في اجتماع المكتب الجامعي برؤساء الاندية: تنديد، مناشدة وتصفية حسابات...

في الوقت الذي بات فيه وضع الكرة التونسية يتطلب اتخاذ خطوات جريئة لاستئصال الخور الذي ينخر جسد كرتنا يطل علينا اجتماع الأندية بالمكتب الجامعي بتكريس جديد لدكتاتورية الجامعة وسط مباركة الأندية التي نراها ترفع راية العصيان والتمرد عندما تتعرض إلى مظلمة

لكن في لقائها مع المكتب الجامعي تصبح كالحمل الوديع في بلاغ مناشدة ذكرنا بالعهد البائد.

الاجتماع الذي كان من المفروض أن يكون هدفه الاساسي النظر في التجاوزات الأخيرة وسبل الحد من ظاهرة العنف والفوضى اثبت البلاغ المذيّل بإمضاءات ممثلي الأندية أنه مجرد تصفية حسابات مع بعض الاطراف وفي مقدمتها الاعلام الرياضي ...الاجتماع كان مسرحية ابدع في إخراجها صاحب القرار في المكتب الجامعي بانصياع مسؤولي الاندية مع التيار ومن المضحكات المبكيات أن نراهم بعد فترة في موضع الضحية باحثين عن وسائل الإعلام التي نددوا بما تبثه لتنقل تشكياتهم وتظلّمهم...
ورغم الانتظارات فقد غابت القرارات الجريئة عن الاجتماع باستثناء النظر في السماح لمن هم دون سن الـ18 سنة بدخول الملاعب رفقة أحد الراشدين وهو قرار سابق لأوانه في ظل عدم وجود حلول للحد من ظاهرة العنف.
ومن ابرز القرارات التي انبثقت عن الاجتماع تكوين لجنة جامعية قصد الاستماع و التحرير على المنصف خماخم رئيس النادي الصفاقسي فضلا عن حكم المباراة ومساعده ومراقبي اللقاء. ويرأس اللجنة واصف جليل أما بقية الأعضاء فهم البصيري بوجلال، حامد المغربي ومحمد الحبيب مقداد.

كما اتخذ المكتب الجامعي قرارا يقضي بسن فصل تأديبي جديد في المجلة التأديبية قصد التعامل مع اشكاليات منع الحاملين لبطاقات الاعتماد الصادرة عن الجامعة من الدخول إلى الملاعب والمتمثلة في هزم الفريق جزائيا (2 - 0) وتغريمه بعشرة آلاف دينارو إجباره على لعب المباراتين القادمتين على ملعب يبعد عن ميدانه بخمسين كلم على الأقل ودون حضور جمهور.

أما فيما يتعلق بالجمهور الرياضي فقد قرّرالمكتب الجامعي مراسلة مصالح وزارة الداخلية قصد النظر في إمكانية السماح للذين سنهم دون 18 سنة من الدخول شريطة ان يكونوا مرفوقين بأحد الراشدين من الأهل مع عدم السماح لهم بدخول المدارج المعروفة بأحداث الشغب سابقا.

مهزلة جديدة ...
في أعقاب الاجتماع أمضى مسؤولو الاندية على بلاغ تضمن عديد النقاط أبرزها مباركة الاجراء التنظيمي الذي اقره المكتب الجامعي بتعيين منسق عام لكل مباراة ووضع عدد اقصى بـ40 بين اداريين وفنيين ولاعبين من الفريق الضيف يسمح لهم بالدخول بواسطة بطاقات الاعتماد مع التعهد بالإجراءات التنظيمية، والامل ان يحافظ المسؤولون على تعهداتهم مع المنعرج الحاسم سواء في «البلاي أوف» أو «البلاي آوت» ولا ينساقوا مرة أخرى وراء مبدأ الثأروالمعاملة بالمثل.
وتضمن البلاغ التزاما من ممثلي الاندية بالابتعاد عما يعكّر الصفو العام والإقتصار فقط على التظلم للهياكل المختصة وتنديدا بالتصريحات غيرالاخلاقية، لكن ما عودتنا به العقلية التونسية البحتة ابعد ما يكون عن ذلك فعند الفشل يسارعون برمي الفشل على شماعة الجامعة وإدارة التحكيم والرزنامة وحتى العوامل المناخية وتصريحاتهم لا تخلو من ثلب واتهامات علنية وضمنية.

