خاصة بعد الإعلان عن التقرير المالي للمواسم بين 2012 و2017.
صحيح أن المؤشرات كانت تصب في أجواء مشحونة لكن المفاجأة كانت كبيرة لجماهير الأحمر والأبيض بعد الحديث عن عجز بلغ قرابة 80 مليارا وهو ما أشعل الأجواء وحتى تدخل الرياحي من أجل تفسير الأرقام لم يقنع الحاضرين الذين أكدوا على ضرورة إسقاط التقرير المالي وهو ما حدث فعلا حيث لم يصادق جمهور الإفريقي الحاضر على أرقام الهيئة المالية.
حضور الرياحي في آخر ساعات الجلسة لم يهدىء الوضع رغم التصريحات التي أطلقها الرجل بل أكثر من ذلك بما أن إعلانه فتح باب الانتخابات مجددا في النادي الإفريقي زاد في توتر الأجواء بما أن العجز المقدم سيجعل العزوف عنوان الخلافة في نادي باب الجديد ليكون شعار «ديقاج» حاضرا في وجه سليم الرياحي.
مؤشرات أولية
أشرنا في مقالات سابقة أن صيف النادي الإفريقي سيكون ساخنا على غرار الحرارة التي تمر بها بلادنا في هذه الأيام حيث أن التوقعات صبت في أن تتسارع الأحداث في محيط نادي باب الجديد وتكون الحرارة كبيرة بداية من الجلسة العامة التقييمية والخارقة للعادة وصولا إلى موضوع تخلي سليم الرياحي عن الرئاسة مرورا بتمديد العقود ووصولا إلى الميركاتو الصيفي دون نسيان الاستحقاق القاري المتمثل في كأس الاتحاد الإفريقي.
الكل كان في انتظار التقرير الأدبي والمالي وخاصة المالي لما سيكشفه من حقائق ظلت جماهير الإفريقي تنتظرها منذ تولي سليم الرياحي رئاسة الفريق حيث غابت الشؤون المالية في الفترة الماضية وتطرق الحديث عن المال في النادي الإفريقي عند تصريحات رئيسه بما قدمه إلى الفريق من جيبه الخاص ومصاريفه على الزيجات والأمور الأخرى وكما كان متوقعا أثار التقرير المالي دهشة جماهير الأحمر والأبيض بل أكثر من ذلك بما أن الصدمة إن صح القول كانت عنوان الإطلاع على التقرير المالي منذ موسم 2014.
جلسة الأمس كانت صاخبة وعرفت خروجا عن النص وفوضى كبيرة خاصة بعد تدخلات عدد من الحاضرين الذين تمحورت تدخلاتهم حول التقرير المالي خاصة مع المشاكل التي يعيشها الفريق سواء واقع حديقة المرحوم منير القبائلي والقضايا في الاتحاد الدولي لكرة القدم مع عدد من اللاعبين وعدة مواضيع أخر.
تأخير البداية
كان من المنتظر أن تنطلق الجلسة العامة التقييمية والجلسة العامة الخارقة للعادة في تمام الساعة العاشرة صباحا في أحد نزل الضاحية الشمالية إلا أن الموعد تأخر وأعلن القائمون عن الجلسة تأخير الموعد بساعة حسب ما ينص عليه القانون الأساسي لنادي باب الجديد فإن الجلسة العامة التقييمية تؤجل بساعة على أن تنعقد بعد انقضائها مهما كان عدد الحاضرين من المنخرطين...
منخرطو النادي الإفريقي يبلغون 677 منخرطا إلا أن القاعة ضمت 50 فقط وهو ما جعل القائمين على الجلسة يتخذون قرار التأخير بساعة سيما أن الحضور لم يتجاوز النصاب القانوني والمتمثل في 50 % زائد واحد أي 339 محبا من أجل انعقاد الجلسة لكن وفي تمام الساعة الحادية عشرة انطلقت أشغال الجلسة العامة التقييمية والخارقة للعادة وكانت البوادر تشير إلا أنها ستكون ساخنة ومتوترة في ظل الظروف التي أحاطت بها وحسب المعلومات فإن عدد المنخرطين وصل إلى 179 منخرطا.
