لعل ما زاد الأمر تأكيدا أن معلول رفض في الأسبوع المنقضي عرضا مغريا من الجامعة العراقية لكرة القدم للإشراف على حظوظ منتخبها، ويبدو أن الاتفاق المعنوي للمدرب السابق للمنتخب الكويتي مع الجامعة التونسية لكرة القدم هو الذي جعله يرفع الفيتو أمام العرض العراقي ويطمح إلى تجديد العهد مع نسور قرطاج الذين تنتظرهم بداية من جوان القادم مواعيد هامة على درب التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم الكاميرون 2019 وتصفيات مونديال روسيا 2018 خلال شهر أوت وبدأت الرؤية تتوضح على مستوى الإطار الفني المرافق له حيث ينتظر ان يكون نادر داود مساعدا إلى جانب حاتم الميساوي الذي سيحافظ على مكانه مع خليل الجبابلي في خطة معد بدني.
ما يثير الاستغراب أن المكتب الجامعي لم يحرّك ساكنا لتأكيد الأمر او نفيه أمام تساؤلات الجمهور الرياضي الذي لا يريد سوى طمأنته على المستقبل الغامض للمنتخب مع ارتفاع عدد الأسماء المتداولة في «كاستينغ» المدرب الوطني وربما أراد وديع الجريء التكتم على الأمر إلى حين فض الإشكال مع المدرب الفرنسي هنري كاسبرجاك لكن يبدو ان معلول وضع الجامعة في ورطة جديدة حيث قد يلعب كاسبرجاك دورا في تعطيل الاتفاق ما لم يتحصل على مطالبه المالية.
كاسبرجاك يتعنّت
كان من الممكن أن تقود مفاوضات فك الارتباط بالتراضي بين الجامعة التونسية لكرة القدم والمدرب هنري كاسبرجاك إلى نهاية ترضي الطرفين في أسرع وقت ممكن، لكن يبدو أن أصحاب القرار في المكتب الجامعي يقدمون على التحرك دون تفكير.
فعوض ان تبحث الجامعة عن سبيل ودي للتفاوض مع الفرنسي البولوني على فسخ العقد كما هو معمول به في كافة أنحاء العالم، فإنها استنبطت طريقة ظنّت من خلالها أنها ستنجح في التخلي على كاسبرجاك دون خسائر مالية من خلال مطالبته بإجراء فحص طبي لدى طبيب المنتخب سعيا لإثبات تقصيره في أداء مهامه في فترة ما يتذكرها الجميع عندما اضطر إلى عدم السفر مع منتخب المحليين خلال مشاركته في كأس إفريقيا للمحليين برواندا بسبب عملية جراحية أجراها لاستئصال «المرارة» لكن المكتب الجامعي أرادها حجّة لإثبات تقصير الرجل والتملص من التعويضات المالية التي يطالب بها. ولو عدنا إلى شريط الأحداث فإن كاسبرجاك قد قصّر عندما منح الفرصة لرئيس الجامعة ليتدخل في اختياراته ويملي عليه دعوة هذا وإقصاء ذاك مما جعل صورته تهتزّ في المشهد الرياضي ويفقد الثقة في الرجل الذي قاد منتخب 1996 إلى نهائي كأس إفريقيا بجنوب إفريقيا في تلك السنة.
ونتيجة للخطوة المتسرعة التي أقدمت عليها الجامعة يبدو أن «السحر سينقلب على الساحر» حيث استاء المدرب الفرنسي البولوني من طريقة التعامل معه ولاشك أنه لن يقبل بالتسويات التي يحاول المكتب الجامعي إقناعه بها فحسب بعض المصادر القريبة جمعته جلستان مع الجامعة وفي وقت سعت فيه هذه الأخيرة إلى إقناعه بفسخ عقده بالتراضي مقابل الحصول على أجرة 3 أشهر فإن الرجل
تمسّك بنيل مستحقاته إلى حين نهاية العقد في جوان 2018 وفي صورة العكس فقد هدّد برفع الأمر إلى أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو ما سيكلّف المكتب الجامعي خسائر مادية طائلة بتوفير كامل مستحقات كاسبرجاك مع الخطايا.