طارق الجراية (مدرب نادي السلام زغرتا اللبناني) لـ«المغرب»: « لدي عرضان من البطولة التونسية ولكن ....»

• «جمهور النادي... نقطة الضوء في خضم المشاكل المتراكمة»
• «البطولة العربية ستكشف الوجه الحقيقي للكرة اللبنانية... ونظام المجموعتين في البطولة التونسية لم يسبب إلا مزيدا من التوتّر»

لم تكن البطولة اللبنانية وجهة العناصر التونسية المهاجرة سوى في السنوات القليلة الماضية رغم ان السوق التونسية مثلت هدفا لأكثر من بطولة عربية ،غير ان تجربتي إيهاب المساكني ويوسف المويهبي مع العهد اللبناني أعادت توزيع الأوراق ليأتي الدور على تجربة تدريبية قادت المدرب طارق الجراية العائد من فرنسا إلى تجربة غير طويلة حملته إلى الضاحية الجنوبية مع نادي حمام الأنف ثم إلى نادي السلام زغرتا اللبناني.

وكان يمكن لهذا الحدث ان يمر مرور الكرام لولا النتائج الطيبة التي حققها طارق الجراية مع السلام زغرتا ونجاحه في تغيير أهدافه من فريق يصارع على ضمان البقاء الموسم الماضي إلى مراهن جدي على المراتب الأولى حيث يحتل حاليا المركز الرابع بـ15 نقطة بفارق 4 نقاط عن المتصدر وهو ما جعله يكسب حب الجمهور و ثقته.

«المغرب» كان له هذا اللقاء مع المدرب المذكر للحديث عن تجربته اللبنانية والعروض والبطولة التونسية فكان ما تقرؤون:

- أول مغامرة خارجية عربية في الدوري اللبناني كيف تقيمها؟
بعد عودتي من فرنسا كانت لي تجربة ضمن الإطار الفني لنادي حمام الأنف ثم كانت المغامرة مع البطولة اللبنانية مع نادي السلام زغرتا حيث امتطيت القطار وهو يسير كما يقال فلم يكن أمامي الوقت الكافي للقيام بالتحضيرات اللازمة قبل بداية الموسم بل بدأنا الاستعدادات بصفة متأخرة غير أن ذلك لم يمنعنا من بلوغ نهائي كأس التحدي الذي خسرناه ثم بعد اقل من 3 أسابيع كان علينا أن نوجه اهتمامنا للبطولة حيث بدأنا تحضيراتنا منقوصين من العناصر الأجنبية ومع انطلاقة سباق البطولة زادت الأمور تعقيدا حيث كان علينا أن نتصرف في رصيد بشري محدود ودون العناصر الأجنبية لكن رغم ذلك حققنا 4 انتصارات من بينها فوز على نادي الأنصار الذي يعتبر من أفضل النوادي في البطولة اللبنانية ثم 3 انتصارات جديدة.

- غير أن النتائج عرفت تذبذبا بعد ذلك ما السبب حسب تقديرك؟
بسبب ظروف خاصة تتعلق بوفاة والدي انقدنا إلى الهزيمة في إحدى المباريات وهو ما مسّ المجموعة من الناحية المعنوية قبل أن أكون مجبرا على العودة إلى تونس وترك الفريق في تلك الفترة وهو ما أثر على نتائجنا لكن حافظنا دائما على الإقناع والأكيد أن الجمهور لا يزال يتذكر أداءنا في مباراتنا مع العهد اللبناني (فريق يوسف المويهبي) الذي أعتبره إلى جانب الأنصار من أفضل الفرق في الدوري اللبناني. ويمكن القول عن السبب الأول الذي جعل النتائج غير مستقرة هو الرصيد البشري المحدود (14 لاعبا فقط على ذمتي حاليا) كما أشرت سابقا كانت اغلب العناصر الناشطة بالفريق لها التزامات دراسية، فضلا عن إشكال الأجانب حيث أنه على غرار البطولة التونسية غير مسموح إلا بتشريك 3 عناصر فقط وأحدهم تضاءل مردوده فلم يقدم الإضافة المرجوة منه.

