صحيح أن الهزيمة أمام السنغال كانت موجعة في ظل ما قدمه نسور قرطاج خاصة في الشوط الثاني الذي أعلن أن منتخبنا يجيد لعب كرة القدم لكنه فقد ثوابته القديمة التي ميزته وهي الحصانة الدفاعية التي كانت أحد أسباب تألق كرتنا حتى أن البعض شبهنا بالمنتخب الإيطالي في ظل صلابتنا وقوتنا في الانضباط التكتيكي في الجانب الدفاعي.
المؤشرات إيجابية ولابد علينا استثمارها في لقاء الخميس أمام الجار المنتخب الجزائري الذي بدوره سيكون مطالبا بالفوز وهذا ما سيجعل المباراة مفتوحة على كل الاحتمالات.
دفاعنا خذلنا
أعلنت التحضيرات قبل «الكان» أن منتخبنا يعاني دفاعيا حيث قبل 7 أهداف في 4 مباريات فرضت على هنري كاسبارجاك التعديل من الرسم التكتيكي واعتماد طريقة جديدة تتمثل في ثنائي في المحور بدلا عن ثلاثي ورغم التحسن الطفيف أمام مصر وأوغندا جاء التأكيد على ضعفنا الدفاعي أمام السنغال الذي استغل بنجومه أخطاء دفاعنا ولعب عليها خاصة من طرف القيدوم أيمن عبد النور الذي أثارت مشاركته عدة نقاط استفهام لدى الجماهير التونسية خاصة أنه لم يكن جاهزا طيلة التحضيرات ليجد نفسه في أول امتحان خارج
نطاق الخدمة وسببا كبيرا في الهزيمة المحققة...
أمالنا كانت كبيرة على مدافع فالنسيا ليكون الصخرة التي تتكسر عندها هجمات منتخبات المجموعة والقاطرة التي ستدفع زملاءه إلى الأمام وذلك نظرا لخبرته بالمسابقات القارية واحتكاكه بأهم نجوم الكرة العالمية لكن عبد النور مر بجانب الحدث وكان شبحا للمدافع الصلب ليزيد من معاناة نسور قرطاج ويؤكد أنه يمر بفترة فراغ كبيرة. صحيح أن تحميل لاعب الهزيمة لا يستقيم إلا أن خسارة منتخبنا كانت بسبب دفاعنا الذي أكد مرة أخرى هفواته وضرورة البحث عن سبل لإعادته إلى العمل من جديد... الخلاصة دفاعنا خذلنا في أولى
الامتحانات فهل يتدارك في البقية؟
بن عمر ضروري !!
في تشكيلة المنتخب الحالية نلاحظ أن الإطار الفني وجه الدعوة إلى الثنائي فقط يجيد افتكاك الكرة والحديث هنا عن أحمد خليل والمصاب محمد أمين بن عمر الذي أثر غيابه كثيرا على المنتخب الوطني بما أنه كان يمنح التوازن المطلوب لكن هنري كاسبارجاك فضل المجازفة وعدم التعويل على متوسط ميدان دفاعي مختص وهذا ما جعلنا ندفع الثمن باهظا في لقاء السينغال سيما أن تركيبة فرجاني ساسي وحمزة لحمر لا يمكنها تحقيق الهدف المطلوب لذلك فإن التعديل في الأوتار مفروض في لقاء الخميس القادم.
المؤشرات تؤكد أن خليل لن يكون ورقة من أوراق الإطار الفني الذي بات يتابع حالة محمد أمين بن عمر بدقة حتى يكون جاهزا للقاء الجزائر يوم الخميس وحتى أن كان غير جاهز مائة في المائة إلا أن الأخبار القادمة من «فرانس فيل» تؤكد أن متوسط الميدان الدفاعي استرجع جانبا كبيرا من مؤهلاته البدنية والفنية وسيكون أحد الحلول الأساسية في وسط الميدان.
معضلة إضاعة الفرص
من تابع لقاء تونس والسنغال تحسر على كم الفرص الضائعة من طرف مهاجمين في مقدمتهم يوسف المساكني وأحمد العكايشي حتى أن البديلين الخزري والخنيسي طالتهما معضلة إضاعة الفرصة السانحة ليكون عنوان اللقاء فرصا مهدورة نتمنى أن لا تتكرر في قادم المواعيد...
الحظ هو الأخر وقف أمام منتخبنا في كرة اصطدمت بالعارضة ولم تريد الدخول لكن المؤشرات كانت إيجابية من الناحية الهجومية رغم معضلة ترجمتها إلى أهداف. على صعيد أخر قدم الوافد الجديد على كأس أمم إفريقيا نعيم السليتي مستوى رائعا جعله محل إشادة من الجميع ورغم أنه يخوض أول رحلة له في الأراضي الإفريقية بظروفها المناخية الصعبة إلا أنه العلامة المضيئة في تركيبة نسور قرطاج.
مدرب السينغال يعترف
اعترف «أليو سيسي» مدرب المنتخب السنغالي بمعاناة منتخبه في الشوط الثاني من المباراة أمام منتخبنا مشيرا إلى أن الأداء تباين بين شوطي المباراة حيث عانى «أسود الترنغا» كثيرا في الشوط الثاني.
وقال سيسي: «كان الأداء جيدا في الشوط الأول وكان الشوط الثاني أكثر قوة كنا نعلم أن المنتخب التونسي فريق متميز على المستوى الفني ولهذا نشعر الآن بالسعادة لهذه النتيجة التي انتهت إليها المباراة».
وأعرب سيسي عن سعادته البالغة بالفوز في هذه المباراة، وقال:»من المهم أن تفوز بالمباراة الأولى في مثل هذه البطولات. الهدف في هذه المباريات يكون الفوز بالثلاث نقاط وليس السيطرة على دقائق اللقاء لأن سيطرة بلا أهداف وبلا فوز لن يكون لها معنى».