الميزانية من 2012 إلى 2017
بعد التطرق إلى التقرير الأدبي والذي سبقه حديث الناطق الرسمي عن انجازات السنوات الماضية للهيئة الحالية والطرق التي وفرت المال لخزينة النادي الإفريقي كان الانتظار شعار جميع من في القاعة بما أن الكلمة كانت من نصيب المناعي الذي تكفل باستعراض ميزانية النادي الإفريقي في المواسم الخمسة الماضية ومنذ تولي سليم الرياحي سيادة القرار في نادي باب الجديد...
المناعي تحدث عن الميزانية بين 2012 إلى 2017 حيث بلغت 108.246.615 دينار وهو رقم مفزع زاد في توقعات الحاضرين بإن المفاجآت ستكون شعار التقرير المالي وهو ما تأكد بما أن المناعي تحدث عن نصيب سليم الرياحي من ميزانية السنوات الماضية والتي قدرت بـ70.399.000 دينار هي جملة الأموال التي قدمها سليم الرياحي فيما كانت المداخيل طيلة المواسم الخمسة قرابة 37.847.000 دينار من بيع تذاكر ومغازة النادي إلى غير ذلك وهو ما يؤكد التخوفات التي سيطرت على جماهير النادي الإفريقي بأن يكون التقرير المالي ملغوما ويكرس مواصلة الرياحي تولي المهمة خاصة مع مساهمته المادية الكبيرة.
التخوفات تتبلور بالعجز المالي
ساد التوتر قاعة الجلسة العامة خاصة بعد الحديث عن مساهمة الرياحي في ميزانية الفريق حيث بدأ البعض بالحديث عن مسرحية وعن أرقام ملغومة تعبد طريق مواصلة الرياحي وتعلن مديونية الفريق له وهو ما يؤسس لقطع الطريق أمام من يريد خلافته على رأس النادي الإفريقي ويبدو أن مخاوف الحاضرين ترجمها على أرض الواقع الرقم المفزع لديون النادي الإفريقي حيث أعلن المناعي أن عجز الميزانية في الأحمر والأبيض بلغ في موسم 2016 - 2017 قرابة 80 مليار وتحديدا 79.313.325 دينار وهو ما أغضب الحضور وجعل التوتر يسود القاعة خاصة أن الرقم يعد كبيرا ولم يسبق أن سجل في أي فريق في بطولتنا...
ما زاد في غضب الحضور هو أن العجز المالي للنادي الإفريقي يتضاعف وبأرقام مفزعة من موسم إلى أخر فبعد 9 مليارات في ولاية جمال العتروس وصل إلى 13 في سنة 2012 ليبلغ في موسم 2017 قرابة 80 مليارا وهو ما جعل الجميع يرفض الأرقام التي تداولها التقرير المالي بل أكثر من ذلك بما أن التشكيك كان عنوان الجماهير الحاضرة وحتى المتدخلين الذين أعلنوا ضرورة مراجعة هذه الأرقام وعدم المصادقة عليها.
مطالبة الرياحي بخلاص الديون
أكد سليم الرياحي عند توليه رئاسة النادي الإفريقي أن ما سيقدمه إلى الفريق سيكون بعنوان هبة لا ترد وأن كل الأموال التي سيصرفها لن يطالب بردها بعد خروجه من النادي الإفريقي إلا أن تخصيص مصاريفه في التقرير المالي والتأكيد على حجم مساهمته جعل الجماهير الحاضرة تؤكد على ضرورة العودة إلى تصريحات الرئيس السابقة وهو ما تطرق له عدد من المتدخلين من بينهم لطفي الزاهي الكاتب العام السابق للنادي الإفريقي والذي أكد على ضرورة مراجعة التقرير المالي وطرح الأموال التي قدمها سليم الرياحي منذ رئاسته للنادي الإفريقي بما أنه أكد أنها ستكون بعنوان هبة...
