لاشك ان حملة النقد التي يتعرض لها أهل القرار في الجامعة جعلتهم يختارون التأني تجنبا لاتخاذ قرارات قد تزيد من غضب الشارع الرياضي عليهم ولذلك نراهم يختارون الغموض على مستوى الربان الجديد لسفينة نسور قرطاج ولكن إذا كان المكتب الجامعي غير مقتنع بجدوى مواصلة التجربة مع كاسبرجاك ألم يكن من الأفضل أن تتم اقالته بعد العودة من الغابون؟ ألم يكن من الأجدى ربح الوقت واستغلال مباراتي الكاميرون والمغرب الوديتين لتكونا المصافحة الأولى للمدرب الجديد أم أنه كان لابد من فرصة أخيرة للعجوز البولوني حتى تقتنع جامعة الجريء بفشله؟
وتستمر الجامعة في أخطائها التواصلية فهي تشير إلى إقالة كاسبرجاك وتعيين المدرب الجديد في غضون شهر من خلال بلاغ على موقعها الرسمي والحال أن الرجل لا يزال يواظب على التوجه الى مكتبه ومتابعة المباريات لمعاينة اللاعبين نافيا أن يكون هناك اتفاق لإنهاء الزيجة بالتراضي، وحسب الأصداء المتداولة فإنه يطالب بجراياته إلى حدود فيفري لفسخ العقد وهو ما من شأنه أن يكلف الجامعة قرابة النصف مليار لذلك فهي تسعى الى التخفيض قدر الإمكان في حجم التعويض حتى لا تجد نفسها أمام سيناريو روجيه لومار الذي ترك مقاليد المنتخب وترك معه المكتب الجامعي غارقا في خلاص مستحقات مصلحة الضرائب التي ناهزت المليار و700 مليون.
معلول و فيلود على الخط
تشير بعض المصادر القريبة من أجواء المكتب الجامعي أن نبيل معلول بات قريبا من خلافة الفرنسي البولوني هنري كاسبرجاك على رأس الإطار الفني للمنتخب والموضوع مسألة وقت إلى حين حسم ملف مستحقات المدرب السابق بعد أن انطلقت المفاوضات منذ فترة ويبدو أنها ستثمر اتفاقا رسميا في الأيام القادمة.
وينطلق محلل «البيين سبورت» بحظوظ وافرة لقيادة المنتخب بالنظر إلى علاقته المتميزة مع رئيس المكتب الجامعي رغم ان هذا الأخير أقدم على إقالته بعد المباراة الشهيرة أمام الرأس الأخضر وكذلك لوجوده في حل من كل ارتباط مع الفرق وهي جزئية عطّلت عملية الاتفاق مع فوزي البنزرتي الذي يراه الشق الأكبر من الشارع الرياضي الرجل المناسب لكن هيئة الترجي رفعت ‘الفيتو’ أمام تسريحه.
وسبق للاعب السابق للترجي الرياضي و النادي الإفريقي أن اشرف على المنتخب الوطني كمساعد للفرنسي روجي لومار من 2002 الى 2004 حيث توّج معه بكأس إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يلتحق بالنادي البنزرتي ثم يعود إلى منصبه كمدرب مساعد للومار من 2006 إلى 2008 .وفي 2013 تم تعيينه مدربا أولا في تجربة لم تعمر طويلا بعد الهزيمة امام الرأس الأخضر والانسحاب من تصفيات كأس العالم قبل أن يأتي الاحتراز الذي تقدم به المكتب الجامعي ضد مشاركة احد لاعبي المنافس بما عجزت عن تأمينه خطة المدرب وأرجل اللاعبين. ولا يحظى معلول بإجماع في الشارع الرياضي فالبعض لا يعتبره رجل المرحلة و يستشهد بتجربته السابقة في حين ينادي شق آخر بضرورة منحه الفرصة خاصة أن اقتراب الرهانات الرسمية يفرض وجوب التعاقد مع مدرب تونسي يعرف جيدا خصائص المجموعة.
والى جانب معلول تم تداول اسم المدرب الفرنسي للنجم الساحلي هيبار فيلود وهو ما أكدته جريدة «ليكيب» الفرنسية من كون فيلود (57 سنة) بات مطلوبا من الجامعة التونسية لكرة القدم ليكون ربان السفينة الحمراء و البيضاء وفي السياق ذاته اشار حسين جنيح المدير التنفيذي للنجم الساحلي في تصريحات اعلامية أن فريقه لا يمانع تسريح مدربه للمنتخب . يذكر أن فيلود له تجربة وحيدة مع المنتخبات حيث اشرف على المنتخب الطوغولي في موسم (2009 - 2010) في 6 مقابلات كان بعدها ضحية الاقالة بعد إنتصار وحيد وتعادل و4 هزائم.