انتظرنا أن يتحمل مكتب الرابطة مسؤوليته تجاه تجاوزات خماخم التي دونها الكردي ودعمها رئيس نادي عاصمة الجنوب باعترافاته الصادمة في الأربعاء الرياضي حول ما اتاه تجاه الحكم المساعد ،انتظرنا ان يضرب بيد من حديد لعل بعض المسؤولين يستعيدون رشدهم لانجاز الرسالة المنوطة بعهدتهم في حسن تسيير نواديهم وان يكونوا القدوة لهم في الاتزان والروح الرياضية لكن للأسف «تمخّض الجبل فولد فأرا»، فوجئنا بقرارات تنزل تحت جنح الظلام ومعها رمى مكتب الرابطة الكرة في شباك لجنة التأديب والروح الرياضية بالمكتب الجامعي. ولسائل أن يسأل عن جدوى الاجتماع المطول الذي ناهز 7 ساعات غير أنه لم يأت بما يشفي غليل الشارع الرياضي بل اقتصر على قرارات عادية و الادهى من ذلك رمي المسؤولية للجامعة.
ما تعيشه الكرة التونسية من عزف للنشاز وخروج عن النص هو النتيجة الحتمية لسياسة «النعامة» والهروب من المواجهة وردع المتجاوزين وهو ما يراه بعض المسؤولين للأسف ضوءً أخضر لاستعراض نفوذهم وعضلاتهم في الميدان ...وما يعرفه المشهد الرياضي من «تلوّث» جعل اللجنة الوطنية الاولمبية تصدر بيانا تستنكر فيه هذه التجاوزات وتندّد بالاعتداءات على الحكام فضلا عن التصريحات التي ترى انها كرست للنعرات الجهوية.
كما طالبت اللجنة الاولمبية حكماء الاندية باتخاذ اجراءات الإبعاد امام كل المسؤولين «المتطرفين» مع دعوة الهياكل المسؤولة لاتخاذ التدابير اللازمة للحد من ظاهرة تفشي العنف في الملاعب.
القرارات الاستباقية ...الحلقة المفقودة
في نفس المباراة قرر مكتب الرابطة توجيه الدعوة للكاتب العام للنادي الصفاقسي لتوضيح اسباب عدم دخول جمهور النجم والحال إنها على اطلاع مسبق بالإشكال بين الناديين منذ لقاء سوسة وما يبطنه وعيد «المعاملة بالمثل» لكنها اختارت على غرار الجامعة عدم التدخل لإذابة الجليد وتفادي الفوضى قبل حدوثها لكن في تونس لا اعتراف بمبدأ «الوقاية خير من العلاج» ولا لقرارات استباقية تجنبنا الوقوع في هذه المطبات. وفيما يتعلق بتداعيات منع جمهور مسؤولي النجم من الدخول الى ملعب المهيري لاحظنا ان رئيس الإدارة الوطنية للتحكيم عواز الطرابلسي هو من تولى البحث عن حل يرضي كل الأطراف في غياب تام لمسؤولي الرابطة وكأن امر تنظيم البطولة وحسن سيرها لا يعنيها، لتتخذ مؤخرا قرار دعوة الكاتب العام «للسي آس آس» في خطوة متأخرة.
تجاوزات مرت مرور الكرام
فيما يتعلق بمباراة الدربي، سلط مكتب الرابطة عقوبة على جمهور الترجي بـ2000 دينار بسبب العود في رمي الشماريخ كما قرر توجيه الدعوة الى لاعب الافريقي مختار بلخيثر وفخر الدين بن يوسف للمثول امام مكتب الرابطة الاسبوع القادم بسبب المناوشة التي جدت بينهما.
وحسب الكواليس التي حفت بلقاء الاجوار فإن ضربة بداية اللقاء كانت مسبوقة بمناوشات في الممر المؤدي الى حجرات الملابس بين بعض لاعبي الفريقين فضلا عن الاعتداء على مدرب الافريقي بقارورة ماء تسببت في إغمائه ورغم ذلك يبدو ان مندوب الرابطة لم يدوّن في تقريره هذه التجاوزات...
