وقفت الجامعة عاجزة ومكتوفة الأيدي بعد خصم مبلغ 400 ألف دينار بالتمام والكمال من ميزانيتها وأرغمت على إتخاذ قرار أكثر من صعب إلغاء مشاركة منتخب الكبريات في نهائيات أمم إفريقيا المقررة في الكامرون في أكتوبر المقبل، قرار سيعيد الكرة الطائرة النسائية ألاف الخطوات إلى الوراء وسيحرم جيلا كاملا من الدفاع عن حظوظه في المراهنة على التاج الإفريقي فالجيل الذي يضمه المنتخب حاليا تم تكوينه بعد مواسم من الكد والعمل من مختلف الفرق التي قامت بتضحيات جسام رغم ظروفها المادية الصعبة وهذا الجيل هو الأحسن منذ سنوات ويستحق أن تتوج جهوده بالأفضل خاصة وأن الفرصة تعد أكثر من مواتية للدفاع عن حظوظه في نيل اللقب الإفريقي بعد أن حلت العقدة وتجاوز نسائي قرطاج مؤخرا في بطولة إفريقيا للأندية البطلة ممثلي كينيا ومصر ووضع «الطائرة» النسائية التونسية في المقدمة ولكن هيهات «فما كل ما يتمناه المرء يدركه» والمنتخب خرج في كل هذا أكبر خاسر.
كانت الفرصة مواتية أمام منتخب الكبريات للتأهل إلى المونديال ولكنه خسر الرهان مسبقا بسبب القرارات اللامسؤولة من وزارة شؤون الشباب والرياضة التي لا ندري إن كانت تعي خطورة غياب المنتخب عن «الكان» أم لا وخطورة قرار التقليص في ميزانية جامعة إلى النصف دفعة واحدة والحال أن تلك الجامعة تعاني من ديون تقدر بـ762 ألف دينار،الوزارة غير مدركة لذلك فعلا وهذا بان جليا في قطعها لكل سبل الحوار مع الجامعة واللجنة الأولمبية على حد السواء وإتباعها لسياسة التجاهل واللامبالاة التي ستكون عواقبها وخيمة في القريب العاجل فقرار عدم مشاركة منتخب الكبريات في «الكان» كان صداه مفزعا لدى رؤساء الفرق النسائية ومن المؤكد أن العديد منهم سيفكر في الإنسحاب من مهامه في قادم الأيام والحصيلة ستكون أكثر من ثقيلة لهذه اللعبة.
..وبقية المنتخبات؟
قد تجد الجامعة نفسها أيضا مضطرة إلى اتخاذ قرارات مشابهة لقرارها الأول والأمر قد يطال منتخب الأكابر في قادم الأيام ما لم تتم إيجاد تسوية مع وزارة شؤون الشباب والرياضة ويحل هذا المشكل العويص فنفقات هذا المنتخب أكبر وتحضيراته ومشاركته في بطولة إفريقيا للأمم القادمة في مصر لوحدها تفوق 300 ألف دينار والجامعة ستجد نفسها «بين المطرقة والسندان» بين إما مشاركة المنتخب الأول في «الكان» دون تحضيرات كبرى ومباريات ودية والغاء مواعيد بقية المنتخبات أو تخصيص نصف الميزانية لمنتخبات الشبان ومراكز النهوض وبقية نفقاتها وإلغاء مشاركة منتخب الأكابر في «كان» مصر والخيار الثاني سيكون أكثر من صاعقة في تاريخ هذه اللعبة التي ما إن تنهض من كبوة حتى تقع في الهوة ذاتها بما أن التخلف عن أمم إفريقيا سيضعها في منعرج خطير في الوقت الذي كان جمهورها ينتظر إستفاقة وإستعادة التاج الإفريقي الغائب عن تونس منذ 2003.
سينتظر الكل الخطوة التي سيقدم عليها المكتب الجامعي في قادم الأيام في حال واصلت الوزارة في سياسة عدم إكتراثها ولا مبالاتها تجاه ما يجري في الجامعة، سلطة الإشراف عليها مراجعة الذات فالسياسة التي هي بصدد انتهاجها ستحرم بلادنا من فرصة تاريخية فرصة استضافة تونس لبطولة العالم للأصاغر 2019 وستحرم أيضا منتخب الأكابر من دعم الإتحاد الدولي بما أن ما يجري سيصل إلى أروقته اجلا أم عاجلا وكل الجهود ستذهب أدراج الرياح خاصة بالنسبة لمنتخب الكبريات الذي توحي كل المؤشرات بأنه سيكون قادرا على نيل التاج الإفريقي وبلوغ المونديال المقبل.
انطلاق تحضيرات منتخب الأصاغر
يكون الموعد اليوم بمدينة قليبية مع أول تربص تحضيري لمنتخب الأصاغر لمنافسات بطولة العالم التي ستستضيفها البحرين من 18 إلى 27 أوت المقبل تحت إشراف المدربان رياض الهذيلي وشكري البوزيدي، المنتخب ستكون في انتظاره دورة دولية ودية ستنظمها الجامعة بمشاركة عدة منتخبات كبرى منها ايطاليا وإيران في انتظار تحديد موعد ومكان إجرائها خلال الأيام القليلة القادمة.