على غرار الزاهي طالب عدد من الحضور سليم الرياحي بخلاص الديون المتخلدة في ذمة الفريق قبل أن يفكر في الخروج من النادي وهو بند قامت الهيئة الحالية بتنقيحه وهو ما يجعل الرئيس مطالبا بخلاص الديون قبل الرياحي كما أكد الحضور على ضرورة طرح أموال الرياحي من التقرير المالي حتى تكون الأرقام معقولة ومقبولة مذكرين بموقفه السابق الذي أكد فيه أن الأموال التي قدمها للنادي الإفريقي هي هبة لن يطالب بها في المستقبل.
فوضى عارمة
صبت كل المؤشرات أن الجلسة لن تتواصل في كنف الهدوء خاصة مع المداخلة التي تطرقت للمشاكل التي يعيشها النادي الإفريقي حاليا لتزيد الأرقام المالية في توتر الأجواء في القاعة سيما مع بحث القائمين على الجلسة عن تعليقها وإنهاء فعاليتها في ظل الرفض الكبير للجماهير الحاضرة للتقرير المالي خاصة وهو ما جعل عددا من المسؤولين يؤكد على ضرورة تعليق الجلسة في مقدمتهم مجدي الخليفي إلا أن الرفض كان عنوان الحضور الذين أكدوا على ضرورة تواصل الجلسة العامة وإنهائها عبر المصادقة أو عدمها على التقرير المالي والأدبي وهو ما فرض على المسؤولين ليتم الإعلان عن ضرورة الذهاب إلى الصندوق من أجل معرفة مصير التقرير المالي والأدبي...
وفي تمام الساعة الثانية و8 دقائق أعلن عن بداية المصادقة لكن ذلك لم يتم فعلا في ظل التنظيم غير المحكم بما أن البعض أراد المصادقة عبر رفع اليد وهو ما رفضته الجماهير الحاضرة التي انطلقت في جمع الانخراطات الرافضة للتقرير المالي والأدبي للتأكيد على أنها لن تصادق عليه وهو ما أغضب القائمين على الجلسة الذين بحثوا عن تعليقها لكن تشبث الحضور بضرورة اكمالها جعل النظام يعود من جديد ويتم السير نحو التعرف على قرار المنخرطين في التقرير الأدبي والمالي وذلك بعد ساعة من القرار الأول بإنطلق عملية التصويت.
الرياحي يصل للجلسة
مع توتر الأجواء في القاعة ومطالبة الخليفي بتعليق الجلسة ساد الاعتقاد أن رئيس الإفريقي سليم الرياحي لن يحضر الجلسة لاسيما مع توتر الأجواء ومطالبة الجماهير برحيله عن الفريق إلا أن العكس حصل سيما أن ركب رئيس الأحمر والأبيض حل في القاعة في تمام الساعة الثالثة أين واكب بنفسه عملية التصويت الثانية على المصادقة على التقرير المالي والأدبي كما أن الجميع كان ينتظر كلمة الرياحي بشأن مستقبله مع الفريق وقراره النهائي بشأن مواصلة المشوار من عدمه...
الرياحي أخذ الكلمة حيث انطلق في الحديث عن متابعته لردود الأفعال على التقرير المالي وهو ما جعله ينطلق في تفسير الأرقام الواردة في التقرير مع التأكيد على مساهمة حمادي بوصبيع في مساعدة الفريق فيما واصل رئيس الإفريقي الحديث عن عدة مشاكل من بينها إضراب اللاعبين حيث أكد أنه هناك قانون داخلي متفق عليه مع اللاعبين يجعل الأمور المادية مضبوطة مستعرضا عدة حالات أكد فيها أن اللاعبين مطالبون بأموال للهيئة وليس العكس وذلك بالعودة إلى منحة الانتاج والحضور في المباريات أما فيما يخص المهاجم «روزيك» فأنه أكد أنه تحصل على جرايات جوان إلا أن وكيله هو من أضره وهو ما دفع الإفريقي إلى شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وعن فرعي اليد والسلة تحدث الرياحي أنه من غير المعقول أن يتم تخصيص 2 مليارات ولا يحقق فريقا اليد والسلة ألقابا كما أن الاتفاق كان يقضي بأن يتكفل رئيسا الفرعين بـ60 % من المصاريف إلا أن ذلك لم يحدث وهو ما يفسر القرارات الإدارية الأخيرة.
