دخل الترجي الرياضي هذا اللقاء تحت ضغط النتيجة والجمهور بما أنه المنظم الذي لا بد أن يكون عند مستوى التطلعات ويحافظ على امال مشجعيه في بلوغ الأدوار المتقدمة والإقتراب أكثر فأكثر من اللقب الخامس في تاريخه بينما كان النجم متحررا وحاضر كما يجب من الناحية البدنية وخاصة الذهنية وهذا ما لاحظناه في الشوط الأول الذي قلب خلاله تخلفه في النتيجة من (4 - 2) إلى أسبقية مريحة طيلة بقية الردهات (7 - 13) و(17 - 22) وإنهاء الشوط لصالح بفارق ستة نقاط (19 - 25) بفضل تألق جدار صده والهجوم خاصة من مروان القارصي وأيضا بفضل الإرسالات الساحقة من حسني قرامصلي وهذا ما فشل فيه الترجي في المقابل.
ورغم التأخر بشوط لصفر تمكن الترجي الرياضي من تدارك الأمر وعرف كيف يستعيد تركيزه وفرض سيطرة واضحة على الشوط الثاني (8 - 3) و(16 - 11) وأنهاه لفائدته على نتيجة (25 - 18) بعد أن استغل كما يجب أخطاء النجم وفي ظل وجود الصد الثلاثي من إلياس قرامصلي وبلال بن حسين وهشام الكعبي الذي أعاد فريقه في اللقاء، تعادل بشوط لمثله وفرض الكثير من التشويق والإثارة على بقية ردهات المباراة وشاهدنا تسابقا وتلاحقا في الشوط الثالث الذي خرج النجم بنتيجته 22-25 رغم محاولات الترجي في كل مرة تعديل الكفة ولكن فريق جوهرة الساحل كان أكثر حضورا وهذا جسمه أيضا في الشوط الرابع ولكنه لم يعرف كيف ينهيه بعد أن فسح المجال للترجي في النقاط الأخيرة للعودة وتعديل الكفة (23 - 23) ثم أخذ الأسبقية (24 - 23) وإنهائه لصالحه على نتيجة (25 - 23) وأجبر بعده النجم على شوط خامس فاصل.
فرط النجم الساحلي في فرصة الفوز باللقاء بعد أن تمكن الترجي من الفوز بالشوط الرابع ولكن رغبة الفريقين في الفوز بالشوط الخامس واللقاء فرضت الكثير من الإثارة والتشويق وشاهدنا مباراة إستثنائية والأفضل في هذه البطولة الإفريقية والفارق لم يتجاوز نقطتين واشتد التسابق والتلاحق ولكن الترجي عرف كيف يحافظ على الفارق بعد (10-10) إلى (12 - 10)، فارق لم يعرف كيف يحتفظ به بعد أن ترك المجال للنجم لتعديل الكفة (13-13) و(14-14) والفوز بالمباراة بنتيجة (15-17) ويضمن تواجده في المربع الذهبي والبقاء في السباق نحو اللقب الثالث في تاريخه بينما اكتفى فريق باب سويقة بدور ربع نهائي سيخوض بعده اللقاء الترتيبي في مشاركة تعد الأسوأ في تاريخه قد تفقده الكثير من الثقة في النفس في سباق البطولة والكأس خاصة بعد الأداء المتذبذب الذي ظهر به في هذا اللقاء.
الرقم القياسي من نصيب «حفيظ»
يبقى الرقم القياسي من حيث المشاركات من نصيب لاعب المنتخب والنجم الساحلي سابقا نور الدين حفيظ بـ11 مشاركة توج خلالها بثلاثة ألقاب اثنان مع النجم الساحلي في 2000 و2001 ولقب مع النادي الصفاقسي كان في 2013 وخاض معه أيضا مونديال الأندية الذي قدم خلاله فريق عاصمة الجنوب مردود أكثر من متميز وترك إنطباعا طيبا لدى كل الملاحظين.
ويأتي مهدي بن الشيخ موزع الترجي الرياضي في المرتبة الثانية بـ10 مشاركات ثلاثة منها مع الأولمبي القليبي والبقية مع الترجي الرياضي وخلال هذه الحصيلة توج بلقبين في 2000 و2014 مع فريق باب سويقة علما وأن مهدي بن الشيخ يتطلع لأن يكون أفضل موزع في منافسات بطولة إفريقيا للأندية البطلة للمرة الخامسة بعد أن تم اختياره سابقا في أربع مناسبات على التوالي في 2013 و2014 و2015 و2016 كأفضل لاعب في هذا المركز.
ويحل في المركز الثالث فؤاد كمون مدرب النجم الساحلي برصيد 9 مشاركات فاز خلالها بـ5 ألقاب مع الفرق الكبرى الثلاثة النادي الصفاقسي والترجي الرياضي في مناسبتين في 1985 و1986 مع فريق عاصمة الجنوب وفي 1994 و2014 مع فريق باب سويقة بينما قاد النجم الساحلي إلى إحراز لقب وحيد في 2001 علما وأن فتحي المكور المدرب السابق لمنتخب الأكابر توج بلقبين مع الإفريقي في 1993 والترجي في 2000.
الإفريقي أول المشاركين
كانت نسخة نهائيات بطولة إفريقيا للأندية البطلة سنة 1984 في القاهرة أول مشاركة للنادي الإفريقي وأيضا أول إطلالة لفرقنا في هذه المنافسات وفريق باب جديد أنهى تلك المشاركة في المركز الخامس رغم تواجد نجوم الفريق على غرار الأخوين رشيد والهادي بوصرصار ومنير الجلاصي وعبد المجيد بن إسماعيل وشمس الدين السويح ومحمد مصطفى ولسعد حميد.
ثاني مشاركة وأول لقب
أما المشاركة الثانية لفرقنا في هذه النهائيات فكانت من نصيب النادي الصفاقسي في نسخة 1985 التي استضاف منافساتها وخرج خلالها مظفرا بأول لقب في تاريخه وفي تاريخ الكرة الطائرة التونسية بعد فوزه في النهائي بثلاثة أشواط لشوط ضد الزمالك المصري، تلك النهائيات انسحب خلالها الأهلي المصري منذ المربع الذهبي احتجاجا على هتافات الجمهور مثل ما تم تداوله سابقا في الصحافة المصرية على لسان المدرب هشام البدراوي ومن المؤكد أن النادي الصفاقسي سيتعافى وسيعد العدة كما يجب ويكون جاهزا خلال الموسم القادم للدفاع عن حظوظه سواء في المسابقات الوطنية أو الإفريقية والعربية والمواسم الأربعة الأخيرة التي عجز عن العودة خلالها إلى منصة التتويج ستبقى دون شك سحابة عابرة ومجرد عثرة لن تؤثر في تاريخ الفريق المليء بالألقاب والتتويجات فكل جواد كبوة.
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة النادي الصفاقسي رفضت المشاركة في هذه النهائيات عقب هزيمة الفريق في ربع نهائي الكأس أمام مولدية بوسالم بثلاثة أشواط لشوطين تلك الهزيمة التي عجلت بقرار تجميد نشاط الفرع حتى نهاية الموسم الحالي وتسليط عقوبات مادية على كافة المجموعة مع التخلي عن الإطار الفني بقيادة الكامروني الفرنسي «إيريك نقابات».