سقوط مجدد للكرة التونسية: الجريء وكاسبارجاك يعيدان المنتخب لنقطة الصفر

• هل حان وقت الرحيل في ظل أخبار الكواليس بانطلاق البحث عن بديل ؟


سقوط تلو الأخر ومردود هزيل وغير مقنع هي حصيلة ظهور المنتخب الوطني في أيام «الفيفا» حيث تكبد منتخبنا هزيمتين الأولى في ملعب مصطفي بن جنات أمام بطل إفريقيا والثانية أمام المنتخب المغربي في ملعب مراكش لتعلن هذه العثرات عن الواقع المرير التي تمر به الكرة التونسية في هذا التوقيت.

الجماهير التونسية منت النفس بمشاهدة منتخبها على الأقل بمؤشرات «الكان» الأخير لكن ما كل الأماني تدرك في ظل أن القرار الفني في منتخبنا يأتي من خارج الإدارة الفنية بل أكثر من ذلك بما أن الدكتور أسس لغير المعقول واقتحم ميدانا غير ميدانه وبات يأمر بإقصاء هذا وتوجه الدعوة لذلك في أسطوانة مشروخة وشمّاعة الانضباط الذي يضرب لاعبين ويدرك آخرين... الوديع جانب الصواب بل أكثر من ذلك أصبح المدرب الشرعي للمنتخب خاصة مع ضعف شخصية الربان البولوني الذي أكدت أيام «الفيفا» أن السنين أضرت بشخصية كاسبارجاك التسعينات وبات عجوزا يحب الإملاءات والتدخل غير المقبول في شؤونه ليدفع المنتخب الوطني الضريبة باهظة بسقوط جديد أمام كل من الكامرون والمغرب.

العودة إلى نقطة الصفر
اتحفنا رئيس الجامعة عند العودة من الغابون بقوله أن الجماهير استمتعت بما قدمه المنتخب متشنقا بانتصارات أمام الجزائر والزيمبابوي ومتناسيا الخروج الكارثي أمام الخيول البوركينية حتى أنه ذهب أبعاد وأكد أن المنتخب وجد نفسه وسيكون «الكان» ميلاد منتخب جديد يجمع بين الفرجة والانتصارات ويقنع الجماهير بمردوده لكن الكلام يبقي كلاما والواقع أثبت أن الجريء لم يكن الجريء في تصريحاته بما أن الظهور الأول لنسور قرطاج كان كارثيا وأجهض الظهور المحترم في النسخة الأخيرة من المونديال الإفريقي لتكون الصدمة برؤية منتخب لا يملك هوية ولا أفكار هجومية أو دفاعية بل أكثر من ذلك فإن نسخة وديتي الكامرون والمغرب أعاد إلى الأذهان النسخة القديمة للمنتخب غير المقنع والذي دائما ما كان في قفص اتهام الجماهير التي لم تتعاطف معه حتى أن مبارياته تدور بوقع «الويكلو».

الأسباب واضحة لمن أراد إعادة المنتخب إلى نقطة الصفر وأصابع الاتهام موجهة علنا إلى الوديع ومدربه هنري كاسبارجاك المطيع الذي باتت قائمته تمر عبر القرار الإداري ولا الاحقية والشرعية لتكون النتيجة حتمية لمنتخب دون هوية...

الجريء أفتى في القائمة وابعد من كان يستحق التواجد في المنتخب وهذا ما زاد في موجة الغضب واقنع الجماهير بالعودة إلى نقطة الصفر في علاقتها مع الواجهة الأولى للكرة التونسية التي باتت تمشي إلى الخلف.

هل حان وقت الرحيل؟
يعد المدرب هنري كاسبارجاك أحد أفضل المدربين الذين مروا بالكرة التونسية حتى أن جيل التسعينات لازال يحفظ للرجل صولات وجولات وخاصة قوة الشخصية إلا أن السنين مرت وبات العجوز البولوني بعيدا عن خصال التسعينات والأكيد أن صاحب السبعين سنة يعي أن عفون الشباب لا يتمشى مع فترة الشيب ليغير عاداته وثوابته ويصبح مطيعا أكثر من اللازم حتى إن تجاوزته الأحداث وفرضت عليه الأوامر...كاسبارجاك يعي أن السن لن يسمح له بتجربة جديدة في عالم الساحرة المستديرة خاصة أن الجامعة المالية والسنغالية أعلنتا الحرب عليه في القارة السمراء لذلك فإن المجال لم يعد يسمح إلا بقبول الوضعية الحالية حتى وإن كانت ضد القناعات والعادات والثمن هنا مواصلة المشوار رغم أصوات الثوار على منصبه والمطالبين برحيله اليوم قبل الغد لكن شخصية الرجل تعجب القائم على الأمور لذلك فإن تثبته بمنصبه يعد أفضل الأمور بتعلة ضيق الوقت في قادم الاستحقاقات.

