مدن «ليبروفيل» و«فرانس فيل» و«أوييم» و«بورت جينتيل» التي ستنال شرف استضافة 16 منتخبا سيشاركون في كأس أمم إفريقيا 2017 في تعرف إجراءات أمنية غير مسبوقة تأكدت منها كل الوفود التي وصلت إلى المدن المستضيفة للحدث القاري إلا أن الأخبار القادمة من الغابون تؤكد أن أمسية اليوم ستكون غير مسبوقة من الناحية الأمنية و التنظيمية بما أن الحديث بات عن تعزيزات أمنية مكثفة وإجراءات غير مسبوقة من اجل تأمين افتتاح «الكان». ملعب «لاميتيي» في العاصمة «ليبروفيل» سيكون مسرحا لفعاليات المجموعة الأولى المتكونة من البلد المنظم الغابون إضافة لكل من منتخبي بوركينا فاسو و الكامرون والوافد الجديد غينيا بيساو الذي سيقص شريط البداية عندما يلقي الفهود (كنية منتخب الغابون) في أمسية ستعرف تواجد الرئيس الغابوني «علي بونجو» وكبار شخصيات الاتحاد الإفريقي في مقدمتهم رئيس «الكاف» الكامروني عيسي حياتو لحضور حفل الافتتاح والمباراة الافتتاحية.
عزوف عن الحضور
يبدو أن نشاط المعارضة في الأيام القليلة الماضية كان كبيرا فبعد التهديدات التي أطلقتها لرئيس الاتحاد الإفريقي من أجل تحويل وجهة «الكان» وهو ما فشلت فيه وجعلها تلتجىء إلى الشارع الغابوني بالتأكيد على ضرورة مقاطعة البطولة جماهيريا وعدم انجاحها وهو ما يبدو أنها نجحت فيه في ظل الأخبار القادمة من الغابون والتي تؤكد عزوفا كبيرا على تذاكر المباريات حتى إن تعلق الأمر بمباريات البلد المستضيف منتخب الغابون رغم الإجراءات التي قامت بها اللجنة المنظمة لكأس أمم إفريقيا والقاضية بتخفيض أسعار بين «أقل من دولار وتحديد 80 سنتا و60 دولار» إلا أن المؤشرات تؤكد نجاح المعارضة في انتظار أن نشهد غير ذلك.
طموحات مختلفة
يمكن التأكيد أن المباراة الافتتاحية لكأس أمم إفريقيا بين الغابون وغينيا بيساو يحمل عنوان المتناقضات خاصة بعد الإطلاع على تحضيرات المنتخبين أو سجلهما في كؤوس إفريقيا فـ»فهود» الغابون يطمحون لاستثمار عاملي الأرض والجمهور لتحقيق نتائج إيجابية على غرار نسخة 2013 حين تصدروا المجموعة الأولى دون أي هزيمة والأكيد أن كلمة السر في منتخب المدرب الإسباني «كماتشو» ستكون نجم البطولة الألمانية وفريق بوروسيا دورتموند وقائد المنتخب الغابوني “بير أوباميانغ” الذي يحمل كل الأماني لإيصال المنتخب إلى الدور الثاني ولم لا تحقيق الحلم ببلوغ المربع الذهبي وحصد أفضل نتيجة للكرة الغابونية في كأس أمم إفريقيا...
الجمهور كان عاملا إيجابيا في دورة 28 حين نظمت الغابون المسابقة بالشراكة مع جارتها غينيا الاستوائية حيث ساندت المنتخب الغابوني ووفرت له الحافز الكبير لتحقيق النتائج إلا أن الظروف التي تعيشها البلاد في هذا التوقيت قد تفرض إلغاء هذا العامل ليبقي السؤال هل تعيد نتائج “الفهود” الأمور إلى طبيعتها في الغابون؟
منافس الغابون ونعني غينيا بيساو الذي يعتبر من أفقر البلدان في العالم يكتشف “الكان” لأول مرة في تاريخه ويبحث عن تحقيق المفاجأة خاصة أن مشاركته تعد في حد ذاتها إنجازا بما أن وصوله للنهائيات لم يكن متوقعا وجاء على حساب منتخبات عريقة في القارة السمراء لكن المتابع لتحضيرات «الثعالب» (كنية منتخب غينيا بيساو) يتأكد أن المهمة لن تكون سهلة في ظل الصعوبات المالية التي فرضت عدم خوض تربص إعدادي أو مباريات ودية وهو ما دفع اللاعبين لرفض السفر إلى الغابون والتهديد بالانسحاب إلى أن تدخل العقلاء وأعيدت الأمور إلى نصابها وأنقذت المباراة الافتتاحية للمونديال الإفريقي.
بين «الأسود» و»الخيول»
إحدى المواجهات المنتظرة في النسخة 31 لكأس أمم إفريقيا هي التي سيحتضنها ملعب «لاميتيي» بين الأسود غير المروضة (كنية منتخب الكامرون) والخيول (كنية منتخب بوركينا فاسو) في مواجهة دائما ما عرفت الإثارة والتشويق وحسمت نتيجتها في أواخر الدقائق وبلمسات فردية في ظل الفرديات الكبيرة المتوفرة في المنتخبين.
ويجدد المنتخب الكامروني العهد مع «الكان» لكن بجيل جديد يأمل أن يواصل أمجاد الجيل السابق خاصة أن التركيبة الحالية تملك فرديات تنشط في أهم الفرق الأوروبية في مقدمتهم «فينسنت أبوبكر» الذي تعلق عليه الجماهير الكامروني الكثير من أجل أعادة الهيبة للأسود غير المروضة الغائبة عن المشهد النهائي لـ«الكان» منذ نسخة أنغولا 2012...
في المقابل تأمل «الخيول» البوركينية زيادة السرعة في الغابون وإعادة سيناريو 2013 حين خاضت المباراة النهائية وتأكيد أنها أحد أهم المنتخبات الإفريقية ويحسب لها حساب خاصة أن الجيل الحالي ينشط منذ مواسم مع بعضه ويملك كل المقوّمات للذهاب بعيدا في المسابقة خاصة مع المؤشرات التي أظهرها نجمه الأول المهاجم «جونثان باتروبيا» في التحضيرات لكأس أمم إفريقيا الغابون 2017.