- علاقتك متميزة مع جمهور النادي؟
بالنظر الى المشاكل الكبيرة التي أشرت إليها سابقا وعدم حرص الإدارة على تذليل الصعوبات يمكن القول إن محبة الجمهور وتشجيعهم لي هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أصبر على هذه الوضعية ولا أفكّر في الرحيل عن الفريق رغم وجود العروض في لبنان وخارجها فليس من السهل أن تجعل جمهورا لم يكن مهتما بكرة القدم شغوفا بفريقه ويواظب على متابعة مبارياته.

- يرى البعض أن الدوري اللبناني ليس قويا مقارنة ببطولات عربية أخرى؟
ربما هي فكرة خاطئة يحملها عنه بعض الملاحظين لكن في الحقيقة هنالك بعض البراهين التي تؤكد خطأ هذه الفرضية من ذلك أن العهد اللبناني نجح في بلوغ نهائي كاس آسيا وبعودة الحياة إلى البطولة العربية سيكتشف الجمهور الرياضي العربي المستوى الحقيقي للبطولة اللبنانية التي تعاني من غياب الاستقرار على مستوى اللاعبين وعدم احترافها بالكامل لكن ذلك لم يمنع من وجود عدة لاعبين متميزين فرديا وتقنيا لكن تبقى الناحية التكتيكية الحلقة المفقودة بسبب الضعف على مستوى التكوين.

- وماذا عن حديث العروض ؟
لا اخفي عليكم لدي عروض من لبنان وقطر ودبي فضلا عن عرضين من تونس لكن لدي عقد والتزام مع فريقي الحالي أحترمهما خاصة أن وضعيتي حتى من الناحية المالية لا تشوبها شائبة وأفضّل أن أكمل المشروع الذي بدأناه وأواصل العمل بنفس الجدية احتراما للجمهور والهيئة اللذين وضعا ثقتهما في شخصي.

- قلت ان لديك عرضين من تونس، هل يمكن ان نعرف هوية الفريقين؟
لا استطيع أن أقول إلا بكونهما فريقين ينتميان إلى الرابطة الأولى وأخير عدم كشف النقاب عن هويتهما خاصة أن الأمر لم يتعد حدود الاتصالات مع وكيل أعمالي ولم يتم الاتصال بي بصفة مباشرة.

- وهل تفكر في العودة الى تونس خاصة أنك لا تحمل ذكريات طيبة عن أول تجربة؟
بصراحة لا أفكر في ذلك في الوقت الحالي خاصة ان وضعيتي جيدة في لبنان زد على ذلك أنني عندما عدت من فرنسا كانت لي رغبة جامحة في أن أساهم بتجربتي المتواضعة في إفادة بلدي فانضممت إلى الإطار الفني لنادي حمام الأنف لكني اكتشفت أن بعض المسؤولين لا هم لهم سوى خدمة مصالحهم ووضع ‹العصا في العجلة› أمام كل من يريد أن ينفع النادي... لكن رغم ذلك ففي يوم ما أن توفر عرض مناسب يتضمن مشروعا واضح المعالم في تونس فلا مانع لدي ففي النهاية أنا تونسي ودائما هناك حنين للعودة إلى ارض الوطن...

- كيف تقيم مستوى البطولة التونسية في نظامها الجديد هذا الموسم؟
أتابع البطولة التونسية حتما وخاصة نادي حمام الأنف أما بالنسبة إلى نظام المجموعتين فلا أرى أنه أسهم في تغيير وجه البطولة على العكس فقد سبب عديد المشاكل وزادت بوادر عدم الثقة في الجامعة و التحكيم والأمر مرشّح للتطور ببلوغ السباق منعرجه الحاسم. النقطة الايجابية الوحيدة هي أن عدد المباريات أقل لكن ذلك لم يقض على مواطن الخلل في البطولة التونسية.

- المنتخب مقبل على رهان كأس إفريقيا كيف ترى حظوظه؟
مهما كانت نتائج منتخبنا في السنوات الأخيرة فإنه يبقى من المنتخبات العريقة في القارة السمراء، وقد تكون المباريات الأخيرة كشفت أن هناك بعض النقاط في حاجة إلى مراجعة قبل بداية الرسميات وهو ما سيعمل عليه الإطار الفني فيما تبقى من مواعيد ودية لكن ما أقوله إن نسور قرطاج لهم أوفر الحظوظ للمضي قدما في كأس إفريقيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115