الأوغندي وانتصار النادي الإفريقي على «الفتح الرباطي» المغربي ليشترك الرباعي في صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط مع اختلاف الحسابات بين الأهداف المقبولة والمدفوعة والأكيد أن هذه المعطيات ستجعل الجولتين القادمتين حاسمتين في مستقبل المجموعة نحو الدور ربع النهائي.
الإفريقي المنتشي بفوزه بكأس تونس عشية السبت كان أمام حتمية الفوز خاصة بعد الأخبار القادمة من نيجيريا بما أن أي نتيجة غير الانتصار ستعقد مهمة الأفارقة في التأهل إلى ربع النهائي وعانى نادي باب الجديد من ثلاثة غيابات مؤثرة تمثلت في الحارس فاروق بن مصطفي والمدافع فخر الدين الجزيري والمهاجم «ماثيو روزيك» وهو ما فرض التغيير والبحث عن حلول بديلة لثلاثي له من الوزن الثقيل في مجموعة المدرب شهاب الليلي.
أمسية رمضانية كبيرة كانت شاهدة على تكرر نفس سيناريو مواجهة الذهاب بما أن الدقيقة الأخيرة من الوقت البديل كانت حاسمة في تحديد هوية الفائز بالنقاط الثلاث والتي اختارت هذه المرة ممثل الكرة التونسية الذي استنجد كالعادة بجماهيره التي ظلت تساند زملاء خليفة وعزيمة لاعبيه من أجل تحقيق فوز مثير أسعد كافة الحاضرين في أولمبي رادس وأعلن مواصلة الأفارقة المنافسة.
جماهير من ذهب
ليست المرة الأولى التي يعود فيها الإفريقي من بعيد في نتائج المباريات فالمواسم الماضية كانت شاهدة على الأهداف القاتلة لفريق نادي باب الجديد فيما شهد الموسم الحالي عدة حالات لعودة أبناء الليلي منها دربي قبل «البلاي أوف» المواجهة الأولى لمرحلة التتويج أمام النادي الصفاقسي وقدمت مباراة الجولة الرابعة لدوري المجموعات من كأس الاتحاد الإفريقي فصلا جديدا من عادات الأحمر والأبيض الذي وجد كالعادة جماهيره المساند رقم واحد والداعم من أجل العودة في النتيجة وتحقيق أحد أهم الانتصارات في هذا الموسم بما أنه حافظ على حظوظ الأفارقة في التواجد مع الفرق الثمانية المراهنة على لقب «الكاف»...
جماهير الإفريقي رغم غضبها من بعض اللاعبين إلا أنها واصلت المساندة بأكثر من ذلك حيث أشعلت الشماريخ حتى أن الرؤية باتت صعبة في رسالة مضمونة الوصول لزملاء خليفة الذين تلقوها جيدا حيث تمكن علي العابدي من إعادة توزيع أوراق المواجهة في تمام الدقيقة 24 من الفترة الثانية ولم تكتف جماهير الأحمر والأبيض بذلك بل واصلت التشجيع لتتصاعد نبرة الأهازيج والأغاني ورغم أن الوقت المتبقي تمثل في دقيقة واحدة من الوقت البديل إلا أن الجماهير طلبت من لاعبيها التقدم إلى الهجوم وإحراز الفوز وهو ما تحقق فعلا في الدقيقة 94 بعد هدف المنياوي لتخرج جماهير الإفريقي كالعادة بعلامة الاستحسان والتقدير وتؤكد أنها تبقي الرقم الصعب في معادلة فريق الشعب.
الإشادة بدور اللاعب الأكثر تأثيرا في النادي الإفريقي والحديث هنا عن الجماهير جاء من الخصم قبل لاعبي الأحمر والأبيض حيث أكد وليد الرقراقي مدرب الفتح الرباطي أن جماهير الإفريقي كانت وراء فوز فريقها بما أنها لم تشك في لاعبيها وواصلت مساندتهم إلى أخر الدقائق مؤكدا أن الفارق في مواجهة سهرة الثلاثاء جاء من طرف جماهير الأحمر والأبيض.
