وحقق المنتخب الوطني العبور إلى ربع النهائــي عن جدارة واستحقاق برباعية مقابل هدفين أمام منتخب الزيمبابوي فــــي الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول وهي نتيجة لم يكن يتوقعها حتى أكثر المتفائلين بالنظر إلى الوجه الذي ظهر به الزيمبابوي في المباراتين السابقتين خاصة في إطلالته الأولى أمام الجزائر حيث صارع محاربو الصحراء من اجل إدراك التعادل... غير أن خطوطه الخلفية كانت بمثابة الطريق السيارة أمام هجومات المنتخب الوطني ولولا الفرص المهدورة لكانت الحصيلة مضاعفة.
ثنائيات ناجحة
الثابت أن الكأس الإفريقية الحالية كانت مناسبة لعديد اللاعبين ليقدموا أفضل ما لديهم خاصة أنهــا القاطرة التي تفتح أبوابا جديدة للتسويق للمهارات وطرق باب الاحتراف نحو البطولات الأوروبية في ظل ما يتداول عن وجود الوكلاء في مدارج الغابـــــون لاصطياد العصافير النادرة... لكن بعض الأسماء كانت الاكتشاف الأبرز على غرار متوسط الميـــدان نعيم السليتي الذي كان اسما مغمورا قبل «الكــان» وطرحت دعوته ردود فعل متضاربة قــــــدم في المباريات الثلاث الأولى بطاقات اعتماده اكتشافـــا للجمهور الرياضي التونسي بل هو كما وصفه النجم المصري محمد أبو تريكــة «نعمة للكرة التونسية». السليتي خلق مع محترف لخويــا يوسف المساكني ثنائيا منسجما حتى ان من يتابع أداءهما يتبادر إلى ذهنه أنهما يتقمصان زي نفس الفريق فكل منهما يبحث عن الآخر في المستطيل الأخضر حتى تكتمل لوحة الإبداع... المساكني تميّز في هذه المسابقة وتخلّص من بعض الانانية التي طبعت أداءه في بداية بروزه ليصبح لاعبا للمجموعة يساهم فــــــــي توفير الحلول لزملائه...
السليتي والمساكني ليس الثنائي الوحيد الـــذي كانت للجمهور التونسي متعة اكتشافه فغير بعيــد عنهما نجد الفرجاني ساسي ومحمد أمين بن عمــر يمتلكان كل مقومات لاعب الارتكاز العصري وهما محرار وسط الميدان لذلك لم يكن غريبــــــــا أن نكتسب معركة خط الوسط في مباراتي الجزائـــر والزيمبابوي... بن عمر كانت احتمالات جاهزيته في الدور الأول ضعيفة لأسباب صحية لكنه عاد فـــي مباراة الجزائر ليساهم بنسبة كبيرة في الفوز على الجزائر والزيمبابوي وما قدمه ابن النجم الساحلــي جعل الملاحظين يجزمون بأن الأوان قد حــــــان ليحترف اللاعب ويفجّر موهبته في بطولة أقوى...
حتى لا ننسى أخطاءنا
لعلّ الفوز العريض الذي تحقق على الزيمبابــوي ليلة الاثنين غطّى بعض الأخطاء الدفاعية التي كادت تكلف منتخبنا غاليا في الشوط الثاني خاصة ومـــن حسن الحظ أن انهاء الشوط الأول برباعية اثــــــر على معنويات المنافس رغم محاولة لملمة جراحــــه وتوصله الى تذليل الفارق في مناسبتين... الثابت أن الخط الخلفي في حاجة الى المراجعة والهدفان اللذان سجلهما محاربو الزيمبابوي كشفا عديد الأخطاء على مستوى التغطية الدفاعية من الضروري معالجتهمــا خاصة في لقطة الهدف الثاني عندما تجاوز ندورو مدافعين واسكن الكرة في شباك الحارس رامـــــي الجريدي... وقبول هدفين في ظرف ربع ساعة (43 و58) دقّ نواقيس الخطر حتى لا نغترّ بالفوز وننسى مراجعة الحسابات في الخط الخلفي.
وإذا تحدثنا عن الدفاع فكلمة حق يجب ان نسوقها في حق المدافع الأيمن حمدي النقاز الذي قدم واحدة من أفضل المباريات دفاعا وهجوما وأعاد للأذهـــان صورة النقاز المتألق مع «ليتوال».