نظام البطولة في هذا الموسم فرض اللجوء إلى مرحلة «البلاي أوف» والبلاي آوت» إضافة إلى مباراة التدارك وهذا ما جعل الكشف عن خفايا وأسرار الموسم على مراحل إلا أن صراع التتويج كان الأكثر تنافسا خاصة أن الرهان تمثل في بطل تونس للموسم الكروي (2016 - 2017) والذي كما قلنا بلغ قمة الإثارة بما أن الجولة الأخيرة هي التي حسمت هوية البطل.
وقدمت مرحلة التتويج عدة أرقام وأسرار منها ما كان إيجابيا ومنها ما تعودت عليه الرابطة المحترفة الأولى على غرار خوض المباريات بواقع «الويكلو» مثلما حدث في كلاسيكو النادي الإفريقي والنجم الساحلي ومباراة اتحاد بن قردان والنادي الإفريقي فيما واصلت الاحتجاجات من المسؤولين حضورها بل أكثر من ذلك بما أن الخروج عن النص كان كبيرا من عبارات «النقر» إلى «الغورة» وغيرها في موسم أكد واقع الكرة التونسية.
70 هدفا حصيلة مرحلة التتويج
لعبنا خلال مرحلة التتويج 30 مباراة تم خلال تدوين 70 هدفا أي بمعدل 2.33 هدفا في المباراة الواحدة وهو معدل محترم مقارنة بعدة بطولات أخرى بل أكثر من ذلك بما أنه يقارب معدل التهديف في بطولات أوروبية...
الجولات العشر لمرحلة «البلاي أوف» كانت حبلى بالأهداف حيث سجلنا حضورها في كل الجولات إلا أن الجولة الثانية كانت الأكثر تهديفا برصيد 9 أهداف كاملة فيما أعلنت الجولة الرابعة أقل نسبة أهداف بما أن الشباك اهتزت في 4 مناسبات فقط...الرقم 8 سجل حضوره بامتياز في مرحلة التتويج حيث دون حضوره في 4 جولات كاملة.
وكانت أعرض نتيجة في هذه المرحلة من نصيب النادي الإفريقي حين استضافته لاتحاد بن قردان أين دك أبناء شهاب الليلي شباك ضيوفهم بسداسية نظيفة وذلك في إطار الجولة الرابعة من مرحلة الذهاب.
الترجي الأفضل هجوما ودفاعا
أكثر ما يدل على أحقية الترجي الرياضي بالفوز ببطولة هذا الموسم هي أرقام مرحلة التتويج والتي زاد في تأكيد تسيد الأحمر والأصفر البطولة حيث دون هجوم أبناء المدرب فوزي البنزرتي 18 هدفا فباستثناء مباراة الطيب المهيري التي لم يسجل فيها هجوم فريق باب سويقة فإنه زار شباك كل الفرق ليؤكد القوة الهجومية التي يتمتع بها البطل الذي ضمن أيضا تتويج هدافه طه ياسين الخنيسي ببطولة هدافي الرابطة المحترفة برصيد 14 هدفا بين المرحلة الأولى ومرحلة التتويج...
ولم يكن الهجوم وحده العلامة الفارقة في تتويج الأحمر والأصفر بما أن الدفاع كان سيد الموقف وحقق رقما قياسيا بما أن شباك معز بن شريفية اهتزت في مناسبتين فقط الأولى في دربي ذهاب مرحلة التتويج فيما كان الهدف الثاني أمام النجم الساحلي في أولمبي سوسة ليخرج الترجي في مرحلة الإياب دون أي هدف وهو ما يزيد في تأكيد الصلابة الدفاعية لزملاء ساسي.
أرقام الترجي لم تقف عند هذا الحد لتأكيد جدراته بالفوز بالبطولة بما أن الأحمر والأصفر كان أكثر فريق تحقيقا للانتصارات بـ8 في مرحلة التتويج وتعادلان أمام الوصيف والنادي الصفاقسي فيما لم ينهزم البطل وهي أرقام تزيد في استحقاق بطل ببطولته رقم 27 في تاريخه.