«العمدة» الحاسم
لا يتكلم كثيرا حتى أنه سعيد بالوضعية التي يتواجد فيها في النادي الإفريقي رغم يقينه أنه يملك كل الخصال ليكون مؤثرا في تركيبة المدرب شهاب الليلي لكنه اختار أن تكون إجابته على الملاعب في رسائل مشفرة من المهاجم عماد المنياوي الذي أكد مجددا أنه حاسم بما أنه كان وراء هدف الفوز المحقق على الفتح الرباطي... «العمدة» كما يلقبه عشاق الإفريقي كان على وشك الرحيل والخروج من النادي نحو أولمبيك مدنين لكن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن القائمين على الإفريقي باتوا يدرسون تمديد إقامة حامل القميص «رقم 10» لعدة أسباب أولا أن القائمة الإفريقية فقيرة من المهاجمين وثانيها أن «روزيك» اختار الهروب وأهمها النجاعة التي أظهرها المنياوي كلما احتاجه المدرب شهاب الليلي وكان أهمها مواجهة سهرة الثلاثاء التي أعادت إلى الأذهان كل ما قدمه عماد المنياوي في موسم بطولة 2015 أين تألق وكان حاسما... «العمدة» يعد من اللاعبين الأقل تذمرا في النادي الإفريقي كما أنه يجمع بين المستوي العلمي والأخلاقي والأكيد أن مقولة «لكل مجتهد نصيب» ستكون عنوان مسيرة عماد المنياوي مع النادي الإفريقي الذي يبدو أنها ستطول أكثر مما كان متوقعا ومازال فيها عمر.
بكاء الدخيلي ومساندة اللاعبين
أثبتت الصور التلفزية أن المخالفة التي ارتكبها حارس النادي الإفريقي عاطف الدخيلي لم تكن موجودة إلا أن الحكم المساعد فرض الإعلان عن ضربة الجزاء التي جعلت الغضب كبيرا على حامي عرين النادي الإفريقي العائد بعد غياب طويل ليجد الدخيلي نفسه المتهم رقم واحد بتأخر الإفريقي في النتيجة وهو ما جعله تحت ضغط نفسي كبير طيلة الدقائق المتبقية إلا أن هدف العابدي الأول حرره قليلا ليأتي هدف الخلاص من أقدم المنياوي...
هدف أعلن هستيريا بكاء من عاطف الدخيلي الذي قال: «أشكر كل زملائي بل أخواني على الانتصار المحقق قضيت أصعب مباراة في حياتي خاصة بعد الخطأ الذي ارتكبته وأنا الباحث عن التألق بعد الغياب الطويل لكن كما قلت أشكر اللاعبين كثيرا كان من الصعب أن تخرج هذه الجماهير غاضبة خاصة مع المساندة الكبيرة حققنا الأهم في انتظار المهم»...ووجد الدخيلي مساندة كبيرة من زملائه أثر نهاية المواجهة حتى أن العابدي توجه له وأهداه هدف التعادل.
مبادرة جديدة من جمعية قدماء النادي الإفريقي
لطفي بوشناق يحتفي بالأميرة
تواصل جمعية قدماء النادي الإفريقي صنع الحدث فبعد الدورة الرباعية في كرة القدم والتي نالت إعجاب واستحسان جل مسؤولي الرباعي التقليدي في الكرة التونسية والذين يريدونها أن تكون تقليدا لا مبادرة موسمية... جاء التأكيد على ما تقدمه جمعية القدماء بعد أن نظمت بنجاح سهرة فنية رائقة مع الفنان المتألق لطفي بوشناق احتضنها المسرح البلدي ليلة الثلاثاء للاحتفال مع شعب الإفريقي بإحراز الكأس رقم 12 في تاريخ نادي باب الجديد وفي ظل عشقه للأحمر والأبيض رفض الفنان الكبير الحصول على أي مبلغ وفضل الاحتفاء على طريقته بحصول الأفارقة على الأميرة رقم 12. التنظيم كان محكما بشهادة الجميع والحفلة كانت ناجحة حيث عرفت حضور عدة شخصيات سياسية وبعض السفراء وكان من بين الحضور كاتب الدولة للشؤون الرياضية عماد الجبري وكالعادة أبدع بوشناق وأطرب كل الحاضرين...
وفي دردشة جمعتنا بالناطق الرسمي لجمعية قدماء النادي الإفريقي لطفي القلمامي عبر فيها عن سعادته بنجاح السهرة مؤكدا أن ظروفا خارجية فرضت أن تبرمج الحفلة مع مواجهة النادي الإفريقي والفتح الرباطي إلا أن ذلك لم يمنعه من التعبير عن فرحته في ظل فوز الإفريقي ونجاح السهرة الفنية موجها أصدق عبارات الشكر إلى المطرب لطفي بوشناق على قبوله الفكرة ورحابة صدره مختتما أن الجمعية ستواصل فعالياتها رغم ضيق ذات اليد.