يضرب الترجي الرياضي اليوم موعدا مع الفتح الرباطي المغربي في الدور نصف النهائي من البطولة العربية للأندية التي تحتضنها مصر إلى حدود 5 أوت بداية من الساعة السابعة مساء بإدارة الحكم السعودي تركي الخضير في مباراة يسعى خلالها الأحمر والأصفر إلى المرور الى الدور النهائي و تعزيز حلم التتويج باللقب الثالث في تاريخه بعد 1993 و2009 أمام فريق طموح يشق خطاه بثبات في أول مشاركة ضمن المسابقة العربية.
حيرة ايجابية
يمكن القول إن الإطار الفني للترجي الرياضي استغل المسابقة العربية كأفضل ما يكون لمنح الفرصة إلى بعض العناصر خاصة التي طالت مدة بطالتها للمشاركة في منافسات رسمية وإن انقضت بعض الأسماء على الفرصة بشراسة فإن البعض الآخر مر بجانب الحدث على غرار متوسط الميدان الياس الجلاصي الذي لا تزال بورصة مردوده في تراجع مستمر الأمر الذي حتم إخضاعه الى تمارين فردية تؤكد انه سيكون خارج الحسابات في بقية مسيرة البطولة العربية.
وأمام ثراء الرصيد البشري وتقارب مستوى بعض الأسماء فإن ذلك سيطرح إشكالا في الاختيارات بالنسبة الى المدرب فوزي البنزرتي خاصة فيما يتعلق بمحور الدفاع واختيار الاسم الجديد الذي سيعاضد شمس الدين الذوادي فعلي المشاني قدّم أداء محترما أهّله لضمان مكان بالتشكيلة المثالية لدور المجموعات ومنتصر الطالبي ينطلق بطموح كبير لصعود سلم النجاح وضمان مكان في التركيبة الحمراء و الصفراء. نفس الغموض لا يزال يخيم على الاختيارات في خط الوسط حيث لا يُعرف إن كان قائد الكتيبة الترجية سيدفع غيلان الشعلالي صاحب المركز الأول في إحصائيات التمريرات الصحيحة بـ70 تمريرة كلاعب ارتكاز ثالث أو انه سيلعب ورقة سعد بقير كصانع العاب.
وفرض البنزرتي «الويكلو» على التمارين الأخيرة لفريق باب سويقة حتى يتسنى له التركيز على إعداد الوصفة اللازمة للإطاحة بالفتح الرباطي الذي يضم في صفوفه أفضل لاعب في البطولة وهو صانع الألعاب محمد فوزير. ويدرك الترجيون أن المنافس المغربي عتيد وفي جرابه عديد نقاط القوة على غرار سلاح الهجمات المرتدة التي مكنته من تسجيل 3 أهداف في مرمى النصر السعودي.
المؤدب في الموعد
يدرك أهل القرار في الترجي أن قدر الفريق المراهنة على الألقاب دون التماس أعذار الإرهاق والمناخ والرصيد البشري وغيرها خاصة أن بسط النفوذ عربيا وإفريقيا يتطلب عدة تضحيات وتوفير مستلزمات النجاح وهو ما يحرص عليه رئيس النادي حمدي المؤدب الذي حرص على مواكبة الحصة التدريبية ليوم الثلاثاء وكانت له محادثات مع زملاء طه ياسين الخنيسي حثهم خلالها على تقديم مردود جيد للمرور إلى الدور النهائي والمراهنة بجدية على التاج العربي الذي غاب عن خزينة الألقاب الترجية منذ 8سنوات.
صراع هجومي
أنهى الفتح الرباطي دور المجموعات في الطليعة على مستوى أفضل الخطوط الهجومية من خلال تسجيل 7 هداف في 3 مباريات بمعدل أكثر من هدفين في كل مباراة من بينها 3 أهداف سجلها محمد فوزير في مرمى النصر السعودي في الجولة الثانية من مرحلة المجموعات، متقدما على الترجي الرياضي الذي سجل خطه الأمامي 6 أهداف.
