أثبت نسائي قرطاج أنه الفريق الأفضل قاريا ومحليا وأنه يضم عناصر لها من الثقة في الذات ما يمكنها من تحقيق كل الرهانات وهذا ما بان جليا في اللقاء الفاصل حينما قلب تأخره في النتيجة بشوطين لصفر إلى انتصار بثلاثة أشواط لشوطين أمام النادي الصفاقسي وهذا فعلا ما تحتاجه على حد السواء الكرة الطائرة النسائية التونسية والمنتخب الذي تنتظره منافسات بطولة إفريقيا للأمم القادمة في الكامرون وبالمردود الذي شاهده جمهور هذه اللعبة في مباريات نسائي قرطاج والنادي الصفاقسي اللذين يضمان جل اللاعبات الدوليات تأكد أنه بإمكان عناصرنا الوطنية الذهاب بعيدا في «الكان» وتدارك خيبة المشاركة السابقة التي اكتفى خلالها بالدور الأول فمحو تلك الخيبة ضروري حتى تستعيد «الطائرة» التونسية الصورة الطيبة.
لم يأت إنجاز نسائي قرطاج من عدم وإنما كان نتاج عمل كبير ومتكامل بين أعضاء الهيئة المديرة التي وفرت كل الضروريات وإمكانيات النجاح بعد أن رصدت إعتمادات هامة لإنتداب المدرب الأول الإيطالي «فرنسوا كادودي» الذي وجد معه الفريق توازنه وأيضا بعد التعاقد مع المعد البدني الشاب فراس لمجيد الذي قدم الإضافة وأكثر منذ قدومه للإشراف على الجانب البدني للمجموعة التي كانت دائما جاهزة من هذه الناحية بما أن جل عناصرنا الأفضل من الناحية الفنية، نسائي قرطاج قام ببادرة هي الأولى بالنسبة للكرة الطائرة النسائية بعد أن قام ببعث مشروع النخبة ورصد له إمكانيات هامة من أجل تكوين لاعبات في مستوى جيد وهذا أتى أكله وسيكون له صدى أكثر من إيجابي في قادم المواسم فالبرامج الواضحة لطالما كان طريق النجاح مصيرها وهذه الخطوة ستمكنه من تجنب مشقة البحث عن لاعبات لفريق الأكابر في المستقبل والمنفعة مشتركة له وللمنتخب الذي هو في حاجة إلى مد يد العون وتضافر الجهود بينه وبين كافة الفرق دون إستثناء.
يمكن القول بإختصار أن نسائي قرطاج بات رقما صعبا ومثالا يحتذى في التألق وقوة الشخصية والعزيمة وبقية الفرق إذا أرادت اللحاق بركبه فإنه يتوجب عليها الحذو حذوه والإقتداء به إذا كانت تريد الأفضل فالنجاح يستحق التضحية والصبر والبحث عن الموارد المالية اللازمة فـ»المال قوام الأعمال» ومن دونه لا تصلح الأمور.
العقدة
لئن نجح نسائي قرطاج في تحقيق الأهداف التي تم رسمها وتوج موسمه بثلاثية تاريخية فإن النادي الصفاقسي فشل في المقابل في إنقاذ موسمه وفي وضع حد لسنوات الجفاء التي لازمته مؤخرا، النادي الصفاقسي فوت على نفسه فرصة العودة إلى المقدمة وإلى التتويجات بعد أن فرط بغرابة في نتيجة اللقاء الفاصل وأكد مجددا عجزه أمام نسائي قرطاج الذي بات عقدة يصعب تجاوزها فالفريق خسر أمامه ثمانية ألقاب بالتمام والكمال بطولة وكأسا وأجبر أيضا على مغادرة منافسات بطولة إفريقيا للأندية البطلة منذ الدور ربع النهائي.
أضاف النادي الصفاقسي بخسارته للقب البطولة إشكالا جديدا إلى مشاكله في الوقت الذي كان يظن خلاله الكل بأنه سيكون النقطة المضيئة في الفرع وسينسي جمهوره خيبة فريق الأكابر، فريق عاصمة الجنوب لن يكون بإمكانه الذهاب بعيدا ولا العودة إلى التتويجات في المواسم القادمة إذا لم يجد الحل المناسب الذي يمكنه من تجاوز نسائي قرطاج ومن تجاوز المشاكل التي يعيشها والبحث في الأسباب الحقيقية وراء هذا الفشل المتكررفالهيئة المديرة سيكون لزاما عليها إعادة ترتيب البيت كما يجب إذا أرادت رد هيبة فريقها الذي يذكر الكل بأنه مر إلى نهائي البطولة بصعوبة وبعد لقاء فاصل مع مستقبل المرسى الذي ينتظر أن يكون منافسا عتيدا خلال موسم قادم قد يواجه خلاله فريق عاصمة الجنوب المصير ذاته وقد يحافظ خلاله نسائي قرطاج على حصيلته التاريخية بما أنه سيضرب مجددا موعدا مع منافسات بطولة إفريقيا للأندية البطلة كأول الأهداف.