كشفت النسخة 31 من كأس أمم إفريقيا المقامة في الغابون والتي تدرك دورها ربع النهائي يومي السبت والأحد معطيات صحيح أنها ليست بجديدة في المونديال الإفريقي إلا أنها صدمت الجماهير الإفريقية بما أن حامل لقب النسخة الماضية منتخب «الأفيال» الإيفوارية أكبر المرشحين للفوز باللقب غادر السابق من الدور الأول في أقوى مفاجأة «الكان»...
لم تقتصر مفاجآت النسخة 31 مـــن العرس الكروي الإفريقي عند مغــــادرة كوت ديفوار فقط بما أن الدور الأول لفظ أيضا منظم الدورة المنتخب الغابوني الذي لم يقو «فهوده» على مسايرة سرعة منتخبي بوركينافاسو والكامرون لتتكبد البطولة خسارة كبيرة خاصة من ناحية الحضور الجماهيري الذي لم يرتق أصلا للطموحات في ظل الخلافات السياسية التي سيطرت على المشهد في الغابون.
الدور الأول أيضا قدم معطيات أخرى أهمها أن لغة الميدان هي الحقيقة الوحيدة التي يمكنها تحديد هوية البطل لا قيمة الأسماء بل العطاء والأهم أنه لم يعد هناك منتخبات ضعيفة وأن النجوم لا تصنـــع وحدها ربيع منتخباتها لأن القارة السمراء لا تملك «ليو ميسي» أو «كريستانـــــو رونالدو».
«الكان»يكذّب الترشحات
قبل كل تظاهرة رياضية يفتــــح باب المراهنات والتكهنات عن هوية البطل ونسخة الغابون 2017 لم تخرج عن هذه العادات والنواميس بل أكثر من ذلك فإن المراقبين والملاحظين للكرة الإفريقية وحتى وسائـــل إعلام عالمية فتحت أبوابها للجزم بهوية بطل إفريقيا 2017 حيث انحصر الصراع بيـــن الثنائي كوت ديفوار والجزائر ليكون أحدهما بطلا للقارة السمراء وذلك يعــــود إلى فيلق النجوم التي يمتلكها «محاربو الصحـــــراء» و«أفيال» كوت ديفوار... لكن كرة القدم ليست علما صحيحا ولا تأتي النتائج بقيمة النجوم والأسماء بل أن العطـــاء داخل المستطيل الأخضر هو الحاسم في أخر المطاف لتحديد هوية الفائزين و«الكـــان» الغابوني أثبت ذلك وكذب كل الترشحات والتكهنات وأثبت أن لغة الميدان تختلف كثيرا عن منطق الورق حيث فند الدور الأول من كأس أمم إفريقيــا الترشحات ليخرج المنتخبان من البطولــــة وتنطلق «الكان» لتبحث عن خليفة للمنتخـــب الإيفواري حامل لقب كأس أمم إفريقيا سنــة 2015.
البطل رقم 13
ليست المرة الأولى في تاريخ المونديال الإفريقي أن يغادر حامل اللقب الدورة من الدور الأول بما أن أرشيف المسابقة الإفريقية يحتفظ في سجلاته بحالات لخروج صاحب التاج الإفريقي في أخر نسخة لـ«الكــــان» ومنتخب كوت ديفوار الذي لم يقو على عبور المجموعة الثالثة أثر تعادلين أمام الطوغو والكونغو الديمقراطية وهزيمة أخيرة أمام المنتخب المغربي ليخرج من الدور الأول في سيناريو عرفه 12 منتخبا قبل «الأفيال» الإيفوارية الذين أعادوا إلى الأذهان حصيلة منتخب «الرصاصات النحاسية» الزامبي في نسخة 2013 حين خرج من الدور الأول رغم أنه حامل اللقب في 2012.
وفي ما يلي الحالات التي خرج منها البطل من الدور الأول:
الكونغو الديمقراطية
توج المنتخب بلقب نسخة 1968 ثم ودع المسابقة في نسخة 1970 من الدور الأول بعدما احتل المركز الأخير في مجموعته.
السودان
بطل نسخة 1970 ودع بطولــة 1972 من الدور الأول بعد احتلال المركز الأخير في المجموعة.
الكونغو الديمقراطية
من جديد يودع منتخب الكونغـــــــو الديمقراطية البطولة التي توج بها فـــــي النسخة السابقة.
بطل 1974 ودع بطولة 1976 بسبب احتلاله المركز الأخير.
المغرب
المنتخب المغربي نجح في حصد لـقـب 1976 ولكنه لم ينجح في عبور الدور الأول من مسابقة 1978 واحتل المركـــز الثالث وودع البطولة.
غانا
النجوم السوداء تلألأت في بطولة 1978 وودعت من الدور الأول في بطولــة 1980 بعد احتلال المركز الثالث في مجموعتهم.
نيجيريا
بطل نسخة 1980 ودع نسخــة 1982 من الدور الأول واكتفى باحتـلال المركـــز الثالث في المجموعة.
غانا
من جديد منتخب غانا يتوج بطــــــلا لإفريقيا في نسخة 1982 ولكنه مرة أخرى يخرج من الدور الأول في نسخة 1984.
مصر
المنتخب المصري هو الأخر عـــــرف سيناريو الخروج من الدور الأول رغم أنه كان بطلا وذلك في بطولة 1988 بعــد أن حقق اللقب في 1986.
الكاميرون
منتخب الأسود غير المروضة توج بلقب 1988 وودع من الدور الأول في بطولــــة 1990.
الجزائر
1990 كان موعدا لتتويج المنتـخـــب الجزائري بطلا لإفريقيا وفي النسخة التالية ودع المسابقة من الدور الأول.
نيجيريا
السيناريو مختلف هذه المرة: منتخـــب نيجيريا توج بلقب 1994 ولكن بعد تأهله إلى بطولة 1996 انسحب رغم تأهله.
زامبيا
نسخة 2012 شهدت كتابة التاريخ لمنتخب زامبيا بالتتويج باللقب وفي نسخة 2013 ودع المنتخب من الدور الأول.
3 مرة يغادر البطل ومنظم الدورة
شهدت النسخة 31 من كأس أمـــــم إفريقيا الغابون 2017 أحياء ذكرى غابت عن «الكان» منذ 33 سنة وتتمثل في مغادرة منظم البطولة وحامل اللقب وهو ما حــدث في نسخة هذا الموسم حين غادر المنتخب الغابوني البطولة من بوابة المجموعـــــة الأولى فيما رافق كوت ديفوار حامل اللقب المنتخبات التي غادرت «الكان» من الدور الأول ليعيد الثنائي سيناريو دورة 1984 حيث غادر منتخب «الأفيال» الدور الأول كونه البلد المستضيف للبطولة فيما عجز المنتخب الغاني عن حماية لقبه والدفاع عنه ليخرج من دوري المجموعات لكأس أمم إفريقيا.
وفي مايلي الحالات التي خرج فيها المستضيف وحامل اللقب:
1976
المنتخب المستضيف إثيوبيا ترك بطاقة المجموعة الأولى لمنتخب غينيا ومنتخب مصر... وفي نفس المسابقة ودع منتخب الكونغو الديمقراطية البطولة من الدور الأول أيضا محتلا المركز الرابع في المجموعة التي شهدت تأهل المغرب ونيجيريا.
1984
من جديد تكرر الأمر وودع المستضيف والبطل المسابقة من الدور الأول حيـــث غادر منتخب كوت ديفوار المسابقــــــة كونه المستضيف وذلك بحلوله ثالثا فـــي المجموعة الأولى التي تأهل منها منتــخب مصر ومنتخب الكاميرون... فيمـــــا ودع منتخب غانا بطل نسخة 1982 المسابقة بعدما احتل المركز الثالث تاركا بطاقتـــي التأهل لمنتخبات الجزائر ونيجيريا.
2017
والآن وبعد مرور 16 نسخة مـــــــن كأس أمم إفريقيا وتحديدا بعد 33 سنة من سيناريو مغادرة البلد المستضيف والبطل عاد الأمر وتكرر مجددا في الغابون 2017... وعجز منتخب الغابون المستضيف من العبور إلى الدور ربع النهائي وأكتفي بالتواجد في الدور الأول والخروج من الباب الصغير شأنه شأن منتخب كوت ديفوار الذي ودع البطولة رغم التكهنات التي صبت لصالحه لينهي بذلك أحلام الجيل الذهبــي للكرة الإيفوارية.