التضامن المقنّع وميثاق الشرف
عبّرمسؤولو الأندية عن تنديدهم بما تعرّض له طاقم تحكيم مباراة الكلاسيكوبين النادي الصفاقسي والنجم الساحلي معبرين عن تضامنهم ومساندتهم المطلقة له، وبغض النظر عن التصريح غير المقبول لرئيس النادي الصفاقسي المنصف خماخم وما قام به من تجاوزات تجاه الحكم المساعد فإن المرور مرور الكرام على الأخطاء التحكيمية التي قام بها حكم المباراة محمد سعيد الكردي واقر بها كل الملاحظين يقيم الدليل على الوضع الذي يعيشه قطاع التحكيم وكونه أداة يطوعها اصحاب القرار لمكافأة هذا ومعاقبة ذاك ....فهل تكون بداية صفحة جديدة مع التحكيم ملؤها الاحترام أم أنه عندما يتعلق الأمر بهفوة تحكيمية في حق فرقهم يصبح الحكم المسؤول الاول عن ازمة الفريق؟.
وانتهى البلاغ بالتعهد بصياغة ميثاق شرف قبل بداية الموسم القادم تلتزم به الأندية لكن نخشى عندما يتعارض مع مصالحها ان يكون مسؤولوها أول من يخرقه فما أكثرالقوانين في رياضتنا لكن ما أحوجنا الى من يحرص على تطبيقها لا إلى البحث عن منافذ لتطويعها لمصلحة بعض الأطراف.

الإعلام في قفص الاتهام
تكاد كلمة تنديد لا تغيب عن أي فقرة من البلاغ ‘المهزلة ‘الذي تمخض عن اجتماع مسؤولي الاندية بالمكتب الجامعي فالممضون على هذا البلاغ نددوا بجل الأطراف حتى الإعلام الرياضي والحال إنهم يجدونه ملاذا متى أرادوا التظلّم والتباكي والحديث عن سياسة المكيالين...
مسؤولو النوادي اتهموا وسائل الإعلام وفي مقدمتها القنوات الوطنية بـ«استباحة بيوت التونسيين من خلال تمرير لقطات بذيئة» بل وذهبوا الى ابعد من ذلك حيث اعتبروا ما قام به الأحد الرياضي «تبييضا لأصحاب التصرفات المشينة التي تسيئ للمشهد الرياضي» والحال أن وسائل الإعلام فضحت سابقا التصرفات المشينة للبعض منهم وعرّت وجوههم الحقيقية وراء قناع الدبلوماسية والروح الرياضية.

حرب البلاغات
لم يكتف المكتب الجامعي بذلك ففيض البلاغات تمادى ليخص الأحد الرياضي ومقدمه رازي القنزوعي بصفحتين اعتبر أن هذا البرنامج بصدد القيام بحملة ممنهجة ضد الجامعة وان القنزوعي «حاد به عن مساره» لتصفية مصالح شخصية خاصة «بعد أن رفضت له الجامعة بعض الطلبات والمنافع الشخصية» حسب البلاغ وامتدت الاتهامات لتصل إلى حد تجييش المشاهدين وتغذية النعرات الجهوية.

من جهتها، أجابت مؤسسة التلفزة التونسية ببلاغ استغربت من خلاله ما ورد في البلاغ الممضى من مسؤولي الاندية من تهجم على المؤسسة و«الأحد الرياضي» مشيرة الى انه رغم «الممارسات والمضايقات والاعتداءات المتكررة التي ما إنفكت تتعرض لها فإنها تواصل الاضطلاع برسالتها النبيلة باعتبارها مرفقا عموميا يسدي خدماته المتنوعة إلى كافة المشاهدين وفق أساليب ومناهج عمادها الإنارة والتبصير بعيدا عن أي شكل من أشكال الإثارة والانحياز».

وأضاف البلاغ ان إدارة التلفزة «ستتخذ ما تراه مناسبا من إجراءات وتدابير في الغرض من خلال عقد اجتماع طارئ في مستوى عال ينتظر ان يخرج بجملة من القرارات الكفيلة بأن تحدد العلاقة المستقبلية بالجامعة التونسية لكرة القدم التي أبدت للأسف رفضها الدعوة إلى الجلوس للحوار والتفاوض بشأن الإشكاليات المطروحة بين الطرفين»

وفي خضم هذا الخلاف بين الطرفين فإن الخوف أن يجد المواطن نفسه يدفع ضريبة التجاذبات والصراعات وحرمانه من متابعة مباريات ناديه.

في أحدث تصنيفات «الفيفا» للمنتخبات
نسور قرطاج يتراجعون بدرجة وحيدة
عرف التصنيف الشهري للمنتخبات الذي أصدره أمس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عن تراجع المنتخب الوطني بمركز وحيد مقارنة بالشهر الماضي ليصبح في المرتبة 37 عالميا والخامس افريقيا بعد المنتخب المصري صاحب الريادة الإفريقية والمركز 20 عالميا، المنتخب السينغالي (28 عالميا)، الكاميرون بطل افريقيا (32 عالميا) وبوركينا فاسو (36 عالميا).
على الصعيد العالمي لايزال المنتخب الأرجنتيني يحتفظ بالصدارة متقدما على المنتخب البرازيلي والمانشافت الالماني ثالث الترتيب ومنتخب الشيلي (4 عالميا) ومنتخب بلجيكا في المرتبة الخامسة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115