اليوم الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية: بين نسور قرطاج ومحاربي الصحــــــــراء، لمن سيؤول انتصار «ردّ الاعتبار»؟

كان الشارع الرياضي في تونس والجزائر يأمل في بداية طيبة للمنتخبين تؤهلهما معا لبلوغ الدور القادم، لكن الانطلاقة المتعثرة وضعتهما في وضعية لا يحسدان عليها حيث سيجد كل منهما نفسه مطالبا بإزاحة الآخر من السباق للحفاظ

على حظوظه في التأهل واستعادة ثقة جمهوره.

حوار الأشقاء يحتضنه اليوم ملعب فرانسفيل بداية من الخامسة مساء بقيادة الحكم السيشالي برنار كاميل في طقس حار لا يقل حرارة عن أجواء اللقاء الممنوع على أصحاب القلوب الضعيفة وحتمية الفوز التي تطغى عليه خاصة أن أي نتيجة سلبية ستحتم على احدهما حزم حقائبه وبدء رحلة العودة إلى الديار مباشرة بعد مباراة 23 جانفي في الجولة الثالثة والختامية من الدور الأول.

هوية المنتخب... وقناعات كاسبرجاك
تكبّد نسور قرطاج في الجولة الأولى هزيمة قاسية في مباراة تقدم خلالها اللاعبون للهجوم وخلقوا الكثير من الفرص ولم يكن ينقصهم إلا التجسيم وذلك ان أحكام الساحرة المستديرة لا تعترف إلا بالواقعية والنجاعة وهذه الأخيرة تعني التسجيل والخروج بنتيجة اللقاء اما الاكتفاء بتقديم مردود جيد فهو ابعد من أن يسد رمق الجمهور المتعطش إلى استعادة الإشعاع. وحتى لا نثقل كاهل بعض اللاعبين بتحمل أوزار الخيبة كلها، فإن الإطار الفني بقيادة هنري كاسبرجاك يتحمل نسبة كبيرة منها خاصة أننا لاحظنا منتخبا لا يزال بصدد البحث عن هويتة وكأننا في مباراة تجريبية ،وللأسف فإن عملية تغيير هوية نسور قرطاج جاءت في وقت متأخر خاصة حيث فاجأنا تصريح الإطار الفني اثر مباراة أوغندا أن الإطار الفني قرر التخلي عن طريقة الاعتماد على 3 محوريين بعد أن لاقت نقدا من الملاحظين وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات عن عدم تشبث العجوز البولوني بقناعاته وهل أن قيادة المنتخب تسير وفقا لأراء الملاحظين والشارع الرياضي؟ والأمل أن يهتدي كاسبرجاك إلى القرار الصحيح حتى لا نجد منتخبا تائها في مفترق الطرق.

تغييرات منتظرة
من حسن حظ المدرب الفرنسي البولوني لنسور قرطاج أن المجموعة تستعيد خدمات متوسط الميدان محمد أمين بن عمر الذي لا يخفى انه لاعب برتبة مقاتل خاصة في افتكاك الكرة والمساهمة في كسب معركة الوسط ولو أن قرار إشراكه من عدمه يبقى من مشمولات الإطار الفني الذي تلقى الضوء الأخضر من الإطار الطبي على جاهزية اللاعب. في المقابل، يغيب من جانب الخضر هلال العربي السوداني وينطلق محترف ليون الفرنسي رشيد غزال بحظوظ وافرة لتعويضه ويملك المدرب البلجيكي جورج ليكنز الذي سبق له قيادة نسور قرطاج في «كان» غينيا الاستوائية 2015 خيارات أخرى على غرار مهاجم النجم الساحلي سابقا بغداد بونجاح... ومن المنتظر أن يقدم على عدة تغييرات في الخطوط الثلاثة بعد موجة النقد التي تعرّض لها وهو ما من شأنه أن يصعّب مهمة الإطار الفني للمنتخب التونسي من خلال التعويل المنتظر على عدة أسماء لم تكن ضمن حسابات ليكنز في مباراة الزيمبابوي.

سيناريو2013 في البال
تشير لغة الأرقام أن المنتخبين الشقيقين تقابلا قبل حوار اليوم في 44 مناسبة بين وديات ورسميات كان الفوز حليف محاربي الصحراء في 15 مرة مقابل 14 فوز من نصيب نسور قرطاج وانتهت 15 مباراة بالتعادل .أما في منافسات كأس إفريقيا للأمم فقد تقابلا في مناسبة وحيدة وذلك في كأس إفريقيا 2013 بجنوب إفريقيا ضمن الجولة الأولى من الدور الأول وكان الانتصار من نصيب منتخبنا بهدف لصفر حمل توقيع يوسف المساكني، في تلك النسخة مرّ نسور قرطاج إلى دور الثمانية ونهاية مسيرة محاربي الصحراء عند الدور الأول.

ضربة موجعة لمحاربي الصحراء
فضلا عن تأكد غياب المهاجم هلال العربي سوداني والشكوك بشأن جاهزية إسلام سليماني،تلقى المنتخب الجزائري ضربة موجعة بعد ان تبين أن احتمالات مشاركة الحارس رايس وهاب مبولحي تبقى ضعيفة خاصة بعد الأوجاع التي أحس بها في التمارين على مستوى الركبة في انتظار تحديد نوعية الإصابة ومدة الراحة رغم ان بعض المصادر تشير إلى أن الآلام رافقت حارس انطاليا سبور التركي حتى قبل مباراة الزيمبابوي لكنه تحدى إصابته وشارك في المباراة التي ساهم خلالها في إنقاذ الخضر من هزيمة محققة. وفي الإثناء بدأ الإطار الفني للخضر في تجهيز الحارس البديل مليك عسلة تمهيدا لأسوإ الاحتمالات.

الأسود ومحاربو الزيمبابوي في حوار التأكيد
يجمع الحوار الثاني في المجموعة الثانية بين المنتخب السينغالي ومنتخب الزيمبابوي وكلاهما حقق بداية طيبة... «أسود التيرنغا» خرجوا من موقعة الجولة الاولى بفوز ثمين على المنتخب التونسي في الوقت الذي كاد خلاله منتخب الزيمبابوي يحقق المفاجأة على حساب الجزائر لولا مهارات رياض محرز التي أنقذت الخضر من براثن الهزيمة ومكنتهم من تعادل لم يرض الأنصار لكنه في كل الأحوال اقل وقعا من مرارة الخسارة .ويطمح المنتخب السينغالي إلى حسم ورقة التأهل بصفة مبكرة بعيدا عن ضغط اللحظات الأخيرة غير انه يدرك ان الفوز على محاربي الزيمبابوي لن يكون سهلا خصوصا ان منافسه كذّب في الجولة الافتتاحية التكهنات التي صبّت في كونه اضعف حلقات المجموعة ولا يزال ساعيا إلى تأكيد عدم جدوى الخبرة إذا حضرت الثقة بالنفس والعزيمة. وتشير لغة التاريخ الى كون المنتخبين قد التقيا سابقا في منافسات «الكان» في مناسبة وحيدة في دورة 2006 ضمن الجولة الأولى من الدور الأول وكان الفوز من نصيب «أسود التيرنغا» بهدفين دون ردّ.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115