الإفريقي كان غائبا في أولمبي سوسة واكتفي كالعادة بالظهور في بعض دقائق الفترة الثانية ممّا يؤكد أن الفريق لم يستوعب دروس لقاء الأجواء أو مباراة النادي الصفاقسي رغم الانتصار ،والتي أظهرت أن الإفريقي يعاني من عدم التوفيق في دخول المباريات ليدفع الفاتورة باهظا بهزيمتين عقدت مهمة المنافسة ليؤكد هذا المعطي أن الليلي مطالب بالتعديل خاصة أن تكرر الأخطاء يجعله في موقف السؤال سيما أن مكمن الداء تكرر وبات واضحا للجميع والمتمثل في الدخول غير الموفق في المباريات.
صحيح أن المهمة باتت معقدة لكن الحديث عن خروج الإفريقي من المنافسة لا يستقيم خاصة أن المتبقي 7 مباريات كاملة تجعل الأفارقة قادربن على التدارك.
الليلي لم يكن شجاعا...
للجولة الثالثة على التوالي يختار مدرب النادي الإفريقي عدم المجازفة واللعب بثلاثي ارتكاز في وسط الميدان رغم أن هذه الخطة أكدت محدوديتها في المواجهات الثلاث الماضية أين عانى الإفريقي أمام النادي الصفاقسي ليتكرر السيناريو في لقاء الأجوار والذي كان فيه وسط الميدان بعيدا عن المستوي لتزيد مباراة النجم الساحلي تأكيد معاناة ثلاثي ارتكاز الإفريقي ورغم أن الحل كان واضحا لدى المدرب شهاب الليلي إلا أنه تعنت وكرر التعويل على ثلاثي الارتكاز رغم ما قدمه أسامة الدراجي في المباريات الثلاث.
دخول الدراجي رفع من مردود وسط الميدان وبات الإفريقي أكثر توزانا وخطورة على منافسه وهو ما يطرح عدة نقاط استفهام لتصورات الليلي التكتيكية ما يؤكد أن الخوف من ثقل متوسطي ميدان المنافسين أربك الحسابات وجعل الإفريقي يفقد نقاط قوته خاصة أن الهدف كان الحد من خطورة المنافسين وعدم اللعب على ثوابت المجموعة وخصالها ليدفع الفريق الثمن بخسارة «أم المعارك» وتكون الحصيلة منطقية بما أن خوف الليلي كان مبالغا فيه وعدم شجاعته أضر بالفريق.
يبدو أن الإطار الفني للنادي الإفريقي استوعب دروس أولى المواجهات بما أن التأكيدات تشير الى ان تركيبة وسط الميدان ستعرف عدة تغييرات في اللقاء القاري القادم لتنطلق بالتعويل على أسامة الدراجي أساسيا خاصة بعد المؤشرات التي أظهرها فيما سيعود نادر الغندري وأحمد خليل إلى التشكيلة.
ماذا أصاب بعض اللاعبين؟
يبدو أن الانتصار في الدربي قبل الماضي والذي قدم فيه عدد من اللاعبين مستوى فنيا كبيرا كان محل إشادة من الجميع ما جعل الغرور يتسلل الى نفوسهم ليتراجع مردودهم تراجعا رهيبا خاصة أنهم على يقين من أن عامل المنافسة في المجموعة يلعب لصالحهم إلا أن ضرورة تدخل الإطار الفني قد تجعلهم يعيدون حساباتهم بما أن التغيير بات يطل برأسه في ظل التراجع الكبير في المستوى...
من بين الخطوط التي كانت محل إشادة وإعجاب هي تركيبة وسط الميدان وخاصة الثنائي غازي العيادي ووسام يحيى حتى أن الحديث انطلق عن الثنائي الذهبي وأن الإفريقي وجد ضالته لكن الثنائي جانبا الحدث في مباراتي الدربي والكلاسيكو وهو ما فرض على الليلي إخراج يحيى في المباراتين ليبقي السؤال ما سر التراجع الرهيب لهذا الثنائي رغم المؤشرات الكبيرة التي قدماها في الآونة الأخيرة فهل أضرهما المردود المحترم في الدربي وجعلهما يقفان عند تلك المواجهة؟
لم يكن هذا الثنائي الوحيد الذي عرف التراجع بما أن مردود سليمان كشك ومختار بلخثير بات يطرح عدة نقاط استفهام حتى أن الأهداف التي تكبدها الفريق جاءت أثر أخطاء من الظهيرين الأيمن والايسر...صحيح أن المؤشرات التي قدمها كشك كانت إيجابية لكنه بات أحد نقاط ضعف الفريق سواء من الناحية الهجومية أو الدفاعية بعد ما قدمه في الدربي والكلاسيكو في المقابل فإن الجانب الدفاعي للجزائري بات يمثل إشكالا كبيرا قد يجعل الليلي يلعب ورقة حمزة العقربي.
ضغط الروزنامة
منذ سحب الروزنامة كان التأكيد أن النادي الإفريقي سيكون أكبر المتضررين من الجولات الافتتاحية مقارنة بفرق المنافسة حيث فرض على نادي باب الجديد خوض مباريات قمة أمام الصفاقسي والترجي والنجم في ظرف 8 أيام وهو أمر صعب على أي فريق خاصة للضغط النفسي الكبير في مثل هذه اللقاءات وطبيعتها من حيث التنافس والإرهاق البدني والفني...كما فرضت الروزنامة خوض مباراتين خارج الديار وهو ما زاد في الصعوبات ليدفع الإفريقي الثمن باهظا. روزنامة اشتكى منها الإطار الفني للأحمر والأبيض مؤكدا أن الفريق كان ضحية جدول مرحلة التتويج فالإفريقي مقارنة بمنافسه وجد نفسه منذ البداية في معمعة المنافسة مع المتراهنين الرئيسيين على اللقب عكس الثلاثي التقليدي في البطولة.