تفوق محلي وامتياز لأكوستا
قلنا أن الشباك في مرحلة التتويج اهتزت في 70 مناسبة وعلى غير العادة أو الأحرى على غرار الموسمين الماضيين كان تفوق اللاعب المحلي واضحا في زيارة الشباك وأكده تتويج الخنيسي للموسم الثاني كأفضل هداف للرابطة المحترفة الأولى...أجانب الرابطة الأولى عجزوا عن الفوز بلقب الهداف للموسم الثالث على التوالي.
16 هدفا كانت حصيلة أجانب الرابطة المحترفة الأولى في مرحلة التتويج أي بمعدل 22.86 % من مجموع الأهداف المسجلة في هذه المرحلة لكن يبقى مهاجم النجم الساحلي البرازيلي «دياغو أكوستا» الاستثناء الجميل في أجانب بطولتنا حيث حقق البرازيلي رقما لم يسبقه إليه أحد وهو زيارة شباك كافة الفرق في مرحلة التتويج.
التفوق المحلي كان كبيرا وبالضربة القاضية بما أن نسبة أهداف اللاعبين المحليين في هذه المرحلة وصلت إلى 54 هدفا أي بنسبة 77.14 % وهو رقم محترم يؤكد سياسة الأندية التونسية بالتعويل على اللاعب التونسي الذي أكد الثقة بما أنه كان في المستوي سواء عبر المردود أو نسبة الأهداف المسجلة في هذه المرحلة الهامة من البطولة.
دون انتصار ولا أهداف
حقق اتحاد بن قردان في المرحلة الأولى من البطولة انجازا كبيرا بتواجده مع الفرق المراهنة على اللقب وذلك بتحقيق نتائج جعلته يكون المفاجأة السارة للموسم الكروي وجعل سقف الطموحات في بن قردان كبيرا خاصة بعد حصد الفريق بطاقة العبور إلى المربع الذهبي لكأس تونس...
لكن بين الأماني والطموحات والانتظارات اصطدمت جماهير الاتحاد بالواقع خاصة من الناحية المادية الذي كان أحد العوائق أمام زملاء بوفغالة لمواصلة التألق حيث حقق اتحاد بن قردان أسوا النتائج في مرحلة «البلاي أوف» بما أنه الفريق الوحيد الذي لم ينتصر بل أكثر من ذلك حيث تلقت شباك الفريق أكثر نسبة من الأهداف استقرت عند 20 هدفا فيما عجز الفريق عن تدوين أي هدف سواء في ملعبه أو خارجه وهو رقم سلبي لم يعرفه أي فريق في البطولة التونسية ليطرح هذا المعطى عدة نقاط استفهام ويؤكد أن اتحاد بن قردان عزف النشاز بعد ضمان تواجده مع الكبار في مرحلة «البلاي أوف»
جماهير صنعت الحدث
عرفت مرحلة التتويج عدة حالات فوضى ونشاز من طرف جماهير فرق المراهنة على اللقب حيث شاهدنا صورا لم نرد متابعتها إلا أن بعض الهانات في التعامل مع الأحداث والإفراط في استعمال القوة من رجال الأمن زاد من قتامة عدة صور يبقي أبشع أحداث الدربي العاصمي الأخير لكن كل هذه الأحداث لم تمنع جماهير «الفيراج» من صنعت الحدث وتقديم «دخلات» رائعة أعادت إلى أذهان إبداعات جماهير «الفيراج» وأكدت أن المدرجات تبقي فرجة غير فرجة الملاعب التي دائما ما تأخرت...
مرحلة «البلاي أوف» قدمت عدة صور جميلة من المدرجات ظلت عالقة في الأذهان حيث أبدعت جماهير الرباعي الكبير خاصة في مباريات الدربي والكلاسيكو والكل يتذكر دخلات ملعب الطيب المهيري وأولمبي سوسة والمدرجات الشمالية والجنوبية لأولمبي رادس.