وعن الديون المتخلدة في ذمة الهيئة أكد سليم الرياحي أن الجميع بإمكانهم الذهاب إلى الجهات المتخصصة في المالية من أجل تدقيق الحسابات المتواجدة في التقرير المالي مضيفا أنه يجدد تصريحه بالتأكيد على أنه يتحمل جانبا كبيرا من الديون في حق النادي الإفريقي.
كرة القدم الأكثر إنفاقا
أعلنت الميزانية الخاصة بالموسم الرياضي 2016 - 2017 معطيات ليست بجديدة على الرياضة التونسية والأندية في بلادنا بما أن الكشف عن التقرير المالي والميزانية لفرقنا الرياضية دائما ما أكد أن فرع كرة القدم هو الأكثر إنفاقا خاصة أن الواجهة الأكبر للمسؤولين الرياضيين والتقرير المالي للنادي الإفريقي لم يشذ عن القاعدة بل أكد ذلك حيث أن فرع أكابر كرة القدم في النادي الإفريقي نال النصيب الأكبر من المال وذلك بتخصيص مبلغ 14.976.937 دينار فيما تحصل فرع الشبان في كرة القدم على مبلغ 824.300 دينار ليأتي فرع كرة اليد في المرتبة الثانية من حيث المصاريف بما أنه تحصل على مبلغ 1.977.692 دينار في هذا الموسم فيما حل فرع كرة السلة في المركز الثالث بإعتمادات مالية قدرت بـ1.491.780 دينار وجاء فرع السباحة في النادي الإفريقي أخيرا بنصيب بلغ 353.447 دينار.
الجماهير تسقط التقرير المالي
قلنا أن الأرقام المالية المقدمة في التقرير المالي أغضبت الجماهير وجعلتها تثور أمام القائمين على الجلسة وحتى تبريرات الرياحي وتأكيده على قانونية الأرقام لم تقنع الجماهير الحاضرة التي تحدث عدد منها في المداخلات عن ضرورة عدم المصادقة على التقرير المالي بما أنه يضر الفريق ويكرس انفراد الرياحي بالقرار ويعد تهديدا صريحا لمستقبل الفريق في قادم السنوات...
تحركات الكواليس تبلورت على أرض الواقع رغم أن الجلسة لم تكتمل حيث لم تصادق جماهير النادي الإفريقي الحاضرة على التقرير المالي وبذلك تم إسقاطه ليكون غير فاعل ويفرض على الهيئة إعادة صياغة تقرير مالي جديد سيما بعد دعوة الرياحي لجلسة انتخابية ستكون يوم 14 جويلية القادم.
ديقاج في وجه الرياحي
يبدو أن تصريحات رئيس النادي الإفريقي لم تقنع الجماهير الحاضرة التي ناقشت كثيرا تصريحات رئيس الأحمر والأبيض وكانت نبرة صوتها متشنجة رغم التفسيرات التي قدمها الرياحي بشأن عدة ملفات في النادي الإفريقي لكن الغضب كان سمة الجماهير الحاضرة التي لم تقتنع بتصريحات رئيس النادي الذي كان قد أعلن عن تكوين لجنة انتخابات وعقد جلسة انتخابية في غضون أسبوعين وهو ما زاد في غضب الجماهير خاصة مع رقم الديون التي قدمها التقرير المالي والذي يجعل أي مرشح يفكر كثيرا من أجل التقدم إلى الانتخابات في النادي الإفريقي من أجل خلافة سليم الرياحي على رأس نادي باب الجديد.
نبرة أصوات جماهير الإفريقي ارتفعت خاصة بعد أن أعلن الرياحي قرار الانتخابات بل أكثر من ذلك بما أنها رفعت في وجهه عبارة «ديقاج» ليخرج الرياحي من الجلسة تحت صافرات الاستهجان والغضب الجماهيري الكبير والمطالبة بالمغادرة نهائيا كرسي رئاسة الأحمر والأبيض.