لم يكن الظهور الأول للمنتخب الوطني بعد خيبات نهائيات كأس أمم إفريقيا الغابون 2017 حيث خرج نسور قرطاج من الدور ربع النهائي مقنعا ولافتا بل على العكس تماما بما أن كتيبة البولوني هنري كاسبارجاك لاحت غير جاهزة لمواجهة بطل إفريقيا المنتخب الكامروني الذي لم يكن بدوره ذلك المنتخب الذي لا يقهر لكن خبرة الأسود غير المروضة والفرديات مع الهفوات الدفاعية لزملاء عبد النور قادت إلى النتيجة هزيمة جديدة أمام المنتخب الكامروني.
وأعلنت المباراة محدودية الأفكار التكتيكية للناخب الوطني الذي لم يقو على قراءة المواجهة بشكل جيد بل زادته اختياراته الغريبة في توهان المنتخب الوطني الذي كان جل عناصره خارج نطاق الخدمة باستثناء المهاجم طه ياسين الخنيسي الذي كان الأفضل في تركيبة المنتخب إلا أن الكرة عاندته ولم تترجم مردوده المحترم حيث رفضت العارضة والقائم كرتين من مهاجم الترجي الرياضي.
في المقابل أظهر الوافد الجديد ومحترف الدرجة الثانية الإيطالية كريم العريبي مؤشرات إيجابية الأكيد أنها ستساعده في قادم المواعيد لاندماج أكثر مع المنتخب الوطني وأن يكون أحد الأسلحة الهامة لمنتخبنا على درب العبور إلى المونديال الروسي وكأس أمم إفريقيا الكاميرون 2019.
إشكال متواصل
تتعدد المباريات بين رسمي وودي لكن تبقى معضلة الدفاع متواصلة لمنتخبنا الوطني الذي لم يتمكن إلى حدود اليوم ومع نسخة المدرب هنري كاسبارجاك من إيقاف النزيف الدفاعي بل أكثر من ذلك بما أن دفاع المنتخب بات مصدر إزعاج كبير وأحد أسباب الهزائم في المباريات وكما يؤكد الملاحظون فإن الانتصارات في عالم الساحرة المستديرة تنطلق من دفاع حصين وقوي وهو ما يفقده منتخبنا في الآونة الأخير...
تقاليد الكرة التونسية ونواميسها كانت تؤسس لدفاع قوي حتى أن منتخبنا كان يشبه بالمنتخب الإيطالي من حيث الصلابة الدفاعية والنضج التكتيكي لتركيبة الخط الخلفي إلا أن النسخة الحالية أجهضت كل العادات وأسست لدفاع مهزوز لم يتمكن إلى حدود اليوم من استرجاع بريقه الذي خفت بشكل كبير وبات أكبر هنات المنتخب الوطني.
الأسباب حسب الملاحظين عديدة أهمها التغييرات العديدة التي قام بها الإطار الفني من اللعب بثلاثي في المحور إلى العودة للتعويل على ثنائي فقط لكن يبقى الأهم عامل الجاهزية المفقودة لدى الثنائي المحوري صيام بن يوسف وأيمن عبد النور حيث أنهما باتا احتياطيين في فريقيهما وهو ما أثر على الجاهزية إضافة إلى أن تركيبة بن يوسف وعبد النور بشهادة الجميع ليست الأفضل فهي تفتقد الانسجام والتفاهم لتكون الضريبة دفاعا مهزوزا.
منتخب بل هوية
رغم مرارة الانسحاب من الدور ربع النهائي لـ«الكان» الأخير إلا أن الجماهير أشادت بما قدمه نسور قرطاج وكانت المؤشرات إيجابية لتكون نواة في منتخبنا قادرة على ضمان الفرجة التي تقترن بالانتصار وهو ما لاح في لقاء الجزائر والزيمبابوي وهو ما جعل الجماهير تنتظر انتفاضة جديدة من المنتخب لتأكيد أن عثرة بوركينافاسو أصبحت ماضي وأن المنتخب الوطني بات يملك كل المؤهلات لمقارعة المنتخبات الكبرى في القارة السمراء سيما أنه يملك تصورات وأفكار تجعله قادرا على المنافسة وتسيد المباريات...
لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه وهو ما أكده منتخبنا الوطني في مواجهة الكامرون التي أعادت إلى الأذهان النسخة القديمة لمنتخب دون هوية أو أفكار والأسباب عديدة يبقى أهمها أن القائمين على المنتخب لايريدون إتباع مقولة لا نغير فريق ينتصر بل أكثر من ذلك فإن العمود الفقري للمنتخب وقع تهشيمه وكسره بقرار إداري غير مسؤول يتمثل في معاقبة أحد أهم أسباب نجاح المنتخب في الظهور المحترم في آخر المواجهات حيث عاقب رئيس الجامعة كلا من الفرجاني ساسي وهبي الخزري فيما زادت إصابة المايسترو يوسف المساكني في معاناة المنتخب الوطني الذي سيكون مطالبا بالتعديل من رميه في قادم المواعيد خاصة الصائفة القادمة التي تقترح مواجهتين في إطار تصفيات كأس العالم أمام الكونغو الديمقراطية تفرض الانتصار.
14 سنة دون فوز على الكامرون
يعود أخر انتصار للمنتخب الوطني على نظيره الكامروني إلى 2003 في إطار المباراة الودية التي جمعت المنتخبين في أولمبي رادس وعرفت ثاني انتصارات الكرة التونسية على نظيرتها الكامرونية بعد فوز 1976 وأمن متوسط الميدان رياض البوعزيزي فوز نسور قرطاج بنتيجة هدف مقابل صفر...
الفرصة كانت ملائمة في مصطفى بن جنات لكسر العقدة الكامرونية التي تواصلت إلى 14 سنة كاملة إلا أن منتخبنا واصل الانحناء أمام «الأسود غير المروضة» مرة جديدة لتبقى الكرة التونسية تبحث عن فوز ثالث أمام المنتخب الكامروني سيما أن تاريخ المواجهات بلقاء الجمعة الفارط 16 دونت فوزين فقط للكرة التونسية و10 انتصارات للمنتخب الكامروني فيما انتهت أربع مواجهات بالتعادل ليبقى السؤال متى يقوى منتخبنا على الفوز على منتخبات الصف الأول الإفريقي على غرار المنتخب الكامروني والغاني خاصة أنه رفع الألقاب القارية يمر بحتمية الفوز على هذه المنتخبات.
لا خوف على عبد النور
أوضح طبيب المنتخب الدكتور سهيل الشملي أن إصابة المدافع أيمن عبد النور لا تكتسي خطورة رغم أن مدافع فالنسيا غادر المواجهة بسبب الإصابة حيث أكد الشملي أن إصابة عبد النور ليست خطيرة وتتمثل في شد عضلي بسيط لن يمنعه من التواجد مع المنتخب في رحلة المغرب حيث سيكون جاهزا للمشاركة في مباراة الثلاثاء ضد منتخب المغرب في ملعب مراكش.
قالوا عن المباراة
هنري كاسبارجاك: «راض عن الأداء أمام الكاميرون رغم الهزيمة»
أبدى المدرب البولوني للمنتخب الوطني هنري كاسبارجاك رضاه عن المستوى الذي قدمه نسور قرطاج في المباراة الودية أمام منتخب الكاميرون والتي انتهت لصالح أبطال إفريقيا بهدف دون رد...وقال الناخب الوطني بعد نهاية المباراة: «لقد كان اختبارا مفيدا لنا أمام منتخب كاميروني كبير أكد من جديد جدارته بالتربع على عرش الكرة الإفريقية».
وأضاف: «منتخب تونس قدم أيضا مباراة جيدة لكن ما كان ينقصنا هو اللمسة الأخيرة وحسم الفرص التي أتيحت لنا.. للأسف لم ننجح أمام مرمى المنافس وعلينا أن نعمل على تفادي هذه النقطة في المواعيد المقبلة».
أيمن المثلوثي: «كنا نستحق التعادل»
أكد قائد المنتخب الوطني وحارس عرين نسور قرطاج أيمن المثلوثي أن المباراة كانت مهمة وتجربة مفيدة للمنتخب قائلا: «المباراة كانت طيبة في المجمل وأتاحت لنا الفرصة للوقوف على مدى استعداداتنا أمام منافس من العيار الثقيل»...وتابع: «أتيحت لنا عديد الفرص وكنا نستحق التعادل على الأقل بالنظر إلى ما قدمناه خصوصا في الشوط الثاني بعد أن كانت الرياح ضدنا في الشوط الأول وأقلقتنا نوعا ما» ...مختتما: «من المؤكد أن لقاء الكامرون كان مفيدا لنا على جميع المستويات».