ما بقي من «صدمة» خروج المنتخب من «الكان»: الجامعة تكافئ «كاسبارجاك»... حركة الخزري تفضــــــــح التحالفات والسليتي أجمل الاستثناءات

• خروج البولوني في هذا التوقيت سيكشف المستور ويفضح الممارسات
• التحالفات واقع في منتخبنا وهي أقوى من الإطار الفني


بعد أيام من الإخفاق التونسي في كأس أمم إفريقيا الغابون 2017 ومغادرة منتخبنا الدور ربع النهائي لـ«الكان» تكون التحاليل والاستنتاجات أكثر موضوعية إلا أن استرجاع شريط مباريات زملاء نعيم السليتي يجعل المرارة والحسرة متواصلتين وتسيطران على الكلمات والأذهان خاصة أن «الصدمة» كان وقعها أشد قسوة من الهزيمة التي تعددت أسبابها وتحميلها لشخص واحد لا يستقيم ولا يكون عقلانيا رغم الإقرار أن المدرب «هنري كاسبارجاك» يتحمل جانبا كبيرا من كابوس عشية السبت الماضي.

الهزيمة كانت قاسية والانسحاب كان حنظلا خاصة أن سقف الأماني وصل إلى عنان السماء بعد المؤشرات التي أظهرها منتخبنا في الدور الأول والتي أعجبت الغاضب على المكتب الجامعي وكتيبة كاسبارجاك قبل المهلل والداعم للجامعة التونسية وعلى قدر الحلم الكبير تكون الخيبة أكبر وهو ما حدث فعلا في الشارع الرياضي التونسي الذي أكد أن «الحِلْمة بدأت تكبر» إلا أن الكابوس كان أكبر وأشد وقعا ليسيطر السؤال على الجماهير هل يصعب على الكرة التونسية رسم الفرحة والابتسامة على شعب يعشق كرة القدم أما أن الوهم بات «أفيوننا» يصدره المشهد التونسي مهما اختلفت مجالاته ليكتب علينا الانتظار وتجرع الإخفاق وراء الإخفاق وتعلن رياضتنا وهنها وعشقها للخيبات بدل النجاحات؟.

تثبيت المخطئ... «لغاية في نفس يعقوب»
أتحفنا رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء بتصريح أثر عودة المنتخب بالتأكيد على أن الفني البولوني هنري كاسبارجاك» سيواصل الرحلة مع منتخبنا إلى غاية نهاية تصفيات المونديال الروسي في إقرار أن الناخب الوطني نجح مع المنتخب في كأس أمم إفريقيا ومتغافلا عن الأخطاء التي وقع فيها الإطار الفني في لقاء ربع النهائي ويقيم الدليل على أن الهدف المتفق عليه هو بلوغ دور الثمانية ومستعرضا فرح الجماهير التونسية بما قدمه زملاء المثلوثي في الدور الأول...

كواليس المنتخب والتصريحات القادمة من الغابون تضع البولوني في قفص الاتهام والمطلوب رقم واحد للجماهير التونسية إلا أن الجامعة برئيسها أعلنت مكافأة الرجل بتمكينه من جديد من فرصة لم يتوقعها كاسبارجاك نفسه لكن من يعرف كواليس المنتخب يتأكد أن تثبيت الرجل يأتي «لغاية في نفس يعقوب» تتمثل في عدم خروج البولوني بتصريحات تؤكد الإخلالات الكبيرة في منتخبنا وأهمها أنه لم يكن صاحب تشكيلة موقعة ربع النهائي بل الأوامر جاءت عالية من أجل تواجد عبد النور أساسيا كما أنه لن يتحدث عن حادثة «حمام الثلج» وما أدراك ليلة مباراة هامة وبقرار خارج عن نطاق الإطار الفني ليدفع المنتخب ثمنه باهظا.

كاسبارجاك أخطأ وجامعتنا كافأته على الخطإ بسخاء وديع الجريء حتى لا يفضح المستور لكن الأكيد أن ملف «كان الغابون» 2017 سيركن كالعادة في الرفوف المغلقة إلا أن المستور سيكشف طال الزمن أو قصر.

حركة الخزري تكشف
لم تستسغ الجماهير حركة مهاجم المنتخب وهبــــي الخزري تجاه المدرب «هنري كاسبارجاك» حين رفـــــض مصافحته عندما قام بتغييره في لقطة مرفوضة وتستوجب عقوبة قاسية على مهاجم «سندلارند» الإنقليزي حتـــــى لا تنتقل العدوى إلى المجموعة التي هي في الأساس أقوى من المدرب الوطني الحالي وحركة الخزري أقامت الدليل على ذلك بما أنه من غير المعقول أن يتصرف لاعب مـــع مدربه بهذه الطريقة...

الخزري يعي أن الحصانة التي يتمتع بها شأنه شـــأن عدد من اللاعبين تجعلهم يفعلون ما يشتهون دون حســاب أو عقاب وهو ما دفعه ليتصرف بهذه الطريقة التي لم تكن أخر شطحاته بما أنه تحول بمفرده إلى فرنسا دون العودة مع زملائه...
الكواليس تؤكد أن حجرات الملابس عرفت سخطا مــن طرف عدد من اللاعبين تجاه الفني البولوني وذلك من اجل التشكيلة التي اعتمدها ما دفعه للخروج غاضبا أثر مباراة ربع النهائي والتصريح أن اللاعبين وحدهم يتحملـــــون المسؤولية وهو ما زاد في غضب المجموعة التي تشهد أن مدربها الأول ليس صاحب القرار الفني وأن التحالفات هي من تتحكّم في المجموعة لتكشف حركة الخزري المرفوضة كواليس منتخبنا الوطني.

تدعيم سياسة الجيل الثالث والرابع للهجرة
نجح المنتخب الجزائري في كأس العالم البرازيل عندما استثمر في جاليته المقيمة في فرنسا حيث شجع على استقبال الجيل الثالث والرابع من المهاجرين لتكون الحصيلة عبور تاريخي إلى الدور ربع النهائي من المونديال والخروج أمام بطل العالم ألمانيا...

تونس تملك أيضا لاعبين تكونوا في مدراس التكوين الأوروبية وهم قادرون على تقديم الإضافة وانتشل كرتنا من الإخفاقات وأبرز دليل على ذلك ما قدمه مهاجم «ليل» الفرنسي نعيم السليتي طيلة مباريات المنتخب مفندا الأعذار التي يتحفنا بها لاعبون عن حرارة الطقس والرطوبة وأرضية الملاعب في القارة السمراء حيث قدم السليتــي دورا أولا رائعا ساهم فيه صعود منتخبنا إلا «العقدة» المتمثلة فــــي ربع نهائي «الكان» كما أنه ساهم في تغير وجه المنتخـــب من الدفاع إلى اللعب الهجومي وهو ما اسعد الجماهير في تتويج مردوده في الغابون بتصدره ترتيب هدافي «نسور قرطاج» بهدفين.

السليتي كان الاستثناء الجميل لنسخة تونسية غيـــرت جلدها لكنها لم تقو على استغلاله إلى الأخر لكن يبقى مـــا قدمه مهاجم «ليل» الفرنسي مؤشرا يدعو القائمين علـــى المنتخب إلى تشجيع القادمين من أوروبا للتواجد في تركيبة منتخبنا الوطني حتى نقطع مع الخيبات ونؤسس منتخبا قويا قادرا على تجاوز المطبات...
الكرة الآن في ملعب الجريء ومن معه سواء لإقناع اللاعبين أو تقديم الإغراءات المالية التي تقنع هؤلاء بتعزيز صفوف المنتخب خاصة أن المؤشرات التي أظهرها السليتي تشجع على مواصلة هذه السياسة ونحن المقبلون على ما تبقى من تصفيات المونديال لن نقبل أعذارا جديدة.
الأسماء مطروحة وهي عديدة من بينها كريم رقيق في مرسيليا أو وسام بن يدر في إشبيليه وغيرهما لذلك لابد من مواصلة سياسة استقطاب أبنائنا في المهجر.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115