الكواليس تؤكد أن التحركات انطلقت في الجامعة للتغيير خاصة أن الامور لا تسير وباتت التحركات تبحث عن بديل خاصة أن ما قدمه المنتخب في وديتي «الأسود» يقيم الدليل على حتمية التغيير حتى لا تصل الأمور إلى الكارثة وعدم العبور إلى المونديال الذي ستكون «القشة التي قسمت ظهر البعير» لذلك فإن السؤال الآن هل حان وقت الرحيل؟

رغم النشاز
في عتمة ما يعيشه المنتخب الوطني في هذه الآونة يبقي الأمل قائما في ظل بعض الإيجابيات التي ظهرت في وديتي الكامرون والمغرب حيث وجدنا وجوها جديدة أعلنت عن نفسها بل أكثر من ذلك بما أنها ورطت الإطار الفني للمنتخب وأكدت أنها ظلمته سابقا فالمردود الذي قدمه الظهير الأيمن للترجي الرياضي إيهاب المباركي خاصة في لقاء المغرب يؤكد أنه كان أحق بالتواجد في «كان» الغابون على الأقل كورقة بديلة لحمدي النقاز...

فيما أكد حارس عرين النادي الإفريقي فاروق بن مصطفي أنه يبقي أحد الحلول الإضافية في حراسة المرمى في المنتخب فالمردود الكبير في لقاء المغرب أثبت أنه أجدر في هذا التوقيت ليكون حامي عرين نسور قرطاج حيث ساهم تألقه في ملعب مراكش في خروج المنتخب بأخف الهزائم حيث انقذ شباكه في عدة مناسبة جعلته يكون الأفضل في المواجهة ويؤكد أن عدم دعوته للمشاركة في كأس أمم إفريقيا جاءت لمجاملة غيره.

النقطة الإيجابية الأخرى هو المردود الرائع لمحور دفاع المنتخب رغم حداثة عهده بخوض المباريات حيث أن تركيبة بن يوسف «برون» ليست الأساسية لكن ما قدمته في الدربي المغاربي أثر الإعجاب وزاد في تأكيد منطق المجاملة والحذوة التي يتمتع بها عدد من اللاعبين فالمستوي المحترم للوافد الجديد «برون» سيجعله يثبت الأقدام لكن في منتخبنا أشياء أخر تحكم على المؤهلات ليست المهارات في المقابل ورغم البطالة فإن مستوي بن يوسف يبقي الأفضل مع المنتخب حيث يؤكد من مباراة إلى أخرى أنه الأفضل في هذا التوقيت.

كاسبارجاك يعترف
قال هنري كاسبارجاك إن لاعبي المنتخب وجدوا صعوبة كبيرة في المباراة الودية التي خسرها نسور قرطاج أمام المغرب بهدف دون رد وأكد الناخب الوطني : «المنتخب المغربي خلق لنا متاعب بسبب الأسلوب الذي لعب به خاصة على المستوى الهجومي لأن لديه لاعبين يمتلكون مهارات فنية جيدة...مستوى المنتخب التونسي تحسن في الشوط الثاني لكن اللمسة الأخيرة خذلت لاعبينا».

وأكمل: «عانينا نوعا ما في الدفاع رغم أن لاعبينا نجحوا في رد الكثير من الكرات ولكن علينا أن نعمل في المرحلة المقبلة على تطوير أدائنا في الجانب الهجومي رغم أنه كان بالإمكان التسجيل من الفرص التي أتيحت لنا خاصة في الشوط الثاني...شاهدنا مباراة ذات مستوى جيد من كلا المنتخبين كانت المواجهة أيضا عبارة عن درس مفيد لنا لتصحيح بعض الأمور في المستقبل».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115