وحسب لغة الأرقام فإن الفتح تعوّد بلوغ شباك منافسيه منذ الأشواط الأولى والدليل انه سجل هدفين فقط من أصل 7 خلال الشوط الثاني على خلاف الترجي الرياضي الذي ينتفض في الفترة الثانية خاصة ان 4 أهداف من أصل 6 حصلت في الفترة الثانية فلمن سيؤول صراع أفضل خط هجوم؟
الصحافة المغربية تشيد بالفتح
شكّل تأهل الفتح الرباطي المغربي إلى الدور نصف النهائي من البطولة العربية للأندية في أول مشاركة له بالمسابقة محور اهتمام الصحافة المغربية التي أشادت بأداء الفريق معتبرة انه نجح في تشريف الكرة المغربية ورشّحته للصعود على منصة التتويج في صورة محافظته على تألقه مشيدة بالعمل الكبير للمدرب وليد الرّكراكي الذي قاد الفريق للتتويج بكاس العرش سنة 2014 والدوري المغربي سنة 2016.
ويعوّل مدرب الفتح على تألق صانع الألعاب محمد فوزير وهو ما جعله محور اهتمام أكثر من ناد عبّر عن رغبته في الظفر بخدماته على غرار النصر السعودي، نادي الإمارات والأهلي والزمالك المصريين وفي الوقت الذي يسعى فيه فوزير إلى طرق أبواب تجربة احترافية أوروبية تفتح له سبل حجز مكان في تشكيلة أسود الأطلس فإن إدارة الفتح قد لا تصمد أمام الإغراءات المادية للفرق التي دخلت بقوة صراع المنافسة على ضم ابن 25 ربيعا وبالتالي قد تخالف رغبته في الإحتراف بالقارة العجوز.
برنامج اليوم
ملعب الاسكندرية س19.00
الترجي الرياضي – الفتح الرباطي (اون سبورت المصرية ،قناة النيل، ابو ظبي الرياضية)
لغة الأرقام قبل حوار الاقدام
أسبقية ترجية
تشير لغة الارقام ان الترجي تقابل مع الأندية المغربية في مختلف المسابقات القارية و الإقليمية في 17 مناسبة حقق فيها الأحمر و الأصفر 7 انتصارات مقابل 7 تعادلات و3 هزائم وأمطر الترجيون شباك الاندية المغربية في 21 مرة فيما اهتزت شباكه في 14 مناسبة.
ويطمح شيخ الاندية التونسية الى تجاوز عقبة الدور نصف النهائي للمسابقة العربية على غرار نسخة 1993 التي توجها بالحصول على اللقب اثر الفوز في النهائي على المحرق البحريني بثلاثية نظيفة قبل ان يضيف اللقب الثاني في تاريخه سنة 2009 اثر انتصاره في نصف النهائي على وفاق سطيف (1 - 0) ذهابا و(2 - 0) إيابا مع العلم انه واجه في الدور نصف النهائي الوداد البيضاوي المغربي وحقق الفوز ذهابا بهدف لصفر قبل أن يتعادل في حوار العودة بهدف لمثله.
على خلاف ذلك فإن نهاية مشاركته في نسخة 1986 لم تكن سعيدة إذ فشل في التتويج باللقب بعد هزيمته أمام الرشيد العراقي كما هو الشأن سنة 1995 حيث تجاوز في المربع الذهبي عقبة شباب بلوزداد الجزائري قبل ان يسقط في فخ الهلال السعودي في المباراة النهائية اثر الهزيمة بهدف دون رد.
من أجل النهائي الرابع للفرق المغربية
يمضي الفتح الرباطي الذي يسجل ظهوره الأول في المسابقة العربية على وجود الأندية المغربية للمرة السادسة في نصف النهائي مع تحقيق العبور للمباراة النهائية في 3 مناسبات. وكانت البداية موفقة مع الوداد البيضاوي في نسخة 1989 بما انه توج باللقب اثر فوزه على الهلال السعودي (3 - 1) وشهدت دورة 1996 تأهل الرجاء البيضاوي الى نصف النهائي لكنه اكتفى بكرسي الوصافة اثر هزيمته في النهائي امام الاهلي المصري بنتيجة (3 - 1) وبعد 10 سنوات تمكّن الرجاء من تجاوز سوء الطالع وتجاوز عتبة الهلال السوداني في نصف النهائي قبل أن يصعد على عرش الكرة العربية بعد انتصاره على انبي المصري (2 - 1) ذهابا و(1 - 0) إيابا. ولم ينسج الوداد البيضاوي سنة 2008 على منوال الرجاء فرغم انتصاره في نصف النهائي على حساب الفيصلي الأردني (2 - 1) ذهابا و(0-0) إيابا فإنه سقط في فخ وفاق سطيف في النهائي بهزيمته بهدف لصفر ذهابا وإيابا ورافقه الفشل مرة أخرى في نسخة 2009 أمام الترجي الرياضي بعد الهزيمة بهدف نظيف في الذهاب والتعادل سلبيا في الإياب.