النادي الإفريقي: اللاعبون يقاطعون رحلة جزر الموريس..المستحقات سبب الداء ووعود الرياحي زادت الأوجاع

عندما تحدثنا عن الصعوبات المالية التي يمر بها النادي الإفريقي كانت ردود الأفعال كبيرة حتى أن التشكيك والسب والشتم كان طريقة العديدين لتفنيد الحقيقة والواقع الذي يمر به الفريق بل أكثر من ذلك بما أن تأكيدات المسؤولين صبت أن الإفريقي مستهدف إلا أن أحداث الأمس أكدت ما ذهبنا إليه بأن نادي باب الجديد بفضل تجاهل رئيسه يسير نحو إشكال كبير وهو ما تترجم على أرض الواقع بعد رفض اللاعبين التحول إلى المطار والسفر إلى جزر الموريس.
التحرك كان مبرمجا له من ليلة الاثنين حيث اجتمع اللاعبون وطلبوا أن يحصلوا على مستحقاتهم المالية لكن لا حياة لمن تنادي في ظل الغياب الكلي للمسؤولين ليكون التحرك أكثر وقعا بما أن اللاعبين اتفقوا على عدم التحول إلى مطار تونس قرطاج ورغم أن الحافلة انتظرتهم في حديقة الرياضة منير القبائلي إلا أنهم اتخذوا القرار بمقاطعة الرحلة وهو ما تم فعلا بما أن الطائرة المسافرة إلى دبي عرفت غياب معظم لاعبي الإفريقي فيما سافر عدد من الإطار الفني وبعض المسؤولين ومرافقي الفريق.

عندما يستخف الرياحي
أخبار الكواليس التي تحصل عليها «المغرب» تفيد أن قائد النادي الإفريقي صابر خليفة تحول عشية الاثنين إلى مكتب رئيس النادي من أجل حسم مسألة تأخر المستحقات المالية خاصة بعد الوعود التي تلقتها المجموعة بشأن مستحقات الأربعة أشهر وقسط من منحة الإنتاج إلا أن الرياحي كالعادة اختار الاختفاء ليكون اللقاء مع أحد العاملين الذي أكد أن أموال اللاعبين ستكون جاهزة يوم الخميس... حادثة أغضبت قائد الإفريقي الذي نقل المعلومات لزملائه ليكون القرار تحركا جادّا بعدم التحول إلى مطار تونس قرطاج أمس الثلاثاء مع ضرورة حسم مسألة المستحقات نهائيا قبل التحول إلى جز الموريس وهو ما قد يكون قد ترجم بما أن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن الرياحي قرر الجلوس مع المجموعة من أجل حسم مسألة الرواتب المتأخرة وذلك بحضور المدرب شهاب الليلي ورئيس فرع الأكابر عبد السلام اليونسي اللذين رفضا التنقل إلى جزر الموريس والسفر مع اللاعبين في صورة تطويق الخلاف.

الأحداث كانت تنبىء بأن الأمور ستصل إلى هذا الحد في النادي الإفريقي خاصة أن التململ كان واضحا في كواليس المجموعة التي فضلت أن تكمل التزاماتها ومنح الرئيس وقت لإعادة حساباته فتحركات الجمعة الماضية كانت إشارة إلا أن الرياحي لم يأخذها على محمل الجد ليكون التحرك أقوى ويهدد كيان النادي بما أنه من غير المعقول أن يكون نادي عريق في حجم الإفريقي لا يسافر إلى جزر الموريس وعلى متن رحلة عادية.

تحرك مرفوض لكنه مفهوم
صحيح أن قرار اللاعبين يعد سابقة في تاريخ النادي وحركة مرفوضة لكن تحميلهم المسؤولية كاملة لا يستقيم خاصة أنهم أثبتوا في الأشهر الماضية انضباطا ووعيا كبيرا وقطعوا مع سياسة الإضراب التي ميزت السنوات الماضية وضربوا مثلا في حب النادي ليأتي التأكيد في المباراة القارية حين فازوا بنتيجة عريضة وزادوا في تأكيد احترافهم وتعلقهم بالنادي في مواجهة الأحد رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها وحققوا انتصارا كاسحا على اتحاد بن قردان بسداسية كاملة أعادت الإفريقي لسباق التتويج...
صحيح أن كل الفرق تمر بضائقة مالية ولاعبو الإفريقي تفهموا الصعوبة التي يمر بها رئيس النادي لكن ما أفاض الكأس هو الوعود الزائفة واللامبالاة التي يعتمدها سليم الرياحي الذي صرح مرارا وتكررا أن الأزمة المالية في طريقها إلى الحل لكن ذلك لم يتحقق ما زاد في الاحتقان في المجموعة التي لم يقو اليونسي والسليمي والليلي على تهدئة غضبها هذه المرة لتكون الحصيلة فضحية يتحملها بشكل كبير رئيس النادي... تصريحات لاعبي الإفريقي دائما ما صبت أن الأمور المادية بينهم وبين الرئيس بل أكثر من ذلك بما أن حواراتهم الأخيرة أكدت أنهم تحصلوا على أموالهم في رسالة أكدوا فيها رعاية مصلحة النادي والقائمين عليه لكن صاحب القرار ضرب ذلك عرض الحائط ولم يعر تفهم اللاعبين لوضعيته المالية أهمية وواصل سياسة تجاهل المطالب ليكون التحرك إذا كان مرفوضا مفهوما ومنطقيا.

الخطوط التركية الحل
انطلقت المساعي أمس في البحث عن رحلات إلى مدينة دبي الإماراتية لبقية الوفد الذي تخلف عن رحلة الثلاثاء حيث علم «المغرب» أن الاتصالات جارية من أجل برمجة رحلة على متن الخطوط الجوية التركية باعتبار وجود رحلة اليوم الأربعاء إلى دبي ولم يقتصر البحث على الخطوط التركية بما أن هناك رحلة إلى مدينة دبي اليوم الأربعاء على متن الخطوط المغربية ومن المؤكد أن الساعات القادمة ستعلن تفاصيل الرحلة الجديدة لوفد النادي الإفريقي إلى جزر الموريس لخوض ذهاب الدور التمهيدي الأخير قبل دوري المجموعات لكأس الاتحاد الإفريقي.

وتجدر الإشارة إلا أن المدرب شهاب الليلي فضل البقاء في تونس وعدم التحول مع بقية الإطار الفني شأنه شأن عبد السلام اليونسي حيث سيكون الليلي حاضرا في المفاوضات التي ستجمع رئيس النادي باللاعبين في رسالة واضحة من «كوتش» الأحمر والأبيض الذي تربطه علاقة كبيرة بكافة المجموعة والأكيد أن تواجده معهم في هذا الظرف سيزيد في تمتين العلاقات بينهم...
المعلومات الأخيرة التي تحصل عليها «المغرب» تفيد أن المجموعة ستتحول غدا إلى دبي على متن الخطوط التركية.

إقصاء السليمي من الرحلة
في حادثة غريبة وغير مسبوقة في الأندية التونسية المشاركة في المسابقات القارية ستكون رحلة النادي الإفريقي (إذا رأت النور طبعا) دون رئيس النادي أو المدير الرياضي حتى أن رئيس الوفد سيكون من خارج الهيئة أو المسؤولين الحالين بما أن المهمة عهدت للكاتب العام السابق مجدي الخليفي في قرار يؤكد التخبط الإداري الذي يعيشه نادي باب الجديد والقرارات العشوائية لصاحب القرار...

الغريب أن الكواليس التي تحدثت عن إمكانية غياب المدير الرياضي عن الرحلة ترجمت على أرض الواقع حيث استثناء رئيس النادي الإفريقي إسم المدير الرياضي من رحلة جزر الموريس والتي نؤكد أن كتب لها الإقامة في ظل المشاكل التي عرفتها الساعات القليلة الماضية عدم تواجد سمير السليمي في قائمة المسافرين يطرح عدة نقاط استفهام ويؤكد أن العلاقة بين الرجل ورئيس النادي وصلت إلى طريق مسدود وتنبىء بقطيعة قريبة في سياسة معهودة للرياحي الذي دائما ما أسس لغير المنطق والمعقول...
السؤال بات يطرح بشدة عن مستقبل المدير الرياضي خاصة مع تردد الأخبار عن نية الرياحي التغيير والعودة من جديد إلى ورقة منتصر الوحيشي فيما قد تكون حادثة إقصاء السليمي من رحلة جزر الموريس القطرة التي تفيض كأس المدير الرياضي الذي دائما ما كان في الخدمة... موضوع للمتابعة.