وفيما يلي قرارات مكتب الرابطة الوطنية لكرة القدم:
– إحالة ملف رئيس النادي الصفاقسي منصف خماخم على لجنة التأديب والروح الرياضية بالمكتب الجامعي بسبب دخوله الى أرضية الميدان أثناء اللعب وتهجمه على الحكم المساعد والقيام بتصرفات غير أخلاقية اثر أنتهاء الشوط
-توجيه الدعوة الى الكاتب العام للنادي للصفاقسي لتوضيح أسباب عدم دخول جمهور النجم الساحلي الى الملعب
– خطية مالية ضد جماهير النادي الصفاقسي بـ2000 دينار بسبب العود لرمي الشماريخ
– دعوة لاعب النجم الساحلي خليل بانغورا بسبب رميه للمقذوفات تجاه جماهير النادي الصفاقسي
أما فيما يخص مقابلة الدربي:
– معاقبة جماهير الترجي الرياضي التونسي بـ2000 دينار خطية مالية بسبب العود في رمي الشماريخ
– دعوة لاعب النادي الإفريقي مختار بلخيثر للمثول أمام مكتب الرابطة
– دعوة لاعب الترجي الرياضي فخر الدين بن يوسف للمثول امام مكتب الرابطة.
شكوى جديدة ضد المنصف خماخم
يبدو أن المنصف خماخم رئيس النادي الصفاقسي سيبدأ في تحمل تبعات تصريحه الصادم في برنامج «الأربعاء الرياضي» عن سلوكه تجاه الحكم المساعد في مباراة الكلاسيكو بين النادي الصفاقسي والنجم الساحلي. فبعد الشكوى المدنية و العسكرية التي رفعها ضده الحكم المساعد مكرم السافي، كشفت الساعات الماضية أن النقابة الأساسية للفوج الجهوي لحفظ النظام بصفاقس قررت بدورها مقاضاة رئيس نادي عاصمة الجنوب.
وأصدرت النقابة المذكورة بيانا أشارت فيه الى كون رئيس النادي تعمد الاعتداء اللفظي والمادي على أعوان الأمن المكلفين بحماية طاقم التحكيم من خلال شتمهم بألفاظ بذيئة، كما حاول اقتحام حجرات ملابس الحكام على مرأى ومسمع القيادات الأمنية. ودعت النقابة السلط الامنية إلى اتخاذ القرارات الجريئة في إطار القانون لحماية منظوريهم وعدم الانزلاق في سياسة التملق والمحاباة.
ولم تخف النقابة أنها قد تتخذ خطوات تصعيدية لحماية منخرطيها داعية السلط الجهوية إلى تحمل مسؤولياتها خاصة مع ارتفاع احداث العنف تجاه الأمنيين.
اجتماع بين وزارة الرياضة ورؤساء الأندية
سيسجّل التاريخ ان الجولة الثانية من مرحلة التتويج في البطولة ستبقى نقطة سوداء جديدة في سماء الكرة التونسية بعدما حفّ بها من تجاوزات وفوضى باتت تنذر بانعكاسات أكبر على بقية السباق ما لم تتحرك الاطراف المعنية لمعالجة هذا الخور وإعادة الأمور الى نصابها.
وفي هذا السياق ينتظر أن تُفصح الساعات القادمة عن اجتماع هام بين وزيرة شؤون الشباب والرياضة ماجدولين الشارني برؤساء أندية الرابطة الأولى من أهم محاوره تسليط الضوء على التجاوزات الكبيرة التي عرفتها الجولة الاخيرة من مرحلة التتويج من اعتداء صارخ على الميثاق الرياضي والمبادئ السامية للرياضة وعدم احترام القوانين الجديدة المتعلقة بحق دخول جمهور الفريق الضيف لمتابعة المباريات.