مواصلة العمل على العارضة الفنية لنسور قرطاج خاصة أنه لا يتحمل بمفرده النتائج الكارثية للمنتخب سواء في نهائيات كأس أمم إفريقيا الغابون 2017 أو البروفتين الوديتين الأخيرتين.
رسائل البولوني كان مشفرة وعلنية حيث أكد أنه ليس الوحيد الذي يتحمل مسؤولية ما وصل إليه المنتخب الوطني في هذا التوقيت في إشارة إلا أن التدخل في مهامه وتحديد ملامح قائمة نسور قرطاج يعود لأيدي خفية هي من تتحكم في القرارات الفنية للمنتخب الوطني وهو
ما يؤكد أخبار الكواليس التي تحدثت عن سلبية المدرب البولوني وبحثه عن إرضاء أصحاب القرار لكن ذلك لم يمنعه من مقصلة الإقالة ليدفع الثمن مرتين كونه كان مطيعا أكثر من اللازم وثانيا طريقة تنحيته.
طريق المفاوضات يبدو مسدود الأفاق بين المكتب الجامعي والمدرب هنري كاسبارجاك الذي يبدو أنه يريد الخروج عن الصمت الذي ميزه في فترته الثانية في ورقة يريد لعبها من أجل الحفاظ على مكانه لكن المؤكد أن ورقته قد سقطت من حسابات الدكتور ليبقي الإعلان الرسمي عن أبغض الحلال بين كاسبارجاك والنسور مؤجلا إلى غاية حسم الأمور المادية وترضية العجوز البولوني.
«الكاستينغ» يفتح
ليست المرة الأولى التي يفتح فيها المكتب الجامعي الحالي أبواب «الكاستينغ» من أجل الربان الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم فالكل يتذكر سيناريو الثلاثي نبيل معلول وخالد بن يحيي وماهر الكنزاري والذي كان «عرابه» المدير الفني الحالي للجامعة يوسف الزواوي والذي استقرر على تزكية المدرب نبيل معلول ليكون مدربا جديدا للمنتخب الوطني وحسب الأخبار التي بحوزتنا فإن القرار اتخذ من المكتب الجامعي بإعادة التجربة... صحيح أن «كاستينغ» 2017 يختلف كثيرا عن السابق خاصة أن الاسماء المطروحة كثيرة خاصة بعد أن تأكد أن الأجنبي دخل السباق وبقوة حيث تؤكد المعلومات التي بحوزة «المغرب» أن شقا كبيرا من المكتب الجامعي وبما فيهم رئيس الجامعة يريد التعاقد مع أحد الأسماء الأجنبية خاصة أن مساعي التعاقد مع فوزي البنزرتي صعبة ومعقدة في ظل رفض هيئة الترجي الرياضي التفريط في مدربها الحالي بل أكثر من ذلك فإنها أعلنت أنها لن تعيد سيناريو التفريط في مدربها سابقا والذي دفع فيه الفريق الثمن في تصريح نهائي عن رفع «الفيتو» أمام خروج فوزي البنزرتي. ضيق الوقت في هذه الأوانه أمام المكتب الجامعي جعلها تفتح عدة قنوات اتصال من أجل الحسم في هوية الربان الجديد للمنتخب حيث تؤكد معلوماتنا أن الإعلان الرسمي سيرى النور الأسبوع القادم وعلى أقصى تقدير نهاية شهر أفريل الحالي.
بين المدرسة البرتغالية والفرنسية
ساد الاعتقاد أن خليفة كاسبارجاك سيكون تونسيا خاصة أن الظروف الحالية تفرض أن يكون الربان الجديد عارفا بواقع المنتخب وما يعيشه لكن التطورات الجديدة فرضت بروز أسماء أجنبية في أجندة المكتب الجامعي خاصة أن عملية جس نبض الأسماء المرشحة أغضبت الشارع الرياضي الذي يرى أن المدرب الجديد لابد أن يكون اختياره خارج منطق «المعارف» و»المجاملات» ليعلن هذا المعطى دخول الأجنبي سباق تدريب نسور قرطاج...
التمشي داخل المكتب الجامعي يؤكد أن الثنائي «الآن جيراس» المدرب الحالي لمنتخب المالي و«باولو دوارتي» مدرب بوركينافاسو بات من بين المرشحين بل أكثر من ذلك بما أن شقا من الجامعة متحمس لهذين الأسمين خاصة مع النجاحات التي يحققها كل من الفرنسي مع «النسور» المالية والبرتغالي مع «الخيول» البروكينية.
وضعية المدرب الفرنسي تبدو شائكة مع الكرة المالية خاصة بعد قرار الإيقاف من الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو ما يجعل الطريق معبدة للمكتب الجامعي للتعاقد مع أحد الخبراء بالكرة الإفريقية والذي يعرف جيدا الكرة التونسية خاصة أنه لعب أمامنا عدة مباريات مع المنتخب السينغالي كما أن عامل اللغة يزيد من تسهيل المهمة في هذا الظرف الدقيق للكرة التونسية. أما البرتغالي فإن كسبه لمعركة ربع النهائي في «الكان» الأخير وحسم تأهل المنتخب البوركيني على حساب منتخبنا إضافة لتجربته السابقة مع النادي الصفاقسي والأهم تأكيداته أنه يريد العودة إلى تونس والعمل فيها زاد في قناعات مسؤولي الجامعة في وضع إسمه في الأجندة. بالعودة للذاكرة فإن المدرستين الفرنسية والبرتغالية ليستا جديدتين على الكرة التونسية فالتجارب الفرنسية عديدة فيما كان «أمبرتو كولهو» أول البرتغالين الذين دربوا المنتخب الوطني ليبقي السؤال هل سيجدد جيراس التواجد الفرنسي مع المنتخب أما أن دوراتي سيكون الربان البرتغالي الثاني لسفينة «النسور»؟
المال يحدد الاختيار !!
أجندة المكتب الجامعي حافلة بالأسماء بما ما هو محلي وآخر أجنبي لكن العارف بالكواليس يؤكد أن الأمور المادية هي التي ستكون الفيصل في الاختيار والمقياس الأول للمكتب الجامعي في التعاقد مع خليفة المدرب البولوني هنري كاسبارجاك ورغم الانتعاشة التي عرفها المكتب الجامعي في هذا التوقيت من الناحية المالية إلا أن خزينة سلطة الإشراف لا تتحمل التعاقد مع مدرب يكلف كثيرا وهو ما يعيه رئيس الجامعة الذي يبدو أنه سينطلق في عملية جس نبض المرشحين من ناحية المطالب المادية قبل الجلوس رسميا معهم والحسم في مسألة المدرب الجديد للمنتخب الوطني...لذلك فإن المال سيكون كالعادة قوام الأعمال في هوية الناخب الوطني الجديد.