ستجد الجامعة نفسها دون أدنى شك بين أمرين كلاهما صعب إما إيجاد حل والتراجع عن قرار عدم مشاركة منتخب الكبريات في «الكان» أو التمسك بذاك القرار ومواجهة مسؤولي الفرق النسائية، الجامعة هي المسؤول الأول عن هذه اللعبة وستكون مجبرة على إيجاد تسوية لهذا الموضوع إذا أرادت تفادي الأسوأ في قادم الأيام فالتنديد بقرارها وإستنكاره يبقى حقا مشروعا من المسؤولين عن الفرق النسائية بما أنهم قدموا تضحيات عديدة من أجل تكوين الفرق واللاعبات ووضعوا كل الإمكانيات من أجل تحقيق الأهداف المرسومة وتلك الأهداف والأحلام يرونها اليوم سائرة نحو الضياع بعد هذا القرار الأخير.
كان بإمكان الجامعة تفادي هذا المشكل لو حكّمت العقل قليلا ولو أخذت بعين الإعتبار الإنجاز التاريخي لنسائي قرطاج الذي أعاد تاج بطولة إفريقيا للأندية البطلة للسيدات إلى خزينة «الطائرة» التونسية بعد 28 سنة من الغياب، تلك النهائيات شاركت فيها ثلاث فرق النادي الصفاقسي ومستقبل المرسى ونسائي قرطاج المتوج باللقب وكلها قدمت أداء متميزا وشرفت الكرة الطائرة النسائية وبرهنت أن مستقبلها سيكون أفضل ولكن وقع ما لم يكن في الحسبان وبدل الإستثمار في ذاك النجاح حصل العكس وجاء القرار الذي سيعيد هذه اللعبة آلاف الخطوات إلى الوراء وإلى نقطة الصفر التي قد يصعب كثيرا تجاوزها في قادم الأيام بما أن الفرصة لن تسمح مجددا فتكوين جيل يراهن على الألقاب يتطلب سنوات طويلة. يوجد في منتخب الكبريات جيل هو الأفضل منذ سنوات وجهوده وتضحياته ومسيرته تستحق أن تتوج بتاج قاري وبالتواجد في المونديال للمرة الرابعة في تاريخ «الطائرة» النسائية بما أن الفرصة تعد أكثر من سانحة لتحقيق هذا الرهان ولكن ليس كل ما يتمناه منتخب الكبريات يناله فالحلم سيذهب سدى ما لم تراجع الجامعة مجددا قرارها وما لم تع سلطة الإشراف قيمة هذا المنتخب وتمد له اليد التي تنتشله من الفراغ الذي سيواجهه بعد «كان» الكامرون.
خصمت سلطة الإشراف نصف الميزانية والجامعة قررت بعدها أن تكون الأولوية لمنتخب الأكابر الذي لا تبدو حظوظه في الواقع مضمونة للعودة من مصر بالتاج الإفريقي في أكتوبر القادم و»الهدم» طال مباشرة منتخب الكبريات في وقت كان لزاما أن يكون القرار عادلا وتتم معاملة المنتخبين على القدر ذاته من المساواة وهذه الخطوة ستوجد دون أدنى شك مشاكل وقطيعة بين مسؤولي الفرق النسائية والجامعة التي كان بإمكانها التروي قليلا في قرارها بما أنه كان بمقدورها إتخاذ قرار ذاته مع منتخب الأكابر فتحضيرات هذا المنتخب مكلفة أكثر والعجز المالي فاق حده والمكتب الجامعي لم يتمكن من إيجاد مخرج له.
أين اللجنة المكلفة الإستشهار؟
توجد في الجامعة لجنة مكلفة بالإستشهار مهمتها الأولى والأخيرة البحث عن موارد مالية إضافية تؤمن حاجيات المنتخبات الوطنية مثلما هو معمول به في بقية الجامعات الرياضية الجماعية والخصم في الميزانية لا يمكن أن يكون ذريعة ومبررا لحرمان منتخب الكبريات من المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا وهذه اللجنة عليها أن تطرق أكثر من باب وتوجد حلولا من أجل تأمين رحلة فتيات المنتخب إلى الكامرون.
التعاون بين الطرفين مطلب ملح
بات الأمر ملحا والتعاون بين الجامعة ومسؤولي الفرق النسائية سيكون حلا مجديا فالحوار مطلب أساسي إذا أراد الجانبان تفادي صدام قد يزعزع ما تم بناؤه لسنوات والجامعة عليها أن تجلس إلى رؤساء الأندية وتبحث معهم عن حل يخرج الطرفين من أزمة الثقة بما أن الكل مستعد للوقوف إلى جانب المنتخب والدفاع عن مصلحته.
اعتبر المكتب الجامعي أن تتويج نسائي قرطاج بتاج بطولة إفريقيا للأندية البطلة في أفريل الماضي أول مكسب في فترته النيابية وهذا سيلزمه بالدفاع عن مصلحة منتخب الكبريات حتى لا يبقى ما قيل مجرد تصريح وما تم الوعد به خلال الحملة الإنتخابية مجرد شعارات لن تطأ يوما أرض الواقع.
مازالت الجامعة إلى حد الان في انتظار المبلغ الذي سيرصد لها من الميزانية التكميلية لوزارة شؤون الشباب والرياضة حتى تتراجع من عدمه في قرار عدم مشاركة منتخب الكبريات في «الكان» وهذا ربما لن يحتمل انتظاره أكثر مسؤولو الفرق النسائية الذين يبقى دائما موقفهم حقا مشروعا فما الجدوى من تكوين فرق ما دام المنتخب مرآة هذه اللعبة لن يشارك في أهم تظاهرة؟
سينتظر الكل ما ستؤول إليه الأمور في قادم الأيام حول قرار الجامعة وموقف سلطة الإشراف تجاه منتخب الكبريات والخطوة التي سيتم إتخاذها من رؤساء الفرق النسائية..موضوع للمتابعة.