شبابيك المنزه كانت محيطا لعملية بيع التذاكر الخاصة بجماهير الأحمر والأصفر التي توافدت على محيط ملعب المنزه منذ ساعات الصباح الباكر حتى أن بعضها قضى ليلته بالقرب من شبابيك الملعب حتى يتمكن من الفوز بتذكرة للمواجهة المنتظرة والحاسمة خاصة أن المؤشرات السابقة في مثل هذه المباريات جعلت الكل يبحث عن موقع مناسب من أجل اقتناء تذكرته لحضور المشهد الختامي. الأجواء لم تخرج عن عادات ونواميس عملية بيع تذاكر المباريات الكبرى حيث كان الاكتظاظ سيد الموقف والتجاوزات سجلت حضورها خاصة بين الجماهير فيما واصل «غول» السوق السوداء الحضور بامتياز رغم التدابير الكبيرة المتبعة من رجال الأمن.
تدابير أمنية كبيرة
سجلت تذاكر الدربي خاصة تشكيات عديدة من جماهير الترجي والإفريقي الذي اتهموا فيها رجال الأمن باحتكار التذاكر وبيعها في السوق السوداء حتى أن بعض الصور أكدت ذلك وهو ما جعل وزارة الداخلية تتحرك بشأن التذاكر الخاصة بمباراة نهائي البطولة بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي حيث تم منع رجال الأمن شراء التذاكر بأعداد كبيرة كما أن الشرطة الفنية كانت حاضرة لتوثيق عملية بيع التذاكر ومراقبة كل التجاوزات التي ستحصل وهو ما وفر وقاية كبيرة وأكد أن التدابير المتبعة كانت ضرورية للحد من التجاوزات السابقة حيث لم نتابع السيناريو القديم بل أكثر من ذلك بما أن عملية بيع التذاكر اقتصرت على جماهير الأحمر والأصفر.
الحضور الأمني كان مكثفا خوفا من التجاوزات التي سجلت حضورها كالعادة خاصة مع الاكتظاظ الكبيرة حيث سجلنا بعض الاشتباكات بين الجماهير ورجال الأمن لكن تم السيطرة على الموقف للتواصل عملية بيع التذاكر.
تشكيات من جماهير الترجي
كثيرا ما علت أصوات الجماهير بشأن السرقة والسطو التي يعتمدها البعض من الجماهير ورغم التواجد الأمني المكثف في محيط ملعب المنزه إلا أن جماهير الترجي تحدثت أمس عن عمليات السطو التي ذهب ضحيتها عدد كبير من الجماهير خاصة الذين كانوا بمفردهم حيث كانوا مطمعا للمجموعات التي دائما ما أخذت من السطو طريقة للحصول على التذاكر...
الفوضى كانت كبيرة خاصة على بعد من الشبابيك الرئيسية وهو ما استغله البعض من أجل الحصول على التذاكر بطريقة غير قانونية عبر السرقة والسطو ليبقي السؤال متى تنتهي هذه الظاهرة التي أتعبت الجماهير الرياضية وباتت تشكل عبئا كبيرا عليهم حتى أن بعضهم هجر الملاعب من هذه الممارسات التي لم تتمكن الوحدات الأمنية من القضاء عليها أو الحد منها رغم التدابير التي فرضت وزارة الداخلية خاصة في أمسية الأمس من أجل إنجاح عملية بيع التذاكر وتأكيد النوايا الحسنة من أجل الخروج بمباراة نهائي البطولة إلى بر الأمان.
«غول المارشي نوار»
تعتبر المباراة المنتظرة بين الترجي الرياضي والنجم الساحلي أرضية ملائمة لباحثين عن الكسب المالي الوفير والصيادين في المياه العكرة من أجل الحصول على أموال إضافية خاصة أن الجميع يبحث عن اقتناء تذكرة لمواكبة وتشجيع فريقه وما يزيد في الرغبة هو الرهان المؤكل للمواجهة التي ستعلن أثر نهاية التسعين دقيقة عن هوية بطل تونس وهذا ما زاد في الإقبال على التذاكر التي تعد شحيحة في ظل ما وفرته وزارة الداخلية والحديث هنا عن 26 ألف تذكرة للفريقين وهو رقم لا يتماشي والقاعدة الجماهيرية للفريقين وهذا ما أستغله رجال السوق السوداء الذين تواجدوا في محيط أولمبي المنزه أمس من أجل مواصلة هويتهم المفضلة حيث ضرب «المارشي نوار» بقوة تذاكر نهائي البطولة.
الاكتظاظ الكبير كان أحد أسباب السوق السوداء حيث بحث عدد من جماهير الترجي عدم خوض مغامرة التواجد في الصفوف المنتظرة للحصول على التذاكر وجنحوا إلى «المارشي نوار» للحصول على التذكرة ورغم أن التذاكر مازالت متوفر في الشبابيك إلا أن عدد من الجماهير فضل التوجه إلى السوق السوداء وتجنب الاكتظاظ لتكون الضريبة شراء التذكرة بضعف مبلغها الأصلي.
ما لاحظناه في السوق السوداء كان عاديا بما أننا تعودنا على الظاهرة لكن أن يتضاعف سعر تذاكر «الفيراج» والمدرج إلى النصف وأكثر رغم وجود التذاكر في الشبابيك فأجنا حيث أن سعر تذكرة «الفيراج» التي أقرتها هيئة الترجي بـ10 دنانير بيعت بـ25 دينار بل أنها بلغت 30 دينار وهي أسعار خيالية فيما بلغت أسعار المدراج المكشوفة والتي حددت أسعارها الأصلية بـ17 دينارا تم بيعها على عين المكان بقرابة 35 دينارا...
«غول المارشي نوار» ضرب الكلاسيكو بقوة والأكيد أن العملية مرشحة للارتفاع خاصة مع تقدم الساعات والاقتراب من الساعة الصفر والمحددة ليوم الخميس الساعة الرابعة عصرا.