عن هذه المشاركة التي تعد الأسوأ في تاريخ المنتخب بعد المركز 20 في نسخة 2011 وأثارت انتقادات لكل الأطراف المحيطة به وأيضا حول جدية التحضيرات والإختيارات الفنية.
المشاركة 13 في المونديال، أداء المنتخب والإختيارات الفنية وعدة مواضيع أخرى تحدث عنها المدرب الوطني حافظ الزوابي لـ»المغرب» في الحوار التالي:
لنبدأ من حيث أنهى المنتخب مرتبة 19 وثاني أسوأ مشاركة في تاريخه في المونديال؟
لم نكن نتوقع هذه النتائج خاصة بعد المردود الممتاز الذي ظهرت به المجموعة أمام الرباعي مقدونيا وأيسلندا وإسبانيا وسلوفينيا فالمنتخب حافظ على نفس المستوى وكان قادرا على الأفضل أمام كل هذه المنتخبات دون إستثناء ولكن للأسف الأهم لم يتحقق ولو فزنا في لقاء سلوفينيا ربما لأختلف الأمر تماما.
من يتحمل مسؤولية نتائج هذه المشاركة؟
عشنا حسرة كبيرة بعد مباراتي أيسلندا وسلوفينيا فالفوز كان في مقدورنا ولو تحقق ذلك ربما لكنا بلغنا المربع الذهبي والكل يتحمل المسؤولية من إطار فني ولاعبين خاصة بالنسبة للقاء سلوفينيا.
المنتخب لا يقدر على الحفاظ على فارق أربعة أهداف قبل دقيقتين وبعض الثواني من نهاية مباراة كيف تفسر ذلك هل بات يخشى الربح ربما؟
أنت على صواب فهناك إشكال كبير للمنتخب مع الدقائق الأخيرة من كل مباراة وهذا ليس بجديد فهو سبق له أن فرط في مونديال 2005 في المركز الثالث أمام المنتخب الفرنسي وإكتفى بتعادل أيضا في المونديال ذاته مع سلوفينيا في وقت كان فيه قادرا على الذهاب إلى النهائي.
صارت الدقائق الأخيرة عقدة للمنتخب وإشكالا كبيرا يطرح اكثر من سؤال عن أسباب تكرارها وعن الظروف التي تدفع باللاعب التونسي إلى القيام بأخطاء في ذاك الوقت تحديدا وشخصيا على يقين من أن السبب الاول هو المستوى المتواضع للبطولة الوطنية الذي لا يمكن أن يسمح بإعداد منتخب في مستوى جيد فالموسم يقتصر على أربع مباريات نشاهد فيها مستوى طيبا فقط وهذا لن يسمح بتحضير منتخب يخوض العالمية ولكن رغم هذه الظروف شاهدنا نقلة نوعية من مباراة إلى أخرى وتحسنا في أداء المنتخب ولو كانت التحضيرات أفضل لكانت النتائج ربما مغايرة تماما.
إذا التحضيرات لم تكن كافية؟
انطلقت التحضيرات قبل شهر من المونديال وبعد انتخابات الجامعة وفي فترة لف فيها الغموض كل شيء وهذا لم يكن في مصلحة المنتخب الذي لا بد ان تتوفر له ظروف أريح ومن رأيي هناك عديد الأمور لا بد من مراجعتها والمجموعة التابعة للمنتخب يجب أن تكون على ذمته طيلة الموسم فالظروف الموجودة في الفرق وضعف مستوى البطولة لن يسمحا للمنتخب بتحقيق الأفضل.
البرمجة والتحضيرات من مشمولات الإدارة الفنية بدرجة أولى ثم الجامعة هل تحملهما المسؤولية؟
المسؤولية مشتركة وفي هذا المونديال خرجنا بعدة نقاط إيجابية في مقدمتها المستوى الممتاز الذي قدمه اللاعبون وفي الصدارة الحارس مكرم الميساوي ومصباح الصانعي وأمين بالنور وأيضا خالد الحاج يوسف وبقية المجموعة ولكن للأسف النتيجة كانت معاكسة لذاك المردود ونحن كمسؤولين سنبني على هذه النقاط الإيجابية حتى يكون تقيمنا هادفا.
كيف يخوض منتخب مونديالا ومباريات في ذاك المستوى بصانع ألعاب وحيد؟
قدم صبحي سعيد بطولة عالم من أعلى مستوى ولم يكن ضروريا التعويل على محمد السوسي كصانع ألعاب ولكن عندما اقتضت الضرورة تم الإستنجاد به.
كان بالإمكان أن يكون هناك محمد علي بحر أو نضال العمري أو كمال العلويني أو عبد الحق بن صالح في القائمة؟
كل قائمة قابلة للنقاش والمنتخب يقوم على لاعب له دور أساسي وآخر له دور ثانوي ومن الأساسيات أن يكون هناك لاعبون شبان تكون لهم القدرة على تقديم الإضافة المطلوبة وهذا ما حصل فعلا مع أيمن التومي وأسامة حسني اللذين تألقا وكانا عند حسن الظن.
هل واجهت ضغوطات في اختيارك للقائمة؟
لم أتأثر يوما بأية ضغوطات فأنا أختار فقط ما أراه مناسبا وأتحمل المسؤولية كاملة في ذلك وأظن أنه لو فاز المنتخب ضد قطر في الاولمبياد وضد سلوفينيا في المونديال الأخير لإختلف الأمر والحديث أيضا ولكن لسوء الحظ ذلك لم يحصل وتلك أحكام الرياضة ونحن نتقبل أي نقد.
وجود هيكل مقنم أثار الشبهات حول موضوعية اختيارك للقائمة في المونديال؟
تحدثنا سابقا في هذا الموضوع وهيكل مقنم بدوره أكد أنه تخلى عن نشاطه كوكيل أعمال للاعبين منذ دخوله إلى الجامعة حتى لا يكون هناك تضارب في المصالح ولكني أؤكد مجددا أنه لا يمكن لأحد أن يتدخل في اختياراتي الفنية فهناك إطار فني فقط أستشيره والقرار الأخير يعود لي.
لنعد لموضوع الإختيارات الفنية لماذا لم يشارك وائل جلوز في لقاء سلوفينيا؟
لم يكن وائل جلوز حاضرا من الناحية الذهنية كما يجب هذا علاوة على أنه كان يعاني من الإصابة والتحق قبل عشرة أيام بالمنتخب ولم يكن على جاهزية تامة لذلك خيرنا التعويل على مصباح الصانعي طيلة مباراة سلوفينيا التي تألق خلالها وسجل ثمانية أهداف وأختير أيضا أفضل لاعب في اللقاء.
كان المنتخب في حاجة إلى أكثر فارق في الأهداف لماذا غيرتم التشكيلة؟
كانت الفرصة مواتية لتشريك اللاعبين الشبان بحكم تواضع مستوى المنافس المنتخب الأنغولي لذلك تم التعويل عليهم صحبة البقية ولكن أمر الخروج بفارق لا يقل عن 17 هدفا كان صعبا للغاية بعد أن فرطنا في التأهل منذ مباراة سلوفينيا.
ألا يساورك الندم حول إختيارك لبعض اللاعبين دون سواهم؟
لا لست نادما ولو طلب مني أن أعيد اختيار القائمة لاخترت القائمة ذاتها لأني على يقين من أنها الأفضل بعد المستوى الممتاز الذي قدمه المنتخب رغم النتيجة التي كانت معاكسة.
في انتظار قرار الجامعة هل تود المواصلة مع المنتخب؟
قمت بما يجب القيام به وأنا على قناعة تامة بذلك باعتبار أنني تسلمت المهام في فترة صعبة مر بها المنتخب بحكم المشاكل التي كانت موجودة وتمكنت من قيادته نحو الأولمبياد ثم من تقديم بطولة عالم في مستوى جيد وسأجهز تقريرا حول هذه المشاركة والقرار الأول والأخير يبقى بيد الجامعة. لا يمكنني لوم أحد فمركز مدرب وطني حساس ومن الطبيعي أن يكون هناك من هو ضد قراراتك واختياراتك ومن يساندك في ذلك.
لست نادما على تجربتك إلى حد الان مع المنتخب؟
لست نادما وهذا مؤكد فشرف لي أن أدرب المنتخب ولكن الفرصة جاءت في ظروف صعبة وهذا ليس تنصلا من المسؤولية فأنا أتحمل مسؤوليتي كاملة خاصة في اختياري لقائمة المنتخب الذي قدم أداء طيبا في هذا المونديال وربما كانت النتائج أفضل لو كان الوضع أفضل.