاهزية الفريق لبداية طيبة في الموسم و تجنب كل المظاهر الناجمة عن نقص الاستعدادات البدنية من إصابات وإرهاق ولذلك تحرص النوادي على إعداد العدة كما يجب وبرمجة تربصات داخلية وخارجية بما تتطلبه من تكاليف وكل ذلك يهون من اجل إرضاء الأنصار وتفادي غضبهم واحتجاجاتهم على النتائج. في السنوات الأخيرة باتت التربصات الخارجية موضة في المشهد الرياضي الجزائري واستأثرت بلادنا بالنصيب الأوفر من استقطاب الاشقاء الجزائريين، ويفسّر البعض ذلك بأنه عامل ذهني فعلاوة على العلاقة التاريخية المتينة بين البلدين فتونس والجزائر يتقاربان من حيث العادات والمناخ دون أن ننسى أن خوض تربص خارجي من شأنه أن يخلّص الأندية من ضغط الجمهور ومحاصرته اللصيقة في التمارين بما لا يدع مجالا للإطار الفني للتعرف الامثل على جاهزية مجموعته وخاصة العناصر الوافدة حديثا.
استنزاف للعملة الصعبة
يصف بعض الملاحظين ووسائل الإعلام الجزائرية أن ما تقدم عليه الأندية الجزائربة من اختيار وجهلت خارجية لتربصاتها هو بمثابة استنزاف للعملة الصعبة حتى من طرف الأندية التي لم تدخل بعد مرحلة الاحتراف وتشتكي من قلة ذات اليد ولكنها تشد الرحال في تربصات خارجية اغلبها في تونس لو توفرت لها الفرصة متحجّجة بنقص المرافق الرياضية المتوفرة في الجزائر.
وحسب بعض الملاحظين في الجزائر فإن كلفة إجراء تربص لأسبوعين في تونس بالنسبة الى فريق واحد تتجاوز 7 آلاف دينار دون الحديث عن المصاريف الأخرى المتمثلة في تكاليف الرحلة ونفقات الحكام الذين يديرون مبارياتها الى حد ارتفعت فيه الاصوات المنادية لسلطة الاشراف بالتدخل والزام الفرق الجزائرية بترشيد مصاريفها والتقليل من التربصات الجزائرية.
لمحة عن بعض المباريات الودّية للأندية الجزائرية
أولمبيك مدنين - جمعية عين مليلة (3 - 2)
النادي البنزرتي – اهلي بوعريريج (2-2)
النادي الافريقي – اولمبيك مدية (1-1)
النجم الساحلي – وفاق سطيف (3 – 0)
هلال الشابة – وفاق سطيف (1 - 3)
اتحاد بن قردان – مولودية وهران (0 - 1)
شبيبة القبائل – السويحلي الليبي (1 - 3)
أمل بوسعادة – اتحاد سكرة (2 - 1)