ما سيزيد من متعة مباراتي المجموعة هو القرار الرئاسي بتمكين جماهير العاصمة «ليبرفيل» من الدخول إلى الملعب بالمجان حيث تقرر بيع التذاكر للجماهير الغابونية خاصة بعد المؤشرات التي أظهرت عزوف الجماهير عن مواكبة مباريات «الكان» والأكيد أن هذه الخطوة قد تعيد الحياة لمدرجات ملعب «لاميتيي» خاصة في مباراة الغابون وبوركينافاسو سيما أن الأمر يتعلق بصاحب الضيافة ليبقي السؤال هل تنجح هذه الخطوة الرئاسية أمام أن المعارضة التي نجحت في تجييش الشارع ضد كأس أمم إفريقيا الغابون 2017؟.
بعيدا عن السياسة التي سيطرت على المشهد في «الكان» نعود لتقديم مباراتي اليوم حيث ستجمع الأولى «الفهود» الغابونية بـ«الخيول» البروكينية في مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين على غرار المباراة الثانية بين «الأسود غير المروضة» الكامرونية و«ثعالب» غينيا بيساو التي أكدت أن الكرة الإفريقية لم تعد تعترف بالتاريخ والعراقة في المسابقة لكنها تكافئ المجتهد ومن يبذل الجهد أكثر.
سيناريو متجدد
علقت الجماهير الغابونية أمانيها على قائدها ونجمها الأول «بير أوبامنيغ» ليكون القاطرة التي ستدفع «الفهود» إلى تحقيق الانتصارات ولم لا توحيد الشعب بعد الخلافات السياسية الكبيرة التي تسيطر على المشهد الغابوني في هذه الفترة لكنه ورغم هدفه المسجل أمام غينيا بيساو إلا أن منظم البطولة خرج بنقطة أغضبت الشارع الرياضي الغابوني وزادت في الانتقادات الموجهة إلى النسخة 31 من كأس أمم إفريقيا...
الفرصة ستكون اليوم سانحة لمنتخب المدرب الإسباني «كماتشو» للتعويض وإعادة الأمل للجماهير خاصة أن تاريخ المواجهة في النهائيات الإفريقية يلعب لصالح الغابون وأخرها كان في كأس أمم إفريقيا 2012 - 2013 حين فاز الغابون على بوركينافاسو وتصدر مجموعته الأولى وهذا ما سيكون هدف «الفهود» خاصة أن أخر مواجهة تقترح صراعا مع الكامرون أبرز مرشح لتصدر المجموعة الأولى.
أما المنتخب البوركيني الذي أكد في لقائه الافتتاحي أمام الكامرون أنه أحد المنتخبات المحترمة في القارة السمراء فإنه يطمح لإحداث المفاجأة وتكذيب التوقعات وحصد انتصار قد يضعه في أقوى مواقف المجموعة خاصة أن مباراته الأخيرة ستكون أمام منتخب غينا بيساو وستعول «الخيول» في لقاء اليوم على الأداء الجماعي الذي أثبت أنه سلاح قوي في اللقاء الماضي لكن دون نسيان الفرديات الهجومية المحترمة التي يمتلكها المنتخب البوركيني في مقدمتها نجم المنتخب الأول «جونثان بوترويبا».
اللقاء سيكون بعنوان السرعة بين «الفهود» الغابونية و«الخيول» البروكينية... فمن سيكون الأسرع؟
المفاجأة ممكنة !!
ثاني مواجهة أمسية اليوم تحمل عنوان الخبرة ضد الطموح وهذا يعود لهوية المنتخبين بما أن المنتخب الكامروني المتعود على كؤوس إفريقيا وثاني المنتخبات الأكثر تتويجا في 4 مناسبات سيكون في مواجهة غينيا بيساو الذي يدشن أولى مشاركته في «الكان» ويكتشف لأول مرة في تاريخه أقوى مسابقات القارة السمراء.
المنطق يؤكد أن «الأسود غير المروضة» ستكون في طريق مفتوح لافتكاك النقاط الثلاث وتأمين مشوارها نحو الدور الثاني خاصة أن تعادل الجولة الأولى أعلن الطوارئ في صفوف زملاء المهاجم «فنست أبوبكر» لكن كرة القدم أكدت أنها لا تعترف بالمنطق وهذا ما أثبتته المباريات الماضية في «الكان» سواء بعد تعادل كل من الجزائر وكوت ديفوار وهذا ما سيجعل مهمة الكامرون عكس ما تتوقعه التكهنات سيما أن ما قدمه «الأسود غير المروضة» في المباراة الافتتاحية لا يجعل طريق الانتصار معبدا.
لم يتمكن منتخب غينيـــا بيســـاو مــن الاستعداد لنهائيات كأس أمم إفريقيا بطريقة مثالية فهو المنتخب الوحيد الذي لم يخض لقاءات ودية ولم يقم بتربص تحضيري حتى أن الخلافات المالية أطلت برأسها قبل موعد السفر إلى الغابون لتكون هذه العوامل حججا مثالية لبداية غير موفقة لكن هذا لم يحدث بل كذبت «الثعالب» التوقعات وحققت تعادلا في طعم الانتصار أمام البلد المضيف في الدقائق القاتلة ليعلن منتخب غينيا بيساو عن نفسه في المجموعة ويؤكد أنه لن يكون الحلقة الأضعف بل لابد أن يقرأ له ألف حساب خاصـة مع المؤشرات التي أظهرها والأكيد أن قلة الضغوط المسلطة عليـه زادت في قناعات اللاعبين بضرورة إعطاء صــورة أيجابية عن الكرة فــي أحد أفقر البلدان فــي القارة الإفريقية.
دهاء «الثعالب» أوقع «الفهـــود» الغابونية فـــــي المحظور وهو ما تخشاه «الأسـود غير المروضــة» اليوم.
برنامج اليوم
ملعب «لاميتيي»
س17.00: الغابون – بوركينافاسو
س20.00: الكامرون